صوّت الناخبون الكوبيون، أمس، في استفتاء على دستورهم الجديد الذي يجدّد تكريس الاشتراكية عقيدة «لا عودة عنها» للبلاد، في مواجهة ضغوط واشنطن على كوبا وأقرب حلفائها فنزويلا.
وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز - كانيل بعد إدلائه بصوته في تصريحات صحافية: «نصوّت لأجل دستورنا (...) ونصوّت أيضاً لأجل فنزويلا، ندافع عن فنزويلا لأنها تمثّل كرامة القارّة». وبعد ساعتين من بدء التصويت، بلغت نسبة المشاركة 30.64 في المائة، بحسب السلطات. وتغلق المكاتب أبوابها عند الساعة السادسة. أما النتائج الأولية، فمن المتوقع صدورها بعد ظهر اليوم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويهدف الدستور الجديد إلى ملاءمة دستور عام 1976 مع الانفتاح الاقتصادي في كوبا، وهو يعترف باقتصاد السوق وبالملكية الخاصة، ويعتبر الاستثمارات الأجنبية ضرورية لدفع النمو في بلد يشهد نقصاً في التوريد. لكنّ الدستور الجديد بات في الأسابيع الأخيرة أشبه براية للاشتراكية، ودليلاً على التضامن مع فنزويلا ورئيسها نيكولاس مادورو الذي يؤمّن لكوبا دعماً اقتصادياً ونفطياً.
ويؤكد الدستور الجديد الطابع الفريد للحزب الشيوعي الكوبي ويؤكد على الاشتراكية عقيدة «لا عودة عنها»، وهي المطبّقة في كوبا منذ ثورة 1959 وباتت اليوم العدو الأول لدونالد ترمب في القارة الأميركية. وقال الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي، إنّ «الشيوعية تعيش أيامها الأخيرة في فنزويلا وأيضاً في نيكاراغوا وكوبا». وكان أكد بداية فبراير (شباط) «التصميم على ألا تكون أميركا يوماً اشتراكية».
وفي الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس الفنزويلي إلى ضغوط كبيرة، تتعزز يومياً فكرة أنّ كوبا ستكون الهدف التالي. وقال ماركو روبيو السيناتور عن ولاية فلوريدا الأميركية في تغريدة ردّ فيها على الرئيس الكوبي الذي عبر عن دعمه مادورو: «قريباً يحين دورك». لكنّ كوبا لا تنوي الرضوخ، وتؤكّد أنّها المدافع عن اليسار في أميركا اللاتينية.
وقال الرئيس الكوبي: «نعرف أننا نعيش لحظة تهديد إمبريالي بنيّة فرض عودة الرأسمالية والنظام النيوليبرالي في أميركا اللاتينية». ونفّذت الحكومة الكوبية حملة واسعة لتأييد الدستور الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والحافلات والمتاجر.
الكوبيون يصوّتون على دستورهم الاشتراكي دعماً للحليف الفنزويلي
الكوبيون يصوّتون على دستورهم الاشتراكي دعماً للحليف الفنزويلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة