أويحيى لرافضي ترشح بوتفليقة: صندوق الاقتراع يفصل بيننا

الحكومة تلغي مباريات كرة القدم خشية تحولها إلى مظاهرات ضدها

محامون يتظاهرون ضد التمديد لبوتفليقة في وسط الجزائر أمس (أ.ف.ب)
محامون يتظاهرون ضد التمديد لبوتفليقة في وسط الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

أويحيى لرافضي ترشح بوتفليقة: صندوق الاقتراع يفصل بيننا

محامون يتظاهرون ضد التمديد لبوتفليقة في وسط الجزائر أمس (أ.ف.ب)
محامون يتظاهرون ضد التمديد لبوتفليقة في وسط الجزائر أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس وزراء الجزائر أحمد أويحيى، ضمناً، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يرضخ لضغط الشارع الذي يطالبه منذ يوم الجمعة الماضي بسحب ترشحه لولاية خامسة، فيما أُعلن إلغاء كل مباريات كرة القدم المقررة نهاية الأسبوع، خشية تحولها لاحتجاجات، ونظم عشرات المحامين، أمس، مظاهرة في وسط العاصمة احتجاجاً على رغبة الرئيس في تمديد حكمه.
وقال أويحيى في أثناء عرض حصيلة عمل الحكومة لعام 2018 أمام البرلمان، أمس، إن السلطات «تدعو الجميع إلى اليقظة والحذر، وهذا لسببين على الأقل. الأول أن دعوات تنظيم المظاهرات مصدرها مجهول، وقد أدت حتى الآن إلى مسيرات سلمية لحسن الحظ، لكنها قد تأخذ في المستقبل طابعاً مغايراً. والسبب الثاني الذي يدفعنا إلى مناشدة المواطنين توخي الحيطة هو خشيتنا من وقوع انزلاقات خطيرة».
وأكد أن الدستور «يكفل للمواطنين حق تنظيم تجمعات سلمية في إطار القانون، ونحمد الله على أن المسيرات جرت في جو من الهدوء والسلم»، في إشارة إلى خروج مسيرات حاشدة في مناطق البلاد الجمعة الماضي، لمطالبة الرئيس بعدم الترشح في الانتخابات المقررة في 18 أبريل (نيسان) المقبل. وأفاد أويحيى بأن «عينة من المظاهرات شهدناها (الأحد) كانت تنذر بانزلاق خطير، تمثلت في خروج تلاميذ مدارس إلى الشارع»، في ولاية بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، وهي عاصمة القبائل الصغرى التي تشهد منذ أسابيع مظاهرات يومية منددة بالعهدة الخامسة وبرموز النظام. ويصف مراقبون بجاية بأنها «شوكة في حلق السلطة» كناية عن معارضتها الدائمة للنظام.
ووجه رئيس الوزراء «التحية لقوات الأمن التي تعاملت باحترافية (مع المظاهرات) وحافظت على الأمن العمومي باستعمال وسائل سلمية». وخاض في «الرسائل» التي فهمها من مظاهرات الجمعة، قائلاً: إن «تعليقي الأول عليها هو أن الانتخابات التي ستجري بعد أقل من شهرين، ستكون فرصة لشعبنا لاختيار رئيسه بكل حرية وسيادة. فالجميع يملك حق دعم مرشح ومعارضة أي مرشح، ولكن المواقف ينبغي التعبير عنها بالصندوق وبطريقة سلمية ومتحضرة». وفُهم من كلامه أن بوتفليقة لا يعتزم سحب ترشحه وأن الأحزاب والجمعيات التي تدعمه لا تنوي إطلاقاً التراجع عن مساندتها له. يُشار إلى أن الرئيس موجود منذ الأحد في جنيف، حيث يخضع لـ«فحوصات طبية روتينية». وجاءت الزيارة الطبية السويسرية لتزيد من الحرج الذي يواجهه الموالون للرئيس، وهم أصلاً يجدون صعوبة كبيرة في إقناع الجزائريين بأنه قادر على قيادة البلاد خمس سنوات أخرى، بينما قضى كامل ولايته الرابعة بعيداً عن تسيير الشأن العام.
وأضاف أويحيى: «أعتقد أنه بعد كل ما عانته الجزائر من آلام، وما حققته من إصلاحات وتنمية، بإمكانها اليوم أن تختار رئيسها في كنف الهدوء وبطريقة متحضرة... لقد تعهد رئيس الجمهورية، في حال تجديد عهدته، بتنظيم ندوة وطنية لتحقيق إجماع غير مسبوق في تاريخ الجزائر. ستكون ندوة مفتوحة للجميع، وكل القضايا ستطرح فيها للنقاش، باستثناء الثوابت الوطنية والقضايا ذات الطابع الجمهوري الخاص بالدولة. ستكون الندوة بمثابة باب مفتوح للجميع، أحزاباً سياسية وتنظيمات اجتماعية واقتصادية، وكذا التنظيمات المهتمة بمشكلات الشباب وهي مدعوة لتقديم مقترحاتها من أجل التغيير، بما في ذلك تغيير جذري للدستور».
ودعا إلى «الحفاظ على الاستقرار، وسواء كنا مسؤولين أم مواطنين عاديين، فنحن كلنا أبناء شعب واحد. قد لا نتفق ونختلف ولكننا كلنا أبناء الجزائر، جزائر ذرفت دموع المأساة (سنوات الإرهاب). كل الشعب له الحق في العيش بسلام وفي استقرار، وأتمنى أن يمارس حق تنظيم المظاهرات مستقبلاً في إطار سلمي، وأتمنى أن تخرج الديمقراطية من هذا كله منتصرة».
ونظم عشرات المحامين مظاهرة، أمس، أمام محكمة العاصمة، وطالبوا الرئيس بالعدول عن قرار الترشح. ورفعوا شعارات ضد بوتفليقة ورجاله، وأدان المتظاهرون اعتقال زملاء لهم أول من أمس، في أثناء المظاهرة التي نظَّمتها «حركة مواطنة» المعارضة.
من جهة أخرى، أعلنت «الرابطة الوطنية لكرة القدم» عن إلغاء كل المباريات المقررة الخميس والجمعة والسبت خشية حدوث احتكاك بين مشجعي الأندية وقوات الأمن. وأضحت الملاعب أخيراً فضاءً للتعبير عن مواقف سياسية معادية للحكومة وللعهدة الخامسة، ما تسبب في قلق بالغ للسلطات التي تتخوف من خروج الجماهير الغفيرة إلى الشوارع للتظاهر بعد نهاية المباريات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.