تمرد على الظواهري مع تضامن «قاعدة اليمن» مع «داعش»

عرضوا على قادتهم تجربتهم مع طائرات «الدرون»

 تمرد على الظواهري مع تضامن «قاعدة اليمن» مع «داعش»
TT
20

تمرد على الظواهري مع تضامن «قاعدة اليمن» مع «داعش»

 تمرد على الظواهري مع تضامن «قاعدة اليمن» مع «داعش»

أعلن فرع تنظيم «القاعدة في اليمن»، أول من أمس، تضامنه مع تنظيم «داعش»، وذلك دون أي ذكر لمبايعة أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، في خطوة تقلق زعيم «القاعدة» الأم الحالي، المصري أيمن الظواهري، بعد إعلان تبرئته أخيرا من «داعش» الذي قال عنه إنه ليس «فرعا من جماعة قاعدة الجهاد».
وأوضح فرع تنظيم «القاعدة في اليمن» في بيان رقم 81 وعنوانه «القصف الأميركي على العراق»، أن «قاعدة اليمن» تعلن انضمامها مع المسلمين في العراق ضد الأميركيين، دون أن يسمي «داعش». وزاد: «إن نصرتهم حق على التنظيم». واستشهد البيان بالتوصية السابقة التي أعلن عنها زعيم التنظيم الأم المقتول أسامة بن لادن، والزعيم الحالي أيمن الظواهري، بمحاربة الأميركيين.
وعرض البيان الذي أعلنته مؤسسة «الملاحم»، (الذراع الإعلامية للتنظيم في اليمن)، تجربة عناصر «القاعدة» باليمن، مع الطائرات من دون طيار (الدرون)، التي قصفت عناصر كثيرة من التنظيم، أبرزهم السعودي سعيد الشهري، نائب تنظيم «القاعدة في اليمن»، وتتضمن الوصايا أخذ الحيطة والحذر من الدخلاء على التنظيم الذين يسعون إلى تحديد الأهداف، والحذر من التعامل مع الهواتف والإنترنت، والانتشار وعدم التجمع في مكان واحد، أو التحرك في أرتال كبيرة.
ودعا التنظيم المتطرف الناشط جدا في اليمن الجهاديين إلى استهداف الولايات المتحدة ومصالحها في العالم.
وأكد سعيد عبيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، أن فرع تنظيم «القاعدة في اليمن»، يبحث خلال الفترة الماضية، عن غطاء ساتر لجرائمه في اليمن، حيث قام التنظيم خلال الفترة الماضية بعمليات قتل وحشية، والهجوم على المصارف البنكية، وكأن التنظيم من الداخل بدأ يتآكل، معلنا عن انقسامات داخلية بين صفوف القيادات.
وأشار عبيد إلى أن التنظيم قام بإبراز قيادات جديدة، مثل اليمني السفاح جلال بلعيدي المكنى بحمزة الزنجباري، حيث يقود الجناح العسكري بالتنظيم في اليمن خلال الفترة الماضية، وقام بعمليات مشابهة لما يقوم به تنظيم «داعش» في العراق والشام.
وأضاف: «إن التنظيم باليمن عكس المعادلة التي رسمها المقتول أسامة بن لادن، والزعيم الحالي أيمن الظواهري، بل أضاع البوصلة الاستراتيجية التي عرفت عن التنظيم منذ نشأته في التسعينات، بقيادة بن لادن».
وكان اليمني جلال بلعيدي، أمر بتنفيذ عملية إعدام 14 جنديا يمنيا، ذبحا بالسكاكين، الجمعة قبل الماضي، في مدينة الحوطة، بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن)، بعد ساعات من اختطافهم من داخل حافلة نقل ركاب جماعي، كانت متوجهة من سيئون إلى صنعاء.
وذكر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن البيان ينجم عن بوادر وملامح اختلافات فكرية داخل التنظيم، إلا أنه على استحياء، حيث إن زعيم تنظيم القاعدة هناك، اليمني ناصر الوحيشي (أبو بصير) والقائد العسكري اليمني قاسم الريمي، لم يظهر منهما أي تعليق عن الانضمام أو الأعمال الوحشية المشابهة لما يقوم به «داعش» في العراق والشام.
في المقابل، أشاد القيادي البارز في التنظيم، السعودي إبراهيم الربيش في مقطع مرئي، بما وصفه بـ«انتصارات المجاهدين» في العراق، دون أن يعلن الولاء لـ«داعش» أو زعيمها أبو بكر البغدادي.
وأضاف: «إن الكلمة المرئية للسعودي الربيش، والبيان الصادر عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، هي مقدمات إلى إعلان وجود لفرع تنظيم (داعش) باليمن».
وقال عبيد، إن تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، لم يكن على وفاق مع تنظيم «داعش» في العراق والشام، إذ أعلن الزعيم الظواهري منذ فترة، تبرئته من «داعش»، وقال عنه إنه ليس «فرعا من جماعة قاعدة الجهاد»، وبالتالي فإن إعلان «قاعدة اليمن»، سيقلق الظواهري الذي يعتبر أن «قاعدة اليمن» هي الفرع الرئيس والمهم لدى التنظيم الأم في أفغانستان، لتنفيذ عملياتهم، وإيصال رسائلهم.
وحول انتقال عناصر «القاعدة» باليمن إلى العراق، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: «في حال لو بايعت (قاعدة اليمن) أبو بكر البغدادي، سينجح تنظيم (داعش) في العراق والشام، في إيجاد مكان لهم، من أجل توسع نشاطهم، وتنفيذ عملياتهم، دون أن يجري انتقال العناصر جميعهم إلى العراق».
يذكر أن السعودي إبراهيم الربيش، المطلوب الثالث في قائمة الـ85 التي أعلنت عنها السلطات السعودية، أعلن خلال الأيام الماضية، عن تهنئته في مقطع مرئي مدته 11 دقيقة، المجاهدين في جميع الجبهات بالانتصارات التي حققها المجاهدون في العراق.



تنسيق المواقف قبيل زيارة ترمب للمنطقة ضمن أهداف جولة السيسي الخليجية

أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمطار حمد الدولي في الدوحة (الرئاسة المصرية)
أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمطار حمد الدولي في الدوحة (الرئاسة المصرية)
TT
20

تنسيق المواقف قبيل زيارة ترمب للمنطقة ضمن أهداف جولة السيسي الخليجية

أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمطار حمد الدولي في الدوحة (الرئاسة المصرية)
أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمطار حمد الدولي في الدوحة (الرئاسة المصرية)

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، جولة خليجية تشمل قطر والكويت، اعتبرها خبراء تأتي في إطار «الجهود المصرية العربية الخليجية لتوحيد المواقف بشأن قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة الشهر المقبل.

ومن المقرر أن يعقد السيسي والأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مباحثات ثنائية، الاثنين، بالعاصمة الدوحة، تعقبها مباحثات موسعة لمسؤولي البلدين، بمشاركة الرئيس المصري وأمير دولة قطر، بحسب ما نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية.

وبحسب بيان للرئاسة المصرية، تركز المباحثات بين الزعيمين المصري والقطري على «سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».

ويعقد السيسي بالدوحة، مساء الأحد، لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي.

وكان الرئيس المصري قد وصل، صباح الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مستهل جولته الخليجية، حيث كان الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، في مقدمة مستقبلي السيسي بمطار حمد الدولي.

وتأتي زيارة السيسي إلى قطر تتويجاً لما شهدته العلاقات بين مصر وقطر من تنامٍ مطرد منذ عام 2021، حيث قام أمير قطر بزيارة القاهرة في يونيو (حزيران) 2022، ثم قام الرئيس المصري بزيارة الدوحة في سبتمبر (أيلول) 2022، حيث تم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم في مجالي الموانئ والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون بين صندوق مصر السيادي وجهاز قطر للاستثمار.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2024 نحو 205 ملايين دولار، بينما بلغ إجمالي الاستثمارات القطرية في مصر نحو 5.5 مليار دولار.

كما يتوجه السيسي عقب زيارته لقطر إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

ومن المقرر أن يلتقي السيسي في الكويت بالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

ويرى الخبير الاستراتيجي المصري سمير راغب لـ«الشرق الأوسط» أن الجولة الخليجية للسيسي تأتي في وقت حساس وفارق؛ في ظل ما تمر به المنطقة من أوضاع بالغة الصعوبة. «فالعلاقات المصرية الخليجية عموماً، والمصرية - القطرية على وجه الخصوص، عنصر مهم في جهود المساعي العربية لإنهاء الصراع في غزة؛ حيث إن جهود الوساطة المصرية - القطرية مستمرة ولن تتوقف، سواء بالوساطة بين (حماس) والطرف الإسرائيلي من جانب، والطرف الأميركي من جانب آخر».

ونوه راغب إلى أن هذه الزيارة «تأتي ضمن جهود مصر للتنسيق مع الدول العربية، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن؛ فالوساطة تدار على المستوى الوزاري، وأجهزة المخابرات في الدول محل الوساطة، لكن اللقاءات على المستوى الرئاسي تلعب دوراً كبيراً في دفع جهود الوساطة، وما يميز الجهود المصرية - القطرية في الوساطة هو التنسيق وتكامل الجهود، والقدرة على التأثير على أطراف الصراع، والتنسيق مع القوى العربية والإقليمية والدولية الفاعلة، لصالح التسوية السلمية للحرب في غزة».

كما قال راغب أيضاً إن «التنسيق العربي الخليجي يشمل جميع الملفات الإقليمية، والعلاقات مع الجانب الأميركي هي محور ضمن ملفات التنسيق فيما يتعلق بقضايا المنطقة، والتحضير لزيارة ترمب بدأ من القمة الأخوية بالرياض، بحضور قادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة لزعيمي مصر والأردن؛ إذ إن الزيارة الحالية واللقاءات الثنائية للرئيس المصري في قطر والكويت مكملة للتنسيق حول الملفات الإقليمية والدولية وزيارة ترمب، بالإضافة للعلاقات الثنائية».

وأعلن الرئيس الأميركي بداية الشهر الجاري أنه قد يزور السعودية وقطر والإمارات «في المستقبل القريب، أو الشهر المقبل، أو بعد ذلك بقليل»، بحسب ما قال للصحافيين في البيت الأبيض.

فيما قال المحلل السياسي القطري، عبد الله الخاطر لـ«الشرق الأوسط» إن «جولة السيسي الخليجية حالياً تعد من أهم الزيارات التي يقوم بها، في إطار تنسيق الجهود العربية الخليجية لتكون موحدة ومتناسقة ومؤثرة في القرار العالمي فيما يخص كل قضايا المنطقة المشتعلة، سواء في فلسطين أو السودان أو ليبيا وسوريا أو لبنان».

وأوضح: «هذه الزيارة خصوصاً لقطر بالقطع ستشهد تنسيقاً للمواقف المصرية والعربية والخليجية بشأن قضية فلسطين ومستقبل غزة قبيل زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة في مايو (أيار) المقبل».

ونوه إلى أن «القيادات العربية والخليجية من الواضح في تحركاتها الفترة الماضية الإصرار على أن تكون دول المنطقة وشعوبها لها تأثير وقرار فاعل فيما يحدث بالمنطقة والعالم، ولا تكتفي بدور المتفرج».