شنت «قوة حماية طرابلس» التي تضم ميليشيات موالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي يترأسها فائز السراج، هجوماً حاداً ضده واتهمته بـ«تمكين جماعة الإخوان المسلمين من مفاصل الدولة»، رغم أن «الشعب رفضها 3 مرات عبر صناديق الانتخابات».
واتهمت القوة في بيان مطول، مساء أول من أمس، السراج بـ«العبث المستمر والممنهج بمؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية عبر قراراته الفردية». واعتبرت أن قراره تعيين مدير مكتبه يوسف المبروك نائباً لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار بصلاحيات مدير عام وتعيين القيادي في «الإخوان» مصطفى المانع عضواً في مجلس الإدارة «وكلاهما من خارج كادر المؤسسة، ليس سوى حلقة في مسلسل العبث الإداري والمالي الذي يمارسه منذ فترة طويلة، وتمكين لجماعة مؤدلجة ينبذها الشارع الليبي بقوة من مفاصل الدولة».
ورأت أن «السراج باستخدامه صفة رئيس مجلس الأمناء للمؤسسة الليبية للاستثمار وغيرها من المؤسسات السيادية يزيد من المشهد السياسي والاقتصادي تعقيداً، عبر استخفافه بعشرات الأحكام الصادرة عن القضاء الليبي الشامخ الذي قضى مراراً بوقف تنفيذ قرارات رئيس المجلس أو بطلانها لصدورها عن غير ذي صفة أو لمخالفتها نصوص الاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات» في المغرب.
وشددت «قوة حماية طرابلس» على «عدم انصياعها للمجلس الرئاسي وقراراته ما لم تكن صادرة بإجماع أعضائه التسعة وفقاً للآليات المعروفة التي حددها اتفاق الصخيرات». وبعدما أكدت «دعمها غير المحدود لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب أجل، كسبيل ووسيلة وحيدة لإنهاء الانقسام السياسي الحالي»، دعت مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى «الاضطلاع بدورهما الرقابي والتشريعي بما يكفل خروج البلاد من أزمتها في أسرع وقت».
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى تحديد موقفها «من هذا العبث الحاصل على يد ما تبقى من رمزية للمجلس الرئاسي». واعتبرت أن «الشعب الليبي مطالب اليوم بوقفة جادة في الساحات والميادين يُسمع فيها الداخل والخارج صوته وبقوة رفضاً لاستمرار الانقسام السياسي والإداري والفساد الذي دمر مؤسسات الدولة».
وتشكلت «قوة حماية طرابلس» من 4 ميليشيات موالية لحكومة السراج، عقب الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة العام الماضي ضد ميليشيات «اللواء السابع» التي لا تعترف بها الحكومة.
ميدانياً، نجحت قوات الجيش الوطني الليبي، أمس، في السيطرة على مدينة القطرون في جنوب البلاد من دون مقاومة تذكر. وتحدثت مصادر عسكرية عن دخول الجيش إلى المدينة بشكل سلمي بعد التفاوض مع الأهالي الذين قالت إنهم «رحبوا بقدوم القوات النظامية».
وكان الجيش الذي يقوده خليفة حفتر هدد باستهداف أي قوة تتحرك نحو نطاق سيطرته أو في مناطق العمليات جنوب البلاد بعد معلومات عن اتجاه قوات من مدينة مصراتة في غرب ليبيا نحو منطقة الجفرة.
وحذرت غرفة العمليات الجوية التابعة للجيش في بيان «أي قوة أو مجموعة تتجه أو تدخل لمناطق سيطرة الجيش»، مؤكدة «استعدادها لضرب أي مجموعة تخالف الأوامر». ولفتت إلى أن «مقاتلات سلاح الجو الليبي تنفذ طلعات استطلاعية لرصد ومراقبة أي تحركات مشبوهة».
ونفى الجيش، أمس، تصريحات تلفزيونية لأحد أعضاء مجلس النواب الليبي عن مدينة مرزق اتهمه فيها بإعدام 17 شخصاً منذ دخول المدينة. وقال مسؤول عسكري إن «هذه المزاعم الكاذبة تستهدف التشويش على التقدم الكبير والمستمر لقوات الجيش نحو إنهاء الفوضى الراهنة في الجنوب».
«قوة حماية طرابلس» تتهم السراج بـ«تمكين الإخوان»
«قوة حماية طرابلس» تتهم السراج بـ«تمكين الإخوان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة