قمة ساخنة بين تشيلسي ومانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة اليوم

وسط جدل هائل حول مستقبل ماوريسيو ساري المدير الفني لـ«البلوز»

سعادة لاعبي تشيلسي بعد الفوز على مالمو في الدوري الأوروبي (رويترز)
سعادة لاعبي تشيلسي بعد الفوز على مالمو في الدوري الأوروبي (رويترز)
TT

قمة ساخنة بين تشيلسي ومانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة اليوم

سعادة لاعبي تشيلسي بعد الفوز على مالمو في الدوري الأوروبي (رويترز)
سعادة لاعبي تشيلسي بعد الفوز على مالمو في الدوري الأوروبي (رويترز)

يجد المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري نفسه في مواجهة ضغط مزدوج، اليوم (الأحد)، عندما يلاقي مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم، باحثاً عن إخراج فريقه تشيلسي من دوامة النتائج السيئة، والتصدي لطموح نظيره الإسباني جوسيب غوارديولا بحصد الألقاب.
وللمرة الثانية في أسبوعين، يجد الفريق اللندني نفسه في مواجهة حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ساعياً لأن ينتزع منه لقب كأس الرابطة الذي تُوّج به العام على حساب نادٍ آخر من العاصمة هو آرسنال. ويدخل ساري الذي يشرف على النادي الإنجليزي في موسمه الأول بعدما حل بدلاً من مواطنه أنطونيو كونتي في صيف العام 2018، المباراة على خلفية سلسلة تعثرات في الفترة الماضية، أبرزها الخسارة أمام سيتي صفر - 6 في الدوري المحلي، في أسوأ نتيجة لـ«البلوز» في مختلف المسابقات منذ عام 1991، وفقدان لقب كأس الاتحاد الإنجليزي إثر الخسارة أمام مانشستر يونايتد بثنائية نظيفة في الدور الخامس.
ورفعت جماهير تشيلسي المملوك من الثري الروسي رومان أبراموفيتش الصيحات عالياً في وجه المدرب السابق لنابولي الإيطالي، مطالبة بإقالته بسبب سوء النتائج. كما أشارت وسائل الإعلام البريطانية إلى أن مصيره مع الفريق قد يكون مرهوناً بالفوز على مانشستر سيتي. وبعد هذه التقارير الإعلامية، ظهرت تقارير أخرى تشير إلى أن مسؤولي نادي روما الإيطالي تواصلوا مع ساري لتولي تدريب الفريق الإيطالي بداية من الموسم المقبل ولكن ساري نفسه نفى هذا.
وقال ساري، في تصريحات إعلامية: «ارتبط بعقد مع تشيلسي لموسمين مقبلين. ولهذا، من المستحيل أن ارتبط بعقد آخر».
وما كاد ساري يلتقط بعض أنفاسه بالفوز بثلاثية نظيفة على مالمو السويدي، وبلوغ دور الستة عشر في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الخميس، حتى عاجله الاتحاد الدولي (فيفا)، أول من أمس (الجمعة)، بعقوبة منع التعاقدات لفترتي انتقالات على خلفية خرقه قواعد انتقال اللاعبين القصَّر.
ويرى الفرنسي أوليفيه جيرو مهاجم تشيلسي أن أداء فريقه في مواجهة مالمو السويدي سيساعده في نسيان الهزيمة الثقيلة التي مُنِي بها أمام مانشستر سيتي قبل أسبوعين. وقال جيرو: «إنه أمر جيد يعزز ثقتنا بأنفسنا... ستكون مباراة مختلفة تماماً على استاد ويمبلي». وأضاف: «إنها مباراة نهائية ونحتاج إلى خوضها كنهائي. أثق بأننا سنرد جيداً على مباراتنا في الدوري».
وسيكون ساري أمام فرصة تحقيق لقب أول مع تشيلسي اليوم في موسمه الأول معه، ما سيمنحه حجة قوية في وجه إدارة النادي ومشجعيه، إذ إن مدربين آخرين يحققون نتائج جيدة مع أنديتهم، فشلوا حتى الآن في نيل الألقاب على رغم تمضيتهم فترات أطول منه، مثل الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام.
وفي تصريحات سبقت مباراة اليوم على ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة الإنجليزية، أكد ساري أنه لا يتفهم الضغوط التي تحيط به. وقال: «نحن نخوض النهائي الأول لنا هذا الموسم. نحن على بُعد نقطة واحدة فقط من المركز الرابع (في الدوري الممتاز، آخر المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل)، نتساوى بالنقاط مع آرسنال، والناس يقولون إن آرسنال يقدم أداء جيداً».
أضاف: «نقدم أداء أفضل بقليل (من آرسنال) لأننا في نهائي، لكن (الناس يعتبرون) أن موسمنا كارثي. لا أفهم ذلك. أريدكم أن تذكروا أنه في الموسم الماضي، هذا الفريق حصد 70 نقطة وليس 100. ثم في الصيف غيرنا كل شيء. لذا ثمة مشكلة أخرى لحلها، الأمر ليس سهلاً».
لكن ساري الذي يأمل بقيادة تشيلسي للقب سادس في كأس الرابطة، أقر بأنه يدرك أن «في عملي، أحتاج إلى النتيجة، وليس أي أمر آخر». وقبل الخسارة السداسية القاسية أمام سيتي في الدوري المحلي في العاشر من الشهر الحالي، حقّق ساري وتشيلسي نتيجة قوية بفوز بثنائية على غوارديولا وفريقه على ملعب ستامفورد بريدج في ديسمبر (كانون الأول)، كانت الأولى التي يتلقاها الفريق الشمالي في البريمرليغ هذا الموسم. ورأى ساري أن هاتين النتيجتين لا تشكلان المعيار لقدرة فريقه، معتبراً أن الأخير «هو في مكان وسطي. من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نبقى في المباراة لوقت طويل جداً، وعندها يمكننا القيام بأمر ما».
وفي ظل الأداء المتفاوت لتشيلسي أخيراً، وصعوبة وضع ساري، يجد غوارديولا نفسه في موقع المتحكم براحة كبرى بفريقه الذي يقدم أداء ثابتاً في مبارياته المحلية والقارية، بعد فترة صعبة في ديسمبر خسر خلالها ثلاث مرات في أربع مباريات في الدوري. ويخوض سيتي المنافسة على أربع جبهات في نفس الوقت: فإضافة إلى خوضه النهائي اليوم وفرصة لقب أول هذا الموسم، يتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق الأهداف (ومباراة أكثر) عن ليفربول، وبلغ ربع دور الثمانية في كأس إنجلترا، ووضع قدماً في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا بعد تغلبه في ذهاب دور الستة عشر على مضيفه شالكه الألماني 3 - 2.
إلا أن غوارديولا الذي يقود سيتي للموسم الثالث، يذكر جيداً أن بدايته مع الفريق المملوك من الوزير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، لم تكن سهلة، وفشل في موسمه الأول في إحراز أي لقب. وقال غوارديولا: «الموسم الأول كان صعباً، قلت إننا نحتاج إلى الوقت ودعموني في ذلك (النادي والمشجعون)، واللاعبون كانوا يعرفون من كان المدرب، ومن سيكون المدرب المقبل».
وأضاف: «هذه هي الطريقة الأمثل، القيام بالأمور على مدى طويل». وبشأن مباراة اليوم التي سيكون فيها سيتي أمام فرصة لقب سادس في كأس الرابطة، اعتبر غوارديولا أن النتيجة الساحقة التي حققها فريقه عندما استضاف تشيلسي في وقت سابق هذا الشهر، قد ترتد سلباً اليوم. وأوضح: «في تلك اللحظة كنتُ سعيداً، لكن الآن أقول: ليتنا لم نفز عليهم بنتيجة 6 - صفر. لا أحب أن أواجه الفريق نفسه (مرتين) في فترة وجيزة، بعد أن أكون قد تغلبت عليه»، مشيراً إلى أن لاعبي تشيلسي «محترفون وسيبذلون الكثير» من أجل رد الخسارة التي تلقوها. وتابع: «سنخوض النهائي، نحاول أن نتحسن، نقدم أسلوب اللعب الذي يجب تقديمه في مباراة نهائية، ونحاول الفوز بها».


مقالات ذات صلة

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خرج سيتي بالفعل من كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل المركز 22 في جدول دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه لا يشعر بأي ندم بعد تمديد عقده لمدة عامين رغم معاناة الفريق الحالية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».