تونس: حزب «المبادرة» يتعهد «جمع شتات الدستوريين»

TT

تونس: حزب «المبادرة» يتعهد «جمع شتات الدستوريين»

اختتم حزب «المبادرة الدستورية» الذي يتزعمه كمال مرجان وزير الخارجية السابق في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ووزير الوظيفة العمومية في حكومة يوسف الشاهد، مؤتمره التأسيسي الانتخابي، أمس، قبل أشهر من خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها نهاية السنة الحالية.
وشارك في المؤتمر نحو 450 عضواً يمثلون مختلف هياكل الحزب في مختلف مناطق تونس. وشهد المؤتمر حضور شخصيات سياسية وحكومية بينها الناطق باسم الحكومة إياد الدهماني والوزير المستشار لدى رئيس الحكومة كمال الحاج ساسي والأمين العام لـ«حركة النهضة» زياد العذاري والأمين العام السابق لحزب «التجمع الدستوري» المنحل عبد الرحيم الزواري.
وأكد مرجان خلال المؤتمر استعداد حزبه الجديد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، قائلاً إن «الحزب أعد مشروعاً يعتمد على الإيمان بالدولة الوطنية والسيادة والابتعاد عن لغة الإقصاء». ودعا إلى «استعادة التوازن بين الفئات والجهات»، معتبراً أن «تونس في حاجة إلى توافق وطني شامل».
وشدد على «دقة المرحلة السياسية والاجتماعية التي تمر بها تونس»، وانتقد الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم أو التي تقف في صفوف المعارضة، معتبراً أنها «أضاعت فرصة استثمارية مهمة نتيجة خلافها حول نقطة واحدة في مشاورات وثيقة قرطاج 2، وهي إسقاط الحكومة، وغضت النظر عن 63 نقطة أخرى تهم الشأن الاقتصادي والاجتماعي».
في السياق ذاته، أشار القيادي في الحزب الجديد محمد الغرياني الذي كان آخر أمين عام لحزب «التجمع الدستوري» المنحل، إلى «استيعاب رموز النظام السابق منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة للتغيرات السياسية والاجتماعية الحاصلة». وقال إن «الحزب يسعى إلى جمع شتات العائلة الدستورية وحماية الوحدة الوطنية».
يذكر أن حزب «المبادرة الدستورية» تأسس منذ بداية سنة 2011 وحصل على الترخيص القانوني في أبريل (نيسان) من السنة نفسها، واعتمد طوال السنوات الماضية على سياسة مقربة من «النهضة» بزعامة راشد الغنوشي الذي أدلى قبل أيام بتصريح إعلامي أشار فيه إلى أن حزبه سيدعم ترشح مرجان في الانتخابات الرئاسية في حال لم يتقدم بمرشح يمثله. ويستعد «المبادرة» الممثل بـ4 نواب في البرلمان الحالي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، أملاً في توسيع دائرة تمثيله.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.