السلطات الصومالية تغلق محطة إذاعية وتعتقل 20 من موظفيها

بسبب تغطيتها لعملية شنتها قوات الأمن على زعيم ميليشيا محلية

السلطات الصومالية تغلق محطة إذاعية وتعتقل 20 من موظفيها
TT

السلطات الصومالية تغلق محطة إذاعية وتعتقل 20 من موظفيها

السلطات الصومالية تغلق محطة إذاعية وتعتقل 20 من موظفيها

أعلن محمد بشير، أحد منتجي إذاعة «شابيل» لوكالة الصحافة الفرنسية، أن قوات الأمن الصومالية أغلقت هذه المحطة الإذاعية المستقلة في مقديشو، وصادرت معدات منها واعتقلت 20 من موظفيها.
وقال مسؤول في قوات الأمن الصومالية طالبا عدم الكشف عن هويته، إن إغلاق الإذاعة جاء بعد تغطية سلبية حيال الحكومة لعملية شنتها قوات الأمن صباح أمس على زعيم ميليشيا محلية، وأدت إلى معارك عنيفة دامت ساعات في العاصمة الصومالية. وأكد بشير أن قوات الأمن «أوقفت 20 من أفراد طاقم الإذاعة بينهم مديرها عبد الملك يوسف، وصادرت معدات وأجهزة بث».
وكانت هذه الإذاعة قد حصلت في 2010 على جائزة حرية الصحافة التي تمنحها سنويا منظمة «مراسلون بلا حدود»، وهيئة تحكيم دولية. وتعتبر من الإذاعات التي تتمتع باحترام كبير في الصومال، وهي تواجه تهديدات من الإسلاميين الشباب، وقد أغلقتها السلطات مؤقتا عدة مرات في السنوات الأخيرة كان آخرها في أكتوبر (تشرين الأول) 2013.
ودارت معارك عنيفة صباح أمس (الجمعة) في مقديشو بين القوات الحكومية الصومالية، مدعومة بقوات الاتحاد الأفريقي، وميليشيا الزعيم المحلي أحمد داعي خلال عملية تهدف إلى نزع أسلحتها. وشهد وسط المدينة أمس معارك عنيفة بين الجانبين، ولم تتوفر حصيلة للضحايا، إلا أن مسؤولا صوماليا ورئيس الميليشيا تحدثا عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى.
وبدأت المواجهات في الساعة 3:30 (00:30 ت.غ) عندما شنت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي (أميصوم) هجوما على منزل أحمد داعي، الزعيم السابق لدائرة واداجير في العاصمة الصومالية. وقال المسؤول في القوات الصومالية محمد يوسف، إن «القوات الحكومية والوحدات الأفريقية تقومان بعمليات أمنية في مقديشو تصدى لها عناصر الميليشيا صباح أمس في دائرة واداجير». وأكد أن القوات المسلحة «أحكمت سيطرتها» على الوضع.
ومن جهتها، كتبت القوة الأفريقية على حسابها على «تويتر»، أن «قوات الأمن شنت في وقت مبكر من أمس، وبدعم من القوة الأفريقية عملية تمشيط في مقديشو بعد ورود معلومات عن مخبأ للأسلحة بالقرب من منزل الرئيس السابق للدائرة أحمد داعي». وأضافت أن الميليشيا التابعة له «أطلقت النار على القوة الأفريقية وقوات الأمن الصومالية، بينما كانت تقترب من الموقع، وتلا ذلك تبادل لإطلاق النار». وتابع أن «الميليشيا هزمت في العملية، وتم توقيف 20 شخصا ومصادرة 15 قطعة سلاح وذخائر». وكان أحمد داعي صرح لإذاعة محلية خلال المواجهات بأن «القوة الأفريقية والقوات الأمنية الصومالية شنت هجوما على منزلي في وقت مبكر، لكننا دافعنا عن أنفسنا»، مؤكدا أن المعارك أسفرت عن سقوط ضحايا. وأضاف: «يدعون أن هدف العملية هو نزع السلاح، لكنني لا أملك أي سلاح، باستثناء بعض قطع السلاح للدفاع عن النفس».
وتحدث الشاهد عبدي ولي محمد عن «معارك كثيفة استمرت ساعات، استخدم فيها الطرفان رشاشات ثقيلة وقاذفات صواريخ». وأضاف أن «المعارك انتهت على ما يبدو، وأن قوة (أميصوم) تسيطر على المنطقة على ما يبدو».
وتفتقر الصومال إلى سلطة مركزية حقيقية منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري في 1991. ومنذ ذلك التاريخ، انزلقت إلى الفوضى، وتحكمت فيها الميليشيات وزعماء الحرب والمجموعات الإسلامية المسلحة والعصابات الإجرامية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».