تقرير «سيمانتك السنوي للتهديدات السيبرانية»: المؤسسات في السعودية تواجه ارتفاع هجمات البرامج الضارة

المجرمون السيبرانيون يجنون الملايين جراء هجمات تستهدف أجهزة الصراف الآلي الافتراضية

ارتفاع هجمات البرامج الضارة عبر البريد
ارتفاع هجمات البرامج الضارة عبر البريد
TT

تقرير «سيمانتك السنوي للتهديدات السيبرانية»: المؤسسات في السعودية تواجه ارتفاع هجمات البرامج الضارة

ارتفاع هجمات البرامج الضارة عبر البريد
ارتفاع هجمات البرامج الضارة عبر البريد

كشف تقرير «سيمانتك السنوي للتهديدات السيبرانية» ISTR عن ارتفاع هجمات البرامج الضارة عبر البريد الإلكتروني على أساس سنوي في المملكة العربية السعودية، وهو ما يمثل 4 أضعاف المعدل العالمي. وفي العام الماضي، جاءت رسالة واحدة من أصل 118 رسالة إلكترونية في المملكة على شكل ملف مرفق أو رابط خبيث، في حين كان المتوسط العالمي 1 من 412 رسالة في الفترة الزمنية نفسها. وفي الوقت نفسه، انخفضت مستويات التصيد الاحتيالي على مستوى العالم؛ حيث تراجعت من 1 لكل 2995 بريداً إلكترونياً في عام 2017، إلى 1 لكل 3207 رسائل بريد إلكتروني في عام 2018، وظلّت مستويات التصيد في المملكة مرتفعة بشكل كبير؛ حيث تم اختراق 1 من كل 675 رسالة إلكترونية. وعلى المستوى الإقليمي، وجد التقرير أن إيران احتلت المرتبة الأعلى من حيث نشاط جرائم الإنترنت في الشرق الأوسط في عام 2018، تليها مصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية والجزائر.
ويلقي التقرير نظرة عامة على مشهد التهديدات السيبرانية، بما في ذلك إحصاءات حول نشاط التهديدات العالمي، وتوجهات الجريمة السيبرانية، ودوافع المهاجمين. ويحلل التقرير البيانات من شبكة التحليلات العالمية، التابعة لشركة «سيمانتك»، وهي أكبر شبكة مدنية لتحليل التهديدات في العالم، التي تسجل الأحداث من 123 مليون وحدة استشعار للهجوم من جميع أنحاء العالم، وتحجب 142 مليون تهديد بشكل يومي، وتراقب أنشطة التهديدات في أكثر من 157 دولة.
وتستهدف هجمات Formjacking في جوهرها أجهزة الصراف الآلي الافتراضية؛ حيث يضع المجرمون الإلكترونيون شيفرة خبيثة في مواقع متاجر التجزئة لسرقة معلومات بطاقات الدفع الخاصة بالمتسوقين. وفي المتوسط، يوجد أكثر من 4800 موقع يتم اختراقها بواسطة formjacking كل شهر. وأوقفت «سيمانتك» أكثر من 3.7 مليون هجوم على نقاط النهاية في عام 2018، التي شملت الكومبيوترات المكتبية والمحمولة والأجهزة العاملة بنظام ماكنتوش والأجهزة المحمولة الأخرى، مع ما يقرب من ثلث جميع عمليات الكشف التي حدثت، كانت خلال فترة التسوق عبر الإنترنت الأكثر ازدحاماً خلال العام، وذلك في شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).
وبحسب التقديرات المتحفظة، ربما جمع مجرمو الإنترنت عشرات الملايين من الدولارات في العام الماضي، وسرقوا المعلومات المالية والشخصية للمستهلكين من خلال الاحتيال على بطاقات الائتمان والمبيعات على مواقع الإنترنت المتخفية. ويمكن أن تحقق سرقة 10 بطاقات ائتمانية فقط، من كل موقع مصاب، عائداً يصل إلى 2.2 مليون دولار شهرياً، ويصل سعر بطاقة الائتمان في منتديات البيع الموجودة على الشبكة المتخفية إلى 45 دولاراً.
ووفقاً لـ«غوردون لاف»، نائب رئيس الأسواق الناشئة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «سيمانتك»، فقد «تم وقف هجوم على أجهزة وشبكات في السعودية من كل 284 هجوماً على مستوى العالم، وهو ما يمثل تهديداً خطيراً لكل من الشركات والعملاء المحليين، ولا يمتلك المستخدمون طريقة لمعرفة ما إذا كان المتجر الذي يقومون بزيارته على الإنترنت مصاباً، دون استخدام حل أمني شامل، تاركاً معلوماتهم الشخصية والمالية القيمة عرضة لسرقة الهوية المدمرة المحتملة. وبالنسبة للمؤسسات، تعكس الزيادة الهائلة في formjacking تنامي مخاطر الهجمات على سلاسل التوريد، ناهيك عن التأثير على السمعة والمخاطر التي تواجهها الشركات عند تعرضها للاختراق. وفي ظل الاتجاه المتزايد نحو تقارب تقنية المعلومات وتقنية إنترنت الأشياء في المجال الصناعي، فإن ساحة المعركة الإلكترونية القادمة هي التكنولوجيا التشغيلية. وتظهر المجموعات الهجومية، مثل ثريب وتريتون، اهتماماً متزايداً نحو اختراق أنظمة التشغيل وأنظمة التحكم الصناعية، من أجل الاستعداد للحرب السيبرانية القادمة».
وتعرضت بعض القطاعات بشكل أكبر للهجمات مقارنة بغيرها. ووفقاً لأحدث البيانات، فإن فرصة تلقي قطاع تجارة الجُملة في السعودية بريداً إلكترونياً ضاراً ترتفع عن غيره من القطاعات الأخرى. في حين أن قطاع التصنيع المحلي تأثر في الغالب بأنشطة التصيد، وغالباً ما كانت المؤسسات بقطاع تجارة التجزئة على الطرف المستلم من رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوبة.
وشهد عام 2018 انخفاضاً في نشاط هجمات الفدية وتعدين العملات الرقمية المشفرة، على الرغم من أن النشاط بلغ ذروته في أوائل العام الماضي، إلا أنه انخفض بنسبة 52 في المائة خلال عام 2018. وتثير المنصات السحابية مخاوف أمنية مجدداً، ذلك أنه في العام الماضي وحده، تمت سرقة أو تسريب أكثر من 70 مليون سجل من مجموعات S3 سيئة التهيئة.


مقالات ذات صلة

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العالم تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العصابات الدولية تعيد تشكيل خريطة الجريمة باستخدام التكنولوجيا والمخدرات، في وقت تبدو فيه الحكومات متأخرة عن مواكبة هذا التطور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات 1.9 % من إيراداتها في المتوسط (رويترز)

الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات البريطانية 55 مليار دولار في 5 سنوات

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين، إن الهجمات الإلكترونية كلفت الشركات البريطانية نحو 44 مليار إسترليني (55.08 مليار دولار) في السنوات الخمس الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني (رويترز)

موظف بنك يخترق الحسابات المصرفية لمليوني وآلاف السياسيين والمشاهير في إيطاليا

اعتذر أحد البنوك في إيطاليا علناً بعد اعترافه بأن موظفاً تمكن من الوصول إلى حساب رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني معروض في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في الأول من مارس 2017 (رويترز)

القضاء الأميركي يتهم 5 عسكريين روس بشن هجمات سيبرانية ضد أوكرانيا

وجّه القضاء الأميركي، اليوم (الخميس)، اتهامات لخمسة عسكريين روس بشنّ هجمات إلكترونية على بنى تحتية مدنية في أوكرانيا قبل الغزو الروسي لهذا البلد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق إيمان خليف (أ.ب)

إيمان خليف تقاضي ماسك ومؤلفة «هاري بوتر» بتهمة التنمر الإلكتروني

رفعت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف دعوى قضائية ضد جي كي رولينغ مؤلفة «هاري بوتر» والملياردير الأميركي إيلون ماسك بتهمة التنمر الإلكتروني.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».