«إنترنت الأشياء»... إمكانات وحلول ومشكلات

مليارات الأجهزة والأدوات تتواصل إلكترونياً في منازل ومدن ذكية

«إنترنت الأشياء»... إمكانات وحلول ومشكلات
TT

«إنترنت الأشياء»... إمكانات وحلول ومشكلات

«إنترنت الأشياء»... إمكانات وحلول ومشكلات

سيشهد عام 2019 اندماج إنترنت الأشياء (IoT) في حياتنا اليومية بطريقة أكثر سلاسة ومرونة سواء في المنزل أو العمل لدرجة تجعل من هذا سماع هذا المصطلح أمراً طبيعياً. ويؤكد هذا الأمر تقريراً نشر مؤخراً من موقع «زد نت» يشير إلى وجود نحو 8.4 مليار جهاز من الأشياء قيد الاستخدام في عام 2017، بزيادة 31 في المائة عن عام 2016، ومن المرجح أن يصل هذا الرقم إلى 20.4 مليار بحلول عام 2020.

إنترنت الأشياء
إذن، ما هي إنترنت الأشياء؟ يشير مصطلح «إنترنت الأشياء» إلى مليارات الأدوات والأجهزة المرتبطة الآن بالإنترنت في جميع أنحاء العالم، حيث تجمع البيانات وتشاركها فيما بينها. وبفضل توافر المعالجات الرخيصة والشبكات اللاسلكية، أصبح من الممكن تحويل مصباح ضوئي صغير أو طائرة نفاثة، إلى جزء من عالم «إنترنت الأشياء». ومن هنا تبرز أهم ميزة «إنترنت الأشياء»، وهي أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان، أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى وجوده في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين.
ومن الأمثلة على أجهزة «إنترنت الأشياء»، المصباح الذي يمكن تشغيله باستخدام تطبيق الهاتف الذكي، وكذاك هو الحال لمستشعر للحركة أو ثرموستات ذكي (أداة ضبط الحرارة) في بيتك. وعلى نطاق أوسع، تعتبر مشروعات المدن الذكية Smart City مثالاً أكبر على «إنترنت الأشياء»، حيث تقوم الحكومات بإنشاء وتوزيع كاميرات وأجهزة استشعار على مناطق كاملة تساعدنا على فهم البيئة والتحكم فيها أحياناً.
وعادة ما يستخدم مصطلح «إنترنت الأشياء» بشكل أساسي للأجهزة التي لا يُتوقع اتصالها بالإنترنت، فلا يُعتبر الكومبيوتر الشخصي ولا الهاتف الذكي جزءاً منها، لكن قد يتم تصنيف ساعة ذكية أو خاتم ذكي متعقب للياقة كجهاز لـ«إنترنت الأشياء».

منازل ذكية
بالنسبة لنا كمستهلكين، ربما يكون المنزل الذكي خير مثال لـ«إنترنت الأشياء»، وهو بلا شك أحد المجالات التي تتنافس فيها كبريات شركات التكنولوجيا بشدة، ولا سيما «أمازون» و«غوغل» و«آبل»، وعلى نطاق أكبر «سيسكو».
وعلى سبيل المثال هذه الشركات تنتج أنواعاً مختلفة من المساعدات الصوتية الذكية مثل «أمازون ايكو» و«غوغل هوم»، وربما يعتقد البعض أنها غير مهمة ويمكن التعايش من دونها، لكن هناك جانباً أكثر جدية للتطبيقات المنزلية الذكية، فيمكن عن طريقها منح فرصة أفضل للمسنين ليستقلوا في بيوتهم الخاصة من خلال تسهيل التواصل مع العائلة ومقدمي الرعاية لهم ومراقبة كيفية حصولهم عليها. كما أن الفهم الأفضل لكيفية عمل بيوتنا، والقدرة على تعديل هذه الإعدادات، يمكن أن يساعد في توفير الطاقة من خلال أتمتتها على سبيل المثال.

أمان وخصوصية
ماذا عن الأمان والخصوصية؟ تعد قضية الأمان والحماية، إحدى أكبر المشكلات المتعلقة بـ«إنترنت الأشياء». فكما ذكرنا، تقوم الأجهزة والمستشعرات بجمع بيانات حساسة للغاية عنا؛ فهي تسمع ما نقوله وتعرف ما نفعله في بيوتنا، والحفاظ على هذا سرية هذه البيانات أمر أساسي بالنسبة لثقة المستهلك، لكن في الحقيقة فإن تاريخ أجهزة إنترنت الأشياء ما زال سيئاً للغاية حتى الآن، حيث إن الكثير من هذه الأجهزة، وخصوصاً الرخيصة منها لا تعطي أهمية كبيرة أساسيات الأمن، كتشفير البيانات أثناء إرسالها مثلاً.
ويتم بشكل شبه يومي اكتشاف العيوب في برمجيات أجهزة إنترنت الأشياء التي يصعب تصحيحها عن طريق إرسال تحديثات برمجية لها؛ مما يجعلها عرضة للخطر بشكل دائم. لذلك؛ تجد أن بعض أجهزة «إنترنت الأشياء» (ككاميرات المراقبة المنزلية) هدفاً سهلاً للقراصنة، حيث وجد الباحثون أنه هناك أكثر من 100.000 كاميرا مراقبة منزلية يمكن اختراقها بسهولة، في حين تم العثور أيضاً على بعض الساعات الذكية المخصصة للأطفال تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للقراصنة بتعقب مواقع مرتديها أو التنصت على محادثاتهم، بل ووصل الأمر إلى التواصل معهم كلامياً عبر هذه الساعات.

توقعات المستقبل
ما الذي يمكن توقعه من «إنترنت الأشياء» في الأعوام المقبلة؟ لا يوجد سقف لما يمكن أن تصل إليه «إنترنت الأشياء»، وكما لا يخلو بيت من هاتف ذكي أو كومبيوتر، فلا يستبعد أن يكون لجهاز إنترنت الأشياء مكان خاص في بيوتنا قريباً. لكن، بشكل أوسع، يتوقع الكثير من الخبراء، أن أهم تطبيق لها سيكون المدن الذكية، فيضرب سكوت بيتي، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة «فودافون»، مثالاً بقوله «يمكن على سبيل المثال توصيل جميع حاويات القمامة في المدينة رقمياً، بحيث يصل تنبيه للجهات المختصة عندما يكون صندوق النفايات ممتلئاً ويحتاج إلى إفراغ». وبالمثل تستخدم مدينة كاري في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية بيانات «إنترنت الأشياء» لتوصيل إشارات المرور إلى منصة إدارة علاقات العملاء الخاصة من أجل تنبيه شركات المرافق في حال انطفأت إحدى إشارات المرور. يمكن أيضاً استعمال «إنترنت الأشياء» في بناء أسواق ذكية تقوم بمعرفة كمية الوقت الذي يستغرقه الزبائن في قسم معين، إضافة إلى السماح له بالتبضع وشراء المنتجات دون الحاجة إلى الانتظار في الطوابير كما هو الحال مع محال «أمازون غو» Amazon Go، التي تمكنك من التجول في المتجر وشراء ما ترغب فيه عن طريق تطبيق في هاتفك.
أما في المنطقة العربية فقد شهد المؤتمر السعودي الدولي الثاني لـ«إنترنت الأشياء»، الذي أُقيم خلال الفترة من 13 إلى 15 فبراير (شباط) الحالي بمدينة الرياض تحت شعار «التواصل بمفهوم جديد» الإعلان عن جهاز ذكيّ، يعالج مشكلة سوسة النخيل بالسعودية. والجهاز عبارة عن مجسات استشعار، توضع على النخلة، تقيس مستوى الذبذبات داخلها؛ لتنبئ المزارع بتحركات آفة سوسة النخيل فورياً في حال إصابة النخلة، لبدء مرحلة العلاج في مرحلة مبكرة.
فكرة إنترنت الأشياء مبنية على أنه من خلال ربط شيء ما - أي جهاز - عبر الإنترنت، يمكنك فتح إمكانات هائلة لأتمتة نقل المعلومات ومعالجتها بشكل أسرع وأكثر كفاءة، لذلك لا شك أننا متجهون إلى عالم تصبح فيها إنترنت الأشياء جزءا لا يتجزأ من حياتنا.

«إنترنت الأشياء» في السعودية
- في المنطقة العربية، شهد المؤتمر السعودي الدولي الثاني لـ«إنترنت الأشياء»، الذي أُقيم خلال الفترة من 13 إلى 15 فبراير (شباط) الحالي بمدينة الرياض تحت شعار «التواصل بمفهوم جديد» الإعلان عن جهاز ذكيّ، يعالج مشكلة سوسة النخيل بالسعودية. والجهاز عبارة عن مجسات استشعار، توضع على النخلة، تقيس مستوى الذبذبات داخلها؛ لتنبئ المزارع بتحركات آفة سوسة النخيل فورياً في حال إصابة النخلة، لبدء مرحلة العلاج في مرحلة مبكرة.

«سيسكو» ومشروعات التحول الرقمي في المنطقة
- في حديث مع «الشرق الأوسط»، صرح ديفيد ميدز، نائب رئيس شركة «سيسكو» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بأنه بالإضافة إلى فروع أكاديمية «سيسكو» التي تقدم دورات تدريبية في موضوعات متنوعة تبدأ من إنترنت الأشياء IoT، وإلى أمن نظم تقنية المعلومات، كانت الشركة وقّعت أيضاً اتفاقية تسريع رقمي وطني للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وشاركت «سيسكو» في إطلاق مدينة الرياض الذكية في عام 2018، بعد فترة تجريبية مدتها تسعة أشهر في إطار عملية التحول الرقمي للبلاد.
ونذكر من تقنيات المدينة الذكية التي اختبرتها «سيسكو» في حي العليا في الرياض: مواقف السيارات والإضاءة الذكية وإدارة المياه. وأسست «سيسكو» أخيراً في دبي مركزاً جديداً للتعاون في مجال الابتكار يضاف إلى 12 مركزاً عالمياً آخر لديها يعمل في المجال ذاته، ويضاف ذلك إلى اتفاقية التحول الرقمي للبلاد الموقّعة في عام 2018 بين «سيسكو» وهيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة.



كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
TT

كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)

يرفع الاعتماد المتزايد على الحلول المستندة إلى البيانات الحاجة إلى اتصال قوي ومنخفض زمن الاستجابة وعالي الإنتاجية. ويمثل ظهور تقنية «واي فاي 7» خطوة كبيرة للأمام؛ ما يوفر نطاق تردد غير مسبوق، ويتيح تطبيقات فورية كانت غير ممكنة سابقاً. تلتقي «الشرق الأوسط» معن الشكرجي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى شركة «إكستريم نتوركس»؛ لفهم كيفية تحول تقنية «واي فاي 7» للصناعات، وتعزيز تجارب المستخدمين، ودعم الممارسات المستدامة.

تحسين الاتصال مع «واي فاي 7»

يعدّ «واي فاي 7» أحدث تقدم في الاتصال اللاسلكي، ويشير إطلاقه إلى تحول كبير في كيفية قدرة الشبكات على التعامل مع الطلب المتزايد على البيانات عالية السرعة. يوضح الشكرجي أن التكنولوجيا توفر «نطاق تردد أوسع»؛ ما يعني من الناحية العملية، سرعة نقل البيانات أكبر وتقليل ملحوظ في زمن الاستجابة. هذا التحول مهم لتطبيقات تتطلب اتصالاً في الوقت الفعلي، مثل بث الفيديو، وإنترنت الأشياء، وعمليات الذكاء الاصطناعي.

ويرى الشكرجي أن التغيير الكبير حدث مع الانتقال من «واي فاي 6» إلى «واي فاي6E» والآن يبني «واي فاي 7» على ذلك من خلال فتح نطاق تردد الستة غيغاهرتز. يقارن الشكرجي ذلك «بتوسيع طريق ذات مسار واحد إلى طريق سريعة كثيرة المسارات»؛ مما يسمح بتدفق بيانات أكثر سلاسة وسرعة عبر الأجهزة. يدعم هذا التحسين الكثير من الاستخدامات ذات الطلب العالي، من بث الأحداث الحية في الملاعب المكتظة إلى توفير بيانات الرعاية الصحية الضرورية فوراً.

تحسين التجارب في الملاعب الرياضية

تظهر إمكانات «واي فاي 7» في البيئات ذات الكثافة العالية، مثل الملاعب الرياضية، حيث يتصل آلاف المستخدمين بالشبكة في وقت واحد. في ملعب أنفيلد ببريطانيا، موطن نادي ليفربول، طبّقت شركة «إكستريم نتوركس» «واي فاي 7» لتمكين اتصال سلس للمشجعين؛ مما يسمح لهم ببث الفيديو، ومشاركة التجارب على وسائل التواصل الاجتماعي، والحصول على معلومات في الوقت الفعلي دون انقطاع.

يسلط الشكرجي الضوء على أهمية الاتصال الموثوق به في تقديم تجربة متميزة للمشجعين. ويقول: «فكّر في خدمات مثل نقاط البيع الرقمية التي تتصل بالشبكة اللاسلكية». تسمح هذه الخدمات «بتقديم الطعام والمشروبات للمشجعين مباشرة في مقاعدهم بدلاً من إجبارهم على الذهاب إلى مكان البيع». ويضيف بأن التطبيقات المتنقلة للخدمات المختلفة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تجربة المشجع الحديثة، مدفوعة بقدرات شبكة «واي فاي 7» السريعة وذات زمن الاستجابة المنخفض.

يدعم «واي فاي 7» استخدامات كثيرة تتطلب اتصالاً فورياً كـ«إنترنت الأشياء» (أدوبي)

دعم الرعاية الصحية

بينما تعدّ الرياضة والترفيه أمثلة مشوقة، يمتد تأثير «واي فاي 7» إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية. يوضح معن الشكرجي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في المستشفيات، حيث يكون الوصول إلى الملفات الرقمية الكبيرة مثل صور الأشعة أو الأشعة المقطعية أمراً ضرورياً، يمكن أن يُحدِث «واي فاي 7» ثورة في رعاية المرضى. تقليدياً، كانت هذه الملفات الكبيرة تتطلب اتصالات سلكية بسبب حجمها، لكن مع «واي فاي 7» يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الآن الوصول إليها لاسلكياً.

على سبيل المثال، يمكن للأطباء والممرضات حمل أجهزتهم اللوحية إلى جانب سرير المريض والوصول إلى جميع المعلومات الضرورية على الفور، حسبما يقول الشكرجي. هذه القدرة ليست مجرد راحة؛ ففي حالات مثل الجراحة عن بُعد، يعدّ نقل البيانات في الوقت الفعلي أمراً بالغ الأهمية لسلامة المرضى. يُمكّن «واي فاي 7» من تقديم خدمات في الوقت الفعلي منخفضة زمن الاستجابة والتي تكون ضرورية في حالات الحياة أو الموت.

«رؤية السعودية» للتحول الرقمي

يتماشى اندفاع المملكة العربية السعودية نحو التحول الرقمي مع إمكانات «واي فاي 7» بحسب وصف الشكرجي. كجزء من «رؤية 2030»، تستثمر المملكة في التقنيات المتقدمة لبناء مجتمع رقمي مُمكّن. ويعترف الشكرجي بهذه الطموحات، مشيراً إلى أن المملكة «بدأت بالفعل» في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم التطبيقات الرقمية عبر مختلف القطاعات.

وقد تعاونت شركة «إكستريم نتوركس» مع مؤسسات رئيسية عدة في السعودية، مثل «مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية»، حيث طبّقوا «واي فاي 7» لتوفير تجربة رقمية متكاملة للمرضى. يتضمن ذلك الدخول من دون لمس، والسجلات الطبية الرقمية، والوصول الآمن والسريع إلى المعلومات الصحية. يقول الشكرجي: «نحن فخورون بالعمل مع مؤسسات رائدة في المملكة العربية السعودية لدعم رحلتهم الرقمية.»

يساهم في استدامة الطاقة من خلال إدارة ذكية لاستهلاكها حسب الحاجة (أدوبي)

تحديات توسيع البنية التحتية

بينما تعدّ فوائد «واي فاي 7» كبيرة، فإن ترقية البنية التحتية تمثل تحديات. يجب استبدال نقاط الوصول (APs) مع كل جيل جديد من «واي فاي» بسبب الحاجة إلى تقنيات راديو محدثة تدعم زيادة عرض النطاق الترددي. بالإضافة إلى ذلك، مع نقل نقاط الوصول لمزيد من البيانات، يجب ترقية محولات الشبكة وإمدادات الطاقة لدعم زيادة حجم حركة المرور.

ويشير الشكرجي إلى أن «كل واحدة من نقاط الوصول هذه تنقل الآن أضعافاً عدة من حركة المرور مقارنة بالنماذج القديمة». لذلك؛ فإن الأجهزة الخلفية، مثل المحولات وتصميمات الطاقة الفعالة، تعدّ ضرورية لدعم القدرات المعززة لـ«Wi-Fi 7». مع البنية التحتية الأساسية المناسبة، يمكن للمؤسسات الاستعداد للمستقبل وضمان قدرتها على التعامل مع متطلبات التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وما بعده.

تعزيز الأمان في الشبكات اللاسلكية

يعدّ الأمان جانباً مهماً آخر يتفوق فيه «Wi-Fi 7». ومع تحول الشبكات اللاسلكية الوسيلة الأساسية للاتصال بين الأجهزة، يوضح الشكرجي أن أمان الشبكة أصبح أقوى من أي وقت مضى. وعلى عكس الشبكات السلكية، التي قد تسمح لجهاز بالوصول إلى الأنظمة بمجرد توصيله، تتطلب الشبكات اللاسلكية تحكماً صارماً في الوصول. يقول الشكرجي: «الناس مدركون تماماً لأمن الشبكات اللاسلكية»، مع بروتوكولات مثل «WPA2» و«WPA3» إلى جانب المفاتيح المشتركة المسبقة؛ مما يعزز الأمن لمستوى يتجاوز في كثير من الأحيان الشبكات السلكية.

يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي بكفاءة مع تخفيض استهلاك الطاقة وزيادة الأمان (أدوبي)

الاستدامة من خلال إدارة الطاقة الذكية

إضافة إلى الأداء والأمان، يعالج «Wi-Fi 7» مخاوف الاستدامة من خلال استخدام الطاقة الذكي. وقد قدمت شركة «إكستريم نتوركس» ميزات إدارة الطاقة في نقاط الوصول الخاصة بـ«Wi-Fi 7»؛ مما يتيح للمؤسسات تحسين استهلاك الطاقة بناءً على طلب الشبكة. على سبيل المثال، خلال فترات انخفاض حركة المرور، مثل الساعات غير الرسمية في المتاجر، يمكن للنظام تقليل الطاقة مع الحفاظ على الأجهزة الأساسية مثل كاميرات الأمان عبر الإنترنت.

يشرح معن الشكرجي أنه «عندما لا تحتاج إلى الطاقة الكاملة، يمكنك تقليلها، تماماً مثل تعتيم الأضواء». هذه الميزة، التي تمكنت من خلالها الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تعمل على ضبط استهلاك الطاقة ديناميكياً؛ مما يساهم في تقليل تكاليف الطاقة ودعم أهداف الاستدامة. ويضيف: «نرى المزيد من العملاء يشملون الاستدامة معياراً عند اختيار شركاء التكنولوجيا».

يمثل «واي فاي 7» تطوراً كبيراً في تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية، حيث يقدم اتصالاً محسّناً ويدعم التحول الرقمي ويساهم في الممارسات المستدامة. في البيئات ذات الكثافة العالية، مثل الملاعب والمستشفيات والمؤسسات الرقمية الأولى، تعمل تلك التقنية على تغيير طريقة الاتصال والتواصل والابتكار. تقوم شركة «إكستريم نتوركس» ومزودو التكنولوجيا الآخرون بإعداد الساحة لمستقبل يتسم بالاتصال السريع والموثوق والفعال من حيث الطاقة، لتلبية متطلبات العالم الرقمي المتزايدة.