دفعت صلابة مقاتلي رجال قبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة اليمنية زعيم الميليشيات الحوثية إلى تكليف كبار قادته العسكريين لحسم المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر مع رجال القبائل، بحسب ما أفادت مصادر قبلية وناشطون يمنيون لـ«الشرق الأوسط».
وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية شنت أمس، أعنف هجماتها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قبائل حجور في مديرية كشر من 4 جهات في محاولة مستميتة لاقتحام المديرية، غير أن صمود أبناء القبائل حال دون تحقيق الجماعة أي تقدم ميداني. وكشفت المصادر أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصيب بخيبة أمل من قادته الميدانيين جراء فشلهم في حسم المعركة مع قبائل حجور، ما دفع إلى تكليف أكبر قادة الجماعة لقيادة المعركة؛ وهم أبو علي الحاكم رئيس استخبارات الجماعة وابن شقيقة الحوثي المعين مشرفاً على محافظة حجة نائف أبو خرفشة، وصهر الحوثي المعين قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة يوسف المداني.
وذكرت المصادر أن الحوثي كلف أبو علي الحاكم قيادة الجبهة الجنوبية من مديرية كشر المحاذية لمديرية أفلح الشام، وكلف المداني قيادة الجبهة الشمالية الغربية انطلاقاً من منطقة عاهم، كما كلف أبو خرفشة قيادة الجبهة الشرقية في مناطق العبيسة.
وأوضحت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية كثفت أمس، من القصف بالدبابات والعربات المدرعة والعربات العسكرية والمدافع والصواريخ المتنوعة على مختلف مناطق حجور وقرى المدنيين في مختلف الجبهات، حيث تدور المعارك. وأكدت المصادر أن صلابة رجال القبائل تمكنت من كسر الهجمات الحوثية بالتزامن مع إسناد جوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدف آليات الحوثيين في منطقة العبيسة وبني شهر.
ورفض رجال القبائل في حجور التعاطي مع الخديعة الحوثية في الأيام الماضية من أجل الصلح وتسليم مناطقهم للجماعة الموالية لإيران. وقال القيادي في قبائل حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري في منشور على «فيسبوك»، إن مسألة تسليم مديرية كشر للحوثيين ليست واردة حتى لو تغطت جبالها وسهولها بدمائنا.
وأفادت المصادر بأن رجال القبائل كسروا أمس أكبر زحف حوثي في الجبهة الجنوبية لمديرية كشر، حيث تحاول الجماعة الاستيلاء على جبل العرام، كما كسروا هجوماً آخر على منطقة العبيسة في الجهة الشرقية، وثالثاً على منطقة بني شهر وقرى الجباهنة والجشايبة. وأدت المعارك إلى تصاعد عمليات النزوح من أطراف المديرية إلى وسطها خشية القذائف والقصف الحوثي على القرى والمنازل في ظل ظروف إنسانية صعبة، وفقاً لناشطين من سكان المديرية، حيث توقفت الدراسة في أكثر من 100 مدرسة في عموم مديرية كشر بعدما أصبحت مأوى لمئات الأسر النازحة.
وتعليقاً على ما يدور في جبهة حجور وقبائلها مع الحوثيين خلال أكثر من شهر، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن حجور هي معركة كل اليمنيين الأحرار وبوابة النصر المقبل على المخطط الانقلابي الحوثي الممول من إيران. وقال في تصريح رسمي أمس بثته وكالة «سبأ» الحكومية، إن ميليشيات الحوثي الإيرانية تشن منذ شهر هجوماً بربرياً على أبناء مديرية كشر، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الخفيفة المتوسطة والثقيلة وتقصف وتحاصر القرى والمنازل وتمنع عنهم إمدادات الغذاء والماء والدواء في سياسة عقاب وإبادة جماعية في ظل صمود أسطوري لقبائل حجور الأبطال المدافعين عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.
وأضاف أن «الميليشيات الحوثية تحشد طوال شهر كل قوتها وكتائبها الخاصة وسلاحها الثقيل لكسر حجور وتعود كل مرة تجر أذيال الهزيمة والخزي والعار وجثث صرعاها وجرحاها وتساقط كل رهاناتها في تطويع المنطقة وأبنائها الأبطال لصالح مشروعها الإمامي الكهنوتي المتخلف، رغم عدم توازن القوة بين الطرفين».
وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن السقوط المدوي للميليشيات الحوثية أمام بسالة أبناء حجور هو دافع لكل القبائل اليمنية للانتفاضة على الميليشيات واستعادة اليمن الجمهوري... داعياً قبائل حجة وعمران والمحويت لإسناد قبائل حجور.
ويأمل سكان المديرية المحاصرة من قبل الحوثيين أن يتمكن الجيش اليمني من التقدم لفك الحصار عن المديرية عبر التقدم نحو مديرية مستبأ المحاذية من جهة الغرب لمديرية كشر، خصوصاً بعد إطلاق وعود من قبل قيادات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة بإسناد القبائل والتحرك لفك الحصار عنهم.
أعنف هجوم للميليشيات على قبائل حجور... وتفاقم الوضع الإنساني
أعنف هجوم للميليشيات على قبائل حجور... وتفاقم الوضع الإنساني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة