توقعات بصرف قسط قرض صندوق النقد لتونس في أبريل

توقعات بصرف قسط قرض صندوق النقد لتونس في أبريل
TT

توقعات بصرف قسط قرض صندوق النقد لتونس في أبريل

توقعات بصرف قسط قرض صندوق النقد لتونس في أبريل

قالت مصادر مالية تونسية، إن صندوق النقد الدولي أجل موعد الزيارة التي كانت ستؤديها بعثة موفدة منه إلى تونس، بهدف إتمام مراجعة خامسة حول القسط السادس من القرض المتفق بشأنه بين الطرفين، الذي تبلغ قيمته الإجمالية نحو2.9 مليار دولار.
وكانت هذه الزيارة مقررة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي قبل أن يتم ترحيلها إلى شهر مارس (آذار) المقبل، وهو ما يعني أن الاقتصاد التونسي لن يحصل على القسط السادس من هذا القرض والمقدر بنحو 255 مليون دولار إلا خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل. وحصلت تونس حتى الآن على مبلغ 1.45 مليار دولار وهو نصف المبلغ المتفق بشأنه والممتد على خمس سنوات، منذ تاريخ إبرام القرض في 2016.
ووفق تقديرات خبراء في الاقتصاد والمالية، على غرار عز الدين سعيدان وجنات بن عبد الله ومعز الجودي، فإن صندوق النقد قد يكون أرجأ هذه الزيارة في انتظار الحصول على تفسيرات مقنعة من قبل السلطات التونسية حول الزيادات المزمعة في أجور موظفي الحكومة، التي تتعارض مع مطالب المؤسسة الدولية بتخفيض نفقات الأجور إلى أقل من 12 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، في حين أنها ما زالت تزيد على 14 في المائة وفق ما تضمنته ميزانية تونس خلال السنة الحالية.
وفي هذا الشأن أكد توفيق الراجحي، الوزير المكلف متابعة الإصلاحات الكبرى، أن الحكومة وقعت في معادلة صعبة بين توصيات صندوق النقد الدولي التي تدعو إلى خفض الإنفاق الحكومي الموجه إلى الأجور، ومتطلبات الاستقرار الاجتماعي والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي، وهي مدعوة إلى ألا يتجاوز مستوى عجز الميزانية حدود 3.9 في المائة من الناتج، عوضا عن 4.9 في المائة خلال السنة الماضية.
على صعيد متصل، أشارت مصادر اقتصادية ومالية محلية إلى أن الحكومة التونسية في حاجة أكيدة لاتخاذ قرار بسن قانون مالية تكميلي (إنفاق إضافي) للموازنة العامة خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك لسد الثغرة المالية الكبرى التي تركتها الزيادات في الأجور المتفق بشأنها بين الحكومة واتحاد الشغل (نقابة العمال). وأكدت أن الحكومة ستكون مضطرة لتوفير موارد مالية إضافية لا تقل عن 780مليون دينار تونسي (نحو 260 مليون دولار) لتغطية كلفة تلك الزيادات غير المبرمجة ضمن ميزانية تونس خلال السنة الحالية.
من ناحية أخرى، كشف المعهد التونسي للإحصاء (معهد حكومي) عن تراجع الإنتاج الصناعي لتونس خلال السنة الماضية بنسبة 0.5 في المائة مقارنة بسنة 2017، متأثرا بتراجع إنتاج مشتقات الفوسفات والنفط والمواد المنجمية.
وسجل مؤشر الإنتاج الصناعي تراجعا بنسب متفاوتة في المواد المنجمية المختلفة وقطاع تكرير النفط وقطاع المواد المنجمية المولدة للطاقة تراوحت بين2.1 و13.1 في المائة. وفي المقابل، شهد قطاع الصناعات الغذائية نتائج إيجابية قدرت بنسبة 4.5 في المائة والصناعات الميكانيكية والكهربائية بنسبة 1.6 في المائة، فيما تطور قطاع النسيج والملابس والجلد بنسبة 1.2 في المائة وعرف قطاع المطاط زيادة بنسبة 5.3 في المائة.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.