مصادر: داعش تقتل نحو 100 مواطن إيزيدي بسبب رفضهم اعتناق الإسلام في سنجار

الإيزيديون العراقيون يشعرون بالحزن على أطفالهم الذين تركوهم أثناء فرارهم

مصادر: داعش تقتل نحو 100 مواطن إيزيدي بسبب رفضهم اعتناق الإسلام في سنجار
TT

مصادر: داعش تقتل نحو 100 مواطن إيزيدي بسبب رفضهم اعتناق الإسلام في سنجار

مصادر: داعش تقتل نحو 100 مواطن إيزيدي بسبب رفضهم اعتناق الإسلام في سنجار

أفاد سكان إيزيديون أمس بأن عناصر داعش قاموا أمس بقتل نحو 100 رجل إيزيدي بسبب امتناعهم عن اعتناق الإسلام بعد مهلة كان المسلحون قد حددوها للإيزيديين في مجمع كوجو جنوبي مدينة سنجار شمال غربي الموصل. وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية أن عناصر داعش اعتقلوا نساء وأطفالا واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
ويشعر الإيزيديون العراقيون من جهة ثانية بالحزن على أطفالهم الذين تركوهم أثناء فرارهم. وأشار جونو خلف وهو إيزيدي، كان قد فر مع أبناء هذه الأقلية من وجه مقاتلي داعش الذين اقتحموا بلدة سنجار قبل نحو الأسبوعين، إلى أنه تمكن من إخراج معظم أفراد عائلته من العراق إلى منطقة تنعم بالسلام النسبي في مخيم للاجئين السوريين، إلا أن مشاعر الحزن والقلق تنتابه بسبب ابنه وابنته اللذين انفصلا عن الأسرة أثناء هروبها، ولا يعرف مصيرهما.
وفر خلف (45 عاما) مع زوجته وأطفاله التسعة إلى الجبال شمال المدينة خوفا من المتطرفين. ولم يتمكن المقاتلون الأكراد الذين كانوا يسيطرون على المدينة من صد مقاتلي داعش بشكل جيد، وانهارت مقاومتهم ما دفع المدنيين إلى الفرار. وقال خلف «لقد كانوا يطلقون علينا النار بينما كنا نفر من منزلنا. وعمت الفوضى التامة». وأضاف «لقد فقدنا صغيرتي أليفة وابني عماد أثناء فرارنا. ولا أعرف أين هما، ولا أعلم إن كنا سنعثر عليهما مرة أخرى».
واختبأ خلف وزوجته وأبناؤه السبعة لعدة أيام في الجبال، فيما سيطر المقاتلون على قرى الإيزيديين. وعلى الرغم من نقص الغذاء والماء وحرارة الصيف الشديدة، فإن الأسرة تابعت هروبها باتجاه الحدود السورية إلى الغرب. وفتحت الغارات الجوية التي شنتها طائرات أميركية طريق الهرب لأسرة خلف وغيرها من الأسر للتوجه إلى الحدود حيث كان المقاتلون الأكراد في استقبالهم. ولكن خلف لا يزال يعيش كابوس ذلك اليوم الذي صادف الأحد الثالث من أغسطس (آب) الحالي.
وقال «نحن لا نملك سيارة. وكان علينا أن نركض ونصعد جبل سنجار ولم نكن نملك سوى الملابس التي نرتديها. وكان حولنا الكثير من الناس الفارين مثلنا». ومعظم الإيزيديين الذين فروا إلى سوريا عادوا عبر نهر دجلة إلى العراق شمالا للانضمام إلى مئات آلاف النازحين المقيمين في مخيمات مؤقتة في مناطق لا تزال تحت سيطرة الأكراد. إلا أن خلف وأسرته قرروا البقاء في سوريا، حيث لجأوا إلى مخيم نوروز الذي أقيم أساسا للسوريين الذين شردتهم الحرب الأهلية المستمرة في بلادهم منذ ثلاث سنوات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».