مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: 3 سيناريوهات لما بعد الهدنة

مسؤول عسكري أميركي: كافة مبيعات الأسلحة لإسرائيل تخضع لعمليات مراجعة

مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد دمر أثناء الحرب على غزة (رويترز)
مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد دمر أثناء الحرب على غزة (رويترز)
TT

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: 3 سيناريوهات لما بعد الهدنة

مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد دمر أثناء الحرب على غزة (رويترز)
مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد دمر أثناء الحرب على غزة (رويترز)

قال القيادي الفلسطيني بسام الصالحي، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق خلال جولة المفاوضات المقبلة ليست كبيرة بسبب الخلافات التي ما زالت قائمة حول مختلف المواضيع.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أنه في سياق الأشياء تسير الأمور باتجاه اتفاق، ولكن ذلك لا يتجاوز نسبة 50 في المائة». وتابع: «سنصطدم بتفاصيل معقدة. الأمور ليست سهلة».
وأكد الصالحي أن الوفد الفلسطيني مصر على إعادة تشغيل المطار وإقامة ميناء، قائلا: «إننا لا نفاوض حول إقامة ميناء ومطار. لقد طلبنا الالتزام بالاتفاقات الموقعة.. نطالب بإعادة تشغيل المطار وإقامة ميناء فورا».
وردا على سؤال حول إمكانية تأجيل البحث في قضية الميناء والمطار، قال: «إن هذا رهن بالمدة، إذا كنا نتحدث عن عدة أسابيع فقط فلا مانع، ولكن ليس أكثر من ذلك».
كما أكد الصالحي رفض الوفد المفاوض مبدأ التدرج في رفع الحصار، وقال: «نحن رفضنا أن يكون البحث في التفاصيل، نحن نطالب بوضوح بإنهاء الحصار تماما، بما يعني ذلك حرية حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة وبين الضفة والقطاع، دن قيود وبشكل متواصل ووفقا للاتفاقات، وليس وفقا للمقترحات الإسرائيلية».
ويشمل ذلك ممرا آمنا بين الضفة وغزة.
وكانت مصر عرضت على الأطراف ورقة توفيقية تنص على وقف الأعمال العدائية من الطرفين، وفتح المعابر بما يحقق إنهاء الحصار وحركة الأفراد والبضائع ومستلزمات إعادة الإعمار طبقا للضوابط التي يجري الاتفاق عليها بين السلطات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وقيام السلطات الإسرائيلية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن الموضوعات المالية المتعلقة بقطاع غزة، وإلغاء المنظمة العازلة على حدود غزة بانتشار قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية على مراحل، وتوسيع منطقة الصيد البحري على مراحل، والعودة إلى استكمال المفاوضات خلال شهر من تاريخ الاتفاق، بشأن موضوعات تبادل الأسرى والجثامين بين الطرفين، وبحث أسلوب إنشاء وتشغيل المطار والميناء البحري في قطاع غزة، طبقا لاتفاقية أوسلو والاتفاقيات الموقعة.
ولم تحصل الصيغة الحالية على موافقة الوفد الفلسطيني.
ويفترض أن يعود الوفد الفلسطيني إلى القاهرة الأحد من أجل استئناف المفاوضات بعدما كان غادرها الخميس عائدا إلى رام الله والأردن وغزة وقطر ولبنان، إثر توقيع اتفاق لهدنة جديدة تستمر 5 أيام، بعد فشل الوصول إلى حل متفق عليه.
وأجرى أعضاء الوفد على مدار اليومين الماضيين مشاورات إضافية، كل مع قيادته، وغادر القيادي في حماس موسى أبو مرزوق مصر إلى الدوحة للانضمام لاجتماعات المكتب السياسي لحماس.
وردا على سؤال حول إمكانية الوصول إلى اتفاق من بند واحد فقط ينص على وقف إطلاق نار متبادل من دون التوقيع على تفاصيل أخرى قال الصالحي إن ذلك وارد وممكن.
أما البند الذي لا يجري التفاوض حوله ويراه الصالحي منجزا أساسيا لأي اتفاق هو اعتراف إسرائيل بحكومة الوحدة الفلسطينية (حكومة التوافق).
وقال الصالحي إن ذلك يعد أمرا إلزاميا من أجل توقيع وتطبيق الاتفاق.
وفي إسرائيل كذلك تواصلت الاجتماعات التشاورية حول محادثات القاهرة والسيناريوهات المتوقعة.
وأظهرت اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر خلافات بين الأعضاء حول طريقة معالجة المفاوضات.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اكتشف خلال الاجتماع أن القطيعة بينه وبين وزرائه قد بلغت أوجها. وتعود الخلافات إلى اتهامات لنتنياهو بأنه لم يطلع وزراءه على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة.
وتبين أن سبب رفض نتنياهو، ووزير الدفاع موشي يعالون، بداية، التأكيد على موافقة إسرائيل على تمديد وقف إطلاق النار، هو استمرار إطلاق النار المتقطع من قطاع غزة وخشيتهما من أن ترفضه حماس فيقعا في إحراج.
وقال مصدر إسرائيلي: «إنهما رفضا الإعلان عن وقف إطلاق النار بينما يتواصل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وذلك بهدف تجنب غضب الإسرائيليين». وساهمت جلسة عقدت الخميس وأخرى الجمعة في المجلس الوزاري المصغر، في تعميق الشروخ، بعدما غادر نتنياهو في منتصف جلسة الخميس للاجتماع مع رؤساء سلطات محلية في جنوب إسرائيل، كانوا قد وصلوا إلى تل أبيب للمشاركة في مظاهرة ضد الحكومة، فغادر الوزراء وألغوا الجلسة. وكانت حشود كبيرة إسرائيلية شاركت في مظاهرة في تل أبيب تحت عنوان «لا نصمت بالأحمر» (في إشارة إلى صافرات الإنذار التي تسمى في إسرائيل «اللون الأحمر»، وتهدف إلى التعبير عن التضامن مع سكان المستوطنات في غلاف غزة.
وقال منظمو المظاهرة إنهم يطلبون أن يعود الهدوء إلى بلدات الجنوب «لكي يستطيع سكان المنطقة تربية الأطفال مثل جميع سكان إسرائيل». ويقول سكان جنوب إسرائيل إن الحياة في ظل تهديد الصواريخ أصبحت لا تطاق.
وعقدت جلسة أخرى أمس بالمجلس الوزاري المصغر، لكن ظلت الخلافات على ما هي عليه.
وانتقد وزراء في المجلس الوزاري المصغر «الشرعية» التي تضفيها المفاوضات مع حماس في القاهرة. وعبّر وزير الاقتصاد وزعيم حزب «البيت اليهودي»، نفتالي بينت، عن هذا الموقف قائلا: «يجب على إسرائيل أن لا تتوصل إلى تسوية مع حماس، بل أن تفرض على الحركة شروطا أحادية الجانب».
وأَضاف بينت: «بدلا من أن يقدم التوصل إلى اتفاق مع حماس ضمانات لقادة الحركة بأن لا تلاحقهم إسرائيل، يجب أن تسهل إسرائيل فتح المعابر لنقل البضائع إلى غزة وأن تقوم بذلك وفقا لتصرفات حماس، من دون تقديم الالتزامات للحركة». وتابع بينت: «إن مسارا أحادي الجانب إزاء حماس سيمنح إسرائيل مساحة أمنية أكبر للتصرف في غزة».
وأوضح زعيم حزب البيت اليهودي «أن تسهيل نقل السلع إلى غزة وتوسيع المساحة المتاحة لصيد الأسماك في غزة ستكسب إسرائيل مزيدا من الشرعية في الساحة الدولية، ولن تجبر إسرائيل على دفع ثمن عسكري أو سياسي».
وأردف: «إذا فهمت حماس أنه يوجد لدينا طول نفس، فإن الأمور ستنتهي خلال أيام».
وتابع: «الوضع بين إسرائيل وحماس غير تناسبي أبدا، فهم فقدوا معظم الأنفاق والصواريخ، لكن الجيش الإسرائيلي بإمكانه الاستمرار في تصعيد قوة ردود فعله».
ومن جهته تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بأن العملية العسكرية في غزة لن تنتهي قبل تحقيق أهدافها التي تشمل أيضا تسديد ضربة شديدة للبنى التحتية الخاصة بالتنظيمات الإرهابية».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم