المعارضة التركية تنتقد {مطار إردوغان}

ترشيح داود أوغلو للحكومة يقطع الطريق على غل

الرئيس التركي المنتخب رجب إردوغان يحيى انصاره بعد أدائه صلاة الجمعة في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التركي المنتخب رجب إردوغان يحيى انصاره بعد أدائه صلاة الجمعة في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة التركية تنتقد {مطار إردوغان}

الرئيس التركي المنتخب رجب إردوغان يحيى انصاره بعد أدائه صلاة الجمعة في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التركي المنتخب رجب إردوغان يحيى انصاره بعد أدائه صلاة الجمعة في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء التركي، ورئيس الجمهورية المنتخب، رجب طيب إردوغان أمس، أن الحزب سوف يعلن عن اسم المرشح لخلافته في رئاسة الوزراء ورئاسة حزب «العدالة والتنمية» يوم الخميس المقبل بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، في خطوة تستبق المؤتمر العام للحزب المقرر في 27 أغسطس (آب) الحالي، يرى فيها مراقبون أنها محاولة من إردوغان لقطع الطريق على عودة رئيس الجمهورية الحالي عبد الله غل، الذي تنتهي ولايته في 28 الحالي، إلى الحزب والحكومة.
وقال مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو عادت لترتفع بقوة، في ضوء رغبة إردوغان قطع الطريق أمام غل الذي عبر عن رغبته بالعودة إلى الحزب بعد نهاية ولايته»، بينما قالت مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يفضل أن يرتاح لفترة على الأقل، لكنه سيبقى يخوض غمار العمل السياسي».
ورفضت المصادر التعليق على ما يقال عن محاولة إردوغان لقطع الطريق أمام وصوله إلى رئاسة الحزب والحكومة، مكتفية بالقول إن غل «سيبقى في موقع المسؤولية، إن شاء الله».
وكان ينظر على نطاق واسع إلى أن تعيين رئيس حكومة بالوكالة يبقي الباب مفتوحا أمام غل، على أساس أن المطروحين لخلافة إردوغان مؤقتا هم من الذين لا يحق لهم الترشح للانتخابات المقبلة، وفقا للنظام الداخلي للحزب الذي يمنع الترشح لأكثر من ثلاث مرات لمناصب الحكومة ومقاعد البرلمان. أما داود أوغلو فهو يحق له فترتين بعد؛ مما يجعل تعيينه رئيسا للحكومة تعيينا كاملا يهدف إلى قيادته الحزب والحكومة إلى ما بعد الانتخابات.
وتوقعت الكاتبة في صحيفة «زمان» التركية المعارضة، لاله كمال، أن غل سينتظر لمدة سنة بين عامي 2014 و2015 وسيركز على الفعاليات الانتخابية، وسيخطط للعودة إلى السياسة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في صيف 2015، وعودته هذه ستحدث ضجة كبيرة، ونقلت عن مصادر أن الرئيس غل «سيعود إلى العمل السياسي في انتخابات 2015 بدعم شعبي لاحتياج الدولة إليه، وينتهج استراتيجية تمكنه من تقلد منصب رئاسة الوزراء».
وكان إردوغان قال مساء الخميس، عقب مشاركته في حفل استقبال أقيم بمقر الحزب الحاكم، بالعاصمة أنقرة: «من المحتمل ألا يحدث الأمر (تسمية رئيس الحكومة) بالتكليف يوم الـ28 من الشهر الحالي، قد يحدث في الـ29، وبخصوص مسألة الاسم، فهذا الأمر سنناقشه في اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الخميس المقبل، وعقب الاجتماع سنعلن عن الاسم المشترك الذي ستختاره جميع لجان حزبنا، أيا كان هو».
وعن كيفية العلاقة مع المعارضة بعد تسلم مهام عمله رسميا في الـ28 من الشهر الحالي، قال إردوغان: «لن يكون لدي وقت للقاء زعماء المعارضة كثيرا، لكن إذا تطلب الأمر عقد لقاءات معهم سأوجه لهم دعوة، لكن في حال رفض تلك الدعوة لمرتين أو أكثر فلن نوجه أي دعوات بعد ذلك، وهذا أمر علينا أن نوضحه مقدما».
وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قد أعلنت فوز إردوغان بالانتخابات الرئاسية، التي أجريت يوم الأحد الماضي، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة، التي تقرها المادة الرابعة من قانون الانتخابات الرئاسية، وذلك بحسب النتائج الأولية التي أشارت أنه حصل على 51.8 في المائة من إجمالي أصوات المقترعين.
وكشف إردوغان عن نيته تغيير النظام السياسي في تركيا، إلى نظام رئاسي، قائلا: «هدفنا أن نحصل على أغلبية في البرلمان المقبل، يمكنها إجراء التعديلات الدستورية اللازمة»، وأضاف: «علينا أن نفكر جديا، ولا ننسى أن أعين العالم بأسره متجهة إلينا، والعالم الإسلامي يتطلع إلينا»، وأشار إلى أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، التي ستجرى في مايو (أيار) 2015، قائلا: «الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، كانت بمثابة نقطة انطلاق من أجل الانتخابات النيابية المقبلة، فلقد رأينا أن توجه الشعب التركي في الانتخابات الرئاسية كان لصالحنا»، وشدد على ضرورة استعداد الحزب من الآن بشكل جيد للانتخابات النيابية، لافتا إلى أن «العدالة والتنمية» هو وجه تركيا الضاحك، وهو الضامن لخير البلاد والعباد، بعد الله تعالى».
ولفت إردوغان إلى أن الـ27 من الشهر الحالي سيشهد انعقاد المؤتمر الطارئ الأول للحزب، وأنهم يجرون حاليا الترتيبات اللازمة لذلك، وأعرب عن ثقته الكبيرة في قدرة الحزب على إظهار روح الجماعة، والتكافل خلال الاجتماع المرتقب، مضيفا: «ليتخذ المندوبون بعد ذلك القرار الذي يرونه مناسبا، وبإذن الله سننطلق نحو مستقبل واحد مع رئيس جديد للحزب، ورئيس جديد للوزراء».
إلى ذلك، انتقدت صحيفة «سوزجو» التركية المعارضة إردوغان الذي اتهمته بأنه «يسعى لتخليد اسمه عبر إطلاقه على الكثير من الأماكن والمشاريع في مختلف أنحاء البلاد»، وتهكمت الصحيفة على إردوغان في المانشيت الرئيس لها على صدر صفحتها الأولى، قائلة: «إردوغان السلطان السابع والثلاثين لتركيا»، وقالت الصحيفة إن إردوغان يرغب في أن يكون السلطان رقم 37 لتركيا خلفا للسلاطين العثمانيين الـ36 السابقين، لافتة إلى أنه يطلق اسمه على أماكن ومشاريع مهمة في مختلف أنحاء البلاد، على غرار ما كان يفعله السلاطين العثمانيين. وأضافت أن مشروع مطار إسطنبول الثالث، الذي جرى البدء فيه قبل شهرين ليكون أكبر مطار في العالم، سوف يحمل اسم إردوغان كذلك. وتضمن خبر الصحيفة قائمة بعدد من المشروعات وأنواع الطعام والمنتجات الأخرى والمواليد الذين يحملون اسم إردوغان ومنها استاد إردوغان (إسطنبول) وعبَّارة إردوغان (إسطنبول)، وسد إردوغان (ارتفين)، وجامعة إردوغان (ريزا)، وخطوط ترام إردوغان، ومتنزهات، ونوع جديد من الأسماك يحمل اسم رجب، ونوع جديد من الزهور يحمل اسم رجب، بالإضافة إلى علامة تجارية لعطر جديد باسم إردوغان.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.