«إيبولا» يهدد شركات طيران سعودية بموسم سيئ

توقعات بخسائر مالية كبرى في حال وقف الرحلات من دول غرب أفريقيا

الكشف عن احتمال الإصابة بـ إيبولا في مطار نيروبي بكينيا (إ.ب.أ)
الكشف عن احتمال الإصابة بـ إيبولا في مطار نيروبي بكينيا (إ.ب.أ)
TT

«إيبولا» يهدد شركات طيران سعودية بموسم سيئ

الكشف عن احتمال الإصابة بـ إيبولا في مطار نيروبي بكينيا (إ.ب.أ)
الكشف عن احتمال الإصابة بـ إيبولا في مطار نيروبي بكينيا (إ.ب.أ)

تترقب شركات طيران سعودية متخصصة بنقل الحجاج من دول غرب أفريقيا، تطورات مرض إيبولا الذي أدى إلى وفاة نحو ألف شخص، وانعكاسه في حال تفشيه على استمرار الرحلات الدولية في الفترة المقبلة المتوافقة مع موسم الحج، الذي ستنتج عنه خسائر مالية تقدر بملايين الدولارات، إذا ما أعلنت الجهات المختصة في السعودية، وفق الرحلات المقبلة من هذه الدول، بحسب ما يردها من منظمة الصحة العالمية.
وجاءت مخاوف الشركات السعودية بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على مستوى العالم لمواجهة مرض «إيبولا»، بعد أن سجلت دول غرب أفريقيا أعلى معدلات الإصابة بنحو 1700 شخص، توفي منهم قرابة ألف شخص، إلا أن المنظمة استبعدت فرض قيود على الرحلات الجوية والسفر والتجارة لهذه الدول، مع أهمية أخذ الحذر والحيطة أثناء التوجه لدول غرب أفريقيا.
ويبدو أن شركات الطيران السعودية التي تعول على موسم الحج في زيادة أرباحها، وضعت كل الاحتمالات لتخفيف النتائج السلبية، في حال أُقِر وقف استقبال الرحلات المقبلة من دول سيراليون، غينيا، وليبريا، وذلك من خلال منهجية إدارة العائد في رفع أسعار التذاكر للرحلات الدولية المقبلة من أوروبا وأميركا، لتجنب أي خسائر مالية محتملة في الفترة المقبلة.
وقال لـ«الشرق الأوسط» منصور الحربي، المدير التنفيذي للعمليات الجوية في طيران «ناس»، إن المشكلة التي تواجه الشركات الناقلة للحجاج من مختلف دول العالم هذه الأيام، عدم وضوح الرؤية أو إصدار أي قرار من الجهات المعنية في المملكة (هيئة الطيران المدني ووزارة الصحة) بوقف الرحلات المقبلة من دول غرب أفريقيا بسبب انتشار مرض «إيبولا»، خاصة أن منظمة الصحة العالمية لم تدرج هذه الدول ضمن الدول الموبوءة.
وأردف الحربي أن موسم الحج من أهم المواسم للشركات الجوية الناقلة، لذا تعمل شركات الطيران السعودية خلال هذه الفترة على تطوير قدراتها الجوية واستئجار الطائرات التي تمكنها من نقل الحجاج، في موسم لا يزيد على 30 يوما، لافتا إلى أنه في حال تقرر وقف الرحلات ستعاني الشركات الناقلة من هذا التوقف، خاصة أن دولا أخرى في أفريقيا، مثل السودان ومصر، اكتُشف لديها مرض «إيبولا»، وهو ما يؤكد أن المرض منتشر في كثير من دول العالم.
وأشار المدير التنفيذي للعمليات الجوية في طيران «ناس»، إلى أن موسم الحج هو الفترة الذهبية والأهم «لذا عمدنا للارتباط مع شركات أخرى لنتمكن من تقديم أفضل الخدمات في هذه الفترة، إذ يقدر عدد المقبلين من الدول الموبوءة بنحو 20 ألف حاج، وإذا ما منعت الرحلات فهذا يعني خسائر مالية كبيرة للشركات الناقلة»، موضحا أن شركته وفي خطوة استباقية لن تسير رحلات لهذه الدول حتى تتضح الرؤية من الجهات المعنية في السعودية.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في هيئة الطيران المدني (طلب عدم الإفصاح عن اسمه)، أن الهيئة تقوم بدورها في هذا السياق، وتنسق مع جميع الجهات المعنية، وتنتظر ما يردها من الجهات المعنية في البلاد، حول مرض «إيبولا»، الذي عليه تتخذ الإجراءات اللازمة بوقف أو استمرار استقبال الرحلات الجوية المقبلة، من الدول التي ينتشر فيها المرض، موضحا أن أي تحرك مرتبط بالصحة العالمية في هذا الشأن.
ونسقت وزارة الصحة في السعودية مع وزارتي الخارجية والحج لرفع حالات التأهب القصوى للتعامل مع وباء «إيبولا»، في حين فُرض حظر على تأشيرات العمرة والحج من دول ليبريا، سيراليون، وغينيا بعد انتشار مرض إيبولا فيها، واتخذت وزارة الصحة جملة من الخطوات في مقدمتها تعريف منسوبيها في منافذ الدخول البرية والجوية والبحرية بكيفية التعرف والتعامل مع هذه الحالات، ونصحت في السياق ذاته المواطنين والمقيمين في السعودية بعدم السفر للدول المذكورة، بسبب تفشي الإصابة بفيروس «إيبولا» فيها.
من جهته، قال الدكتور سعد الأحمد الخبير الاقتصادي في صناعة الطيران المدني، إن الخسائر المالية متوقعة في حال أوقفت الرحلات، وهذه الرحلات مرتبطة بعدد الحجاج الذين ينقلون عبر الطائرات السعودية، المقدر بنحو 500 ألف شخص، يأتون للسعودية من أفريقيا لأداء مناسك الحج، وإذا ما افترضنا أن متوسط سعر التذكرة نحو 550 دولارا، فالناتج يتجاوز 270 مليون دولار.
وأضاف الأحمد أن القدرة الشرائية لدول أفريقيا ضعيفة مقارنة بالقدرة الشرائية في دول أوروبا بالنسبة لشراء التذاكر، فأسعار التذاكر للرحلات المقبلة من أفريقيا تكون أقل مما هي عليه لأسعار تذاكر الرحلات المقبلة من أوروبا، لذا تعمد شركات الطيران إلى منهجية إدارة العائد التي ترتكز على رفع الأسعار في الدول الغنية، ووضع أسعار منخفضة في الدول الفقيرة، وذلك بهدف التعويض والمقاربة.
وحول استئجار الطائرات، أكد الخبير الاقتصادي في صناعة الطيران المدني، أن استئجار الطائرات هو إجراء تتبعه كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، وهناك مفهوم خاطئ حول استئجار الطائرات، فهي خطوة تجارية تنفذها الشركات في حال التوسع برحلاتها، فليس من الطبيعي أن تقوم الشركات بشراء طائرات تزيد تكلفتها على 200 مليون دولار لفترة معينة ثم لا يُستفاد منها.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.