المغرب يحذر الأمم المتحدة من توسيع مهمة بعثة مينورسو في الصحراء

جدد تمسكه بالمفاوضات وعد المخاطر الإرهابية أكثر سوءا من النزاع

المغرب يحذر الأمم المتحدة من توسيع مهمة بعثة مينورسو في الصحراء
TT

المغرب يحذر الأمم المتحدة من توسيع مهمة بعثة مينورسو في الصحراء

المغرب يحذر الأمم المتحدة من توسيع مهمة بعثة مينورسو في الصحراء

جدد المغرب رفضه لأي توسيع لمهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء (مينورسو). وقال عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، إن أي تجاوز لمهمة الـ«مينورسو» في الصحراء سيكون غير مقبول، مشيرا إلى وجود «مناورات ترمي بشكل واضح إلى جعل (مينورسو) مركزا للأمم المتحدة بالصحراء، وفي أسوأ الحالات مكانا للالتقاء بين الانفصاليين والزوار الأجانب بأقاليمنا الجنوبية».
وأوضح هلال، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية أن «مهمة مينورسو تتلخص في ثلاث نقاط هي مراقبة وقف إطلاق النار، وخفض مخاطر انفجار الألغام، والبقايا المتفجرة الناجمة عن الحروب، وتشجيع إجراءات الثقة ومساعدة المندوبية السامية للاجئين، وخصوصا في إطار الزيارات العائلية». وقال: «هناك البعض في الأمانة العامة للأمم المتحدة، تحركهم مواقف سياسية وآيديولوجية، ويسعون إلى فرض ما لم يستطيعوا تنفيذه من خلال القرارات السابقة للأمم المتحدة حول توسيع مهمة مينورسو»، من خلال «جعل ذلك أمرا واقعا»، على حد قوله.
وأضاف هلال أن المغرب لن يقبل بذلك، وأكد على أن المملكة «تقول بصوت عال وقوي: هذه المناورات تهدد وجود بعثة مينورسو، المغرب لا يطلب لا أكثر ولا أقل من الاحترام الصارم والكامل لمهمة البعثة». وقال: «إننا نأسف لكون بعض مصالح الأمم المتحدة سمحت لأن يجري استغلالها في هذا الصدد».
وأشار هلال إلى أن «الظرفية الإقليمية التي تعيش اضطرابا كبيرا ومحفوفة بالمخاطر، تستدعي من بلدان المنطقة، وخصوصا من الجزائر، إبداء المسؤولية والواقعية والشجاعة السياسية بهدف ضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة».
وأوضح قائلا: «لو كان الأمر يعود للمغرب وحده فقط، فإننا نأمل في التوصل إلى تسوية للمشكلة اليوم قبل الغد، لأن منطقة الساحل والصحراء وشمال أفريقيا والشرق الأوسط تمر بالأوقات الأكثر اضطرابا في تاريخها، إذ يمثل طيف الإرهاب لمنظمة القاعدة وفروعها، والتيارات المتطرفة، و(داعش) والمجموعات الانفصالية في الساحل، بالإضافة إلى مهربي المخدرات والسلاح، وشبكات الاتجار في البشر، تهديدا غير مسبوق، ليس فقط على الاستقرار والأمن بالمنطقة، بل على وجود بعض الدول في حد ذاته». وأضاف أن «خطر وتهديد هذه المجموعات قد يكون أكثر سوءا من نزاع الصحراء، ومن هنا تبرز ضرورة وضع الخلافات جانبا والاتحاد من أجل التعاون على مواجهتها».
وأشار هلال إلى أن المغرب لا يزال «منخرطا في عملية المفاوضات السياسية الأممية، تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن»، موضحا أن المملكة «عازمة على بذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل إلى حل سياسي، توافقي ونهائي» للنزاع الإقليمي حول الصحراء، على أساس «مقترحها للحكم الذاتي بالصحراء»، المقدم سنة 2007، والذي وصفته منذئذ جميع قرارات مجلس الأمن، بـ«الجدي وذي المصداقية».
ونفى هلال ما يروج حول وجود تأخير في التحاق الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة، كيم بولدوك، بمنصبها، بعد مغادرة سلفها، إثر نهاية مهمته في يوليو (تموز) الماضي. وقال: «ليس هناك أي تأخير، لأن مهمة بولدوك لم تبدأ إلا انطلاقا من أول أغسطس (آب) 2014».
غير أن هلال انتقد الإجراءات التي اتبعت في تعيينها من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، حيث لم تجر استشارة المغرب في الأمر، كما كان الشأن مع كل سابقيها في هذا المنصب. وقال هلال: «من حقنا التساؤل حول عدم احترام هذه الممارسات في تعيين بولدوك»، خصوصا أن هذا الموقف من الأمانة العامة جاء غداة الانزلاقات غير المقبولة في التقرير الأخير حول الصحراء للأمين العام للأمم المتحدة» في أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف هلال أن المغرب «لم يعترض أبدا، في السابق، على أي تعيين للممثلين الخاصين» للأمين العام، مشددا على أن «طلبه الوحيد يتمثل في احترام العرف المتبع».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.