أين مراجعة غوردون تايلور لرابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية؟

4 أشهر مرت منذ تعهد الموظف صاحب الراتب الأعلى عالمياً بإجراء تحقيقات لكن يبدو أنها تجري بسرعة السلحفاة

غوردون تايلور يتحكم في رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية منذ 40 عاماً
غوردون تايلور يتحكم في رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية منذ 40 عاماً
TT

أين مراجعة غوردون تايلور لرابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية؟

غوردون تايلور يتحكم في رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية منذ 40 عاماً
غوردون تايلور يتحكم في رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية منذ 40 عاماً

يمثل مكتب رابطة اللاعبين المحترفين في مانشستر معقل الرئيس التنفيذي للرابطة، غوردون تايلور، الذي يتولى قيادتها منذ 40 عاماً وحتى الآن. ويبدو هذا الوضع شبيهاً بعض الشيء بالحال مع الديكتاتور الكاميروني بول بيا، الذي ظل في الحكم 43 عاماً، متفانياً في خدمة رعاياه. إلا أنه لدى المقارنة بالمسؤولين الآخرين أصحاب المناصب القيادية داخل حقل الأعمال الإنسانية، فليس هناك من يشبه ولو من بعيد تايلور، من حيث طول أمد توليه منصباً قيادياً. بالتأكيد لم تشهد البشرية مثل هذا الأمر منذ أن ودعتنا الأم تيريزا.
وباعتباره المسؤول النقابي صاحب الراتب الأعلى في العالم، نجح تايلور خلال هذه المسيرة الطويلة في تقويض محاولات عدة للإطاحة به. وربما لا نزال نتذكر عندما ثارت تكهنات قوية بأفول نجمه المهني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما دعا بن بوركيس، رئيس رابطة اللاعبين المحترفين الذي كان قد تولى منصبه حديثاً، لعقد مراجعة مستقلة حول كيف تدار الأمور داخل الرابطة. وتحت ضغوط مستمرة من قبل أشخاص تساءلوا حول ما إذا كان يتعين على جهة ما العمل على دفع الرابطة دفعاً نحو القرن الـ20 على الأقل، ناهيك عن القرن الـ21، أعلن تايلور نهاية الأمر أنه سيسمح بإجراء مراجعة، رغم أن هذا لم يرق له على الإطلاق.
أكدت رابطة اللاعبين المحترفين أن اثنين من المستشارين القانونيين نصحا بأن بوركيس غير مؤهل لأن يكون عضواً في الرابطة من الأساس. وقد جرى توضيح أنه إذا رغب تايلور حقاً في الدخول في نقاشات حول مدى الالتزام بالقواعد التنظيمية لرابطة اللاعبين المحترفين، فإن هذه القواعد تنص على أنه: «ينبغي أن يتقلد الرئيس التنفيذي منصبه لمدة خمس سنوات، إلا إذا تقدم باستقالته أو طرد من منصبه». علاوة على ذلك، تشير القواعد إلى ضرورة عقد انتخابات كل خمس سنوات؛ لكن مصادر متنوعة من داخل الرابطة أخبرت «التايمز» أنها على غير علم بحدوث مثل هذه الأمور منذ 10 سنوات على الأقل.
وفجأة، اختفت منذ ذلك الحين أي أخبار عن الهجمات التي تعرض لها بوركيس المسكين، باعتباره غير مؤهل من الأساس لعضوية الرابطة. كما أن ثمة أمراً آخر لم نعد نسمع عنه، هل تعلم ما هو عزيزي القارئ؟ إنه تلك المراجعة الموعودة. واليوم وبعد ثلاثة شهور كاملة من الإعلان عن المراجعة، جرى التأكيد الأسبوع الماضي لمراسل صحيفة «التليغراف» أنه لم يصدر بعد أمر رسمي بالشروع فيها. أما رابطة اللاعبين المحترفين ذاتها، فقد رفضت التعليق على الأمر، في سلوك أصبح بمثابة توجه عام للرابطة في الفترة الأخيرة.
الملاحظ أن الرئيس التنفيذي للرابطة يلتزم الهدوء منذ بضعة أشهر. ولدى عقد مراجعة سريعة للصحف خلال الأشهر الماضية، سنجد أن تايلور خرج إلى الملأ مرات قليلة، منذ أن انفتح أمر المراجعة في أواخر نوفمبر، وتواترت ادعاءات بأنه أشار إلى اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة بـ«الملونين» أثناء فاعلية عقدتها رابطة اللاعبين المحترفين بهدف تعزيز المساواة العرقية والتنوع. وقد أشار أربعة مصادر شاركوا في الفعالية إلى حدوث هذا الأمر بالفعل، بينما أعلنت الرابطة في وقت لاحق أن تايلور: «على ثقة من أنه لم يتفوه بهذه الكلمة». وعلى ما يبدو، كانت هذه نهاية القضية برمتها.
وفي الشهر الماضي، جاء الكشف السنوي عن أجر تايلور. وقد علمنا أنه عام 2018 كان لا يزال يصرف لنفسه أجوراً وعلاوات بقيمة 2.29 مليون جنيه إسترليني، تماماً مثلما فعل في السنة المالية السابقة. وإذا رغبت في وضع هذا الرقم في إطار يتيح المقارنة، يمكننا إذن التنويه هنا بأن رابطة اللاعبين المحترفين أنفقت 125 ألف جنيه إسترليني فقط على الأبحاث المعنية بالإصابات في الرأس وتداعياتها، خلال العام المنتهي في يونيو (حزيران) 2018. من ناحية أخرى، بلغ متوسط راتب الفرد من الشريحة العليا من قيادات المؤسسات الخيرية 186 ألف جنيه إسترليني عام 2017.
ومن بين نقاط الضعف الأخرى المحتملة فيما يخص رابطة اللاعبين المحترفين، دعوى قضائية تقدمت بها مفوضية المؤسسات الخيرية ضد الرابطة، على صلة بمدى الالتزام التنظيمي.
في نوفمبر، قالت المفوضية في تصريحات لـ«التليغراف»، إنها «مدركة للمخاوف المتعلقة بنفقات رابطة اللاعبين المحترفين التي تمثل مؤسسة خيرية»، وإنها تعكف على التثبت من الحقائق. وأعلنت المفوضية أنه: «يتعين على الأمناء إثبات أن جميع القرارات التي جرى اتخاذها بخصوص النفقات جرت دراستها بدقة، بما يتوافق مع ما يخدم مصالح المؤسسة الخيرية ذاتها، ومن أنشئت من أجل خدمتهم». وأفادت تقارير بأن التحقيق تركز على كيفية إدارة الصندوق العام للرابطة.
ولا يزال هذا الأمر جارياً. أما بخصوص المراجعة، فهل يمكن أن نطمح إلى الإسراع من وتيرتها بعض الشيء؟ الواضح أنه كلما ابتعدنا عن الضجة الكبرى التي أثيرت في نوفمبر، هدأ الزخم. وربما يتضح في النهاية أن التكهنات التي انطلقت في نوفمبر لتعلن قرب نهاية تايلور، كانت سابقة لأوانها.
من ناحيته، صرح تايلور في حديثه عن المراجعة الموعودة، بأنه: «كنت أول من أقر بأن هناك دوماً مجالات يمكن تحسين الأداء بها». هل هذا صحيح حقاً؟ في الواقع، يدرك الجميع أن هناك دوماً مساحة للتحسين والتطوير، لكن بالنظر إلى الوتيرة التي يجري بها العمل على صعيد المراجعة في الوقت الراهن، فإن الانتهاء منها ربما يتزامن مع الذكرى الـ25 ألف لتولي تايلور منصب الرئيس التنفيذي للرابطة!
الحقيقة أن قاعدة دعم تايلور ينبغي أن تشكل مصدر قلق لأي شخص مهتم حقاً بالقضايا التي تؤثر على اللاعبين، بداية من الصحة الذهنية، وصولاً إلى الاستغلال المالي، والأدلة المتنامية على التداعيات الخطيرة للإصابات في الرأس.
وعليه، يجب الإبقاء على الضغوط على رابطة اللاعبين المحترفين كي تصدر هذه المراجعة من أجل ضمان مصالح أعضائها. وإذا استمرت الوتيرة شديدة البطء الحالية، فإنه من الصعب حينها تجاهل الانطباع الذي لطالما ارتبط بالرابطة، وهو أنها تولي اهتمامها الأكبر لخدمة قياداتها وليس أعضائها.


مقالات ذات صلة

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

رياضة عالمية فينسن كومباني (د.ب.أ)

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

قال فينسن كومباني، مدرب بايرن ميونيخ الألماني، إنه لم يفهم بعدُ النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما حقق فريقه فوزاً بشِق الأنفس 1-0.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية جيان بييرو غاسبريني (أ.ف.ب)

غاسبريني مدرب أتلانتا: الثقة سبب الأداء المذهل

أرجع جيان بييرو غاسبريني مدرب أتلانتا الإيطالي الأداء المذهل الذي يقدمه فريقه في الآونة الأخيرة إلى مزيج من الثقة بالنفس والتطور المستمر.

«الشرق الأوسط» (بيرن (سويسرا))
رياضة عالمية سيموني إنزاغي

إنزاغي: راضون عن المستوى أمام لايبزيغ

أثنى سيموني إنزاغي، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، على فريقه بعدما صمد ليفوز 1-0 على ضيفه رازن بال شبورت لايبزيغ، الثلاثاء، ليتصدر ترتيب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية تشابي ألونسو وفلوريان فيرتز (أ.ب)

ألونسو: نأمل في إعادة مستوانا... وفيرتز رائع

أشاد تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، بلاعبه فلوريان فيرتز، بعدما سجّل الدولي الألماني هدفين في فوز فريقه 5-صفر على رد بول سالزبورغ في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أرتيتا يحتفل مع اللاعبين عقب الفوز على سبورتينغ لشبونة (أ.ف.ب)

أرتيتا: آرسنال لعب بشجاعة أمام سبورتينغ لشبونة

أشاد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، بأفضل أداء للفريق خارج أرضه في المسابقات الأوروبية منذ توليه تدريب الفريق، وذلك عقب الفوز 5-1.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.