باسيل يتحرك قانونياً ضد يعقوبيان بعد اتهامه بتقاضي حصة من «صفقة البواخر»

النائبة بولا يعقوبيان خلال مشاركتها في برنامج «صار الوقت»
النائبة بولا يعقوبيان خلال مشاركتها في برنامج «صار الوقت»
TT

باسيل يتحرك قانونياً ضد يعقوبيان بعد اتهامه بتقاضي حصة من «صفقة البواخر»

النائبة بولا يعقوبيان خلال مشاركتها في برنامج «صار الوقت»
النائبة بولا يعقوبيان خلال مشاركتها في برنامج «صار الوقت»

أشعلت اتهامات النائبة بولا يعقوبيان لوزير الخارجية جبران باسيل بتقاضي حصة من «صفقة بواخر الكهرباء»، سجالاً سياسياً وقانونياً، ودفعت باسيل لاتهام يعقوبيان بـ«الكذب» واللجوء إلى القضاء «لتبيان الحقيقة».
وكانت يعقوبيان قالت في حديث تلفزيوني بُثّ ليل الخميس أن الكثير من علامات الاستفهام تحوم حول الوزير جبران باسيل بقضايا فساد وفي ملف البواخر، مشيرة إلى أنها طلبت من المدعي العام أن يستمع إليه على الأقل. وأضافت خلال استضافتها في برنامج «صار الوقت» على قناة «إم تي في»: «مجرّد الإصرار على حقيبة الطاقة أمر مريب بعد مرور 10 سنوات لفريق واحد في الوزارة ولم ينجز أي أمر»، متهمة باسيل ونادر الحريري بالقيام بـ«صفقة بواخر الكهرباء» والتي قالت إنه «نال منها باسيل حصة بلغت 8 في المائة»، قائلة: «هذا إخبار برسم المدعي العام المالي».
وتعليقاً على الاتهام، أصدر المكتب الإعلامي لوزير الخارجية بياناً قال فيه: «رداً على الأكاذيب التي وردت على لسان النائب بولا يعقوبيان (...) والتي وجّهت فيها للوزير باسيل اتهامات افترائية لا أساس لها، تعلم هي سلفاً أنه بريء منها، وسردت معلومات مختلقة لا صحّة لها حول فساد مزعوم يتعلق بقضية البواخر، كلف الوزير باسيل وكيله القانوني اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية أمام القضاء لتبيان الحقيقة وفضح أكاذيبها».
وردت يعقوبيان أمس على بيان مكتب باسيل، قائلة: «إذا كان هناك من شيء يمكن أن يكون غير دقيق فيما قلته أمس (الأول) فهو رقم الـ8٪. كل الاتصالات تؤكد أن عمولة البواخر أكبر». وأضافت: «أما بالنسبة إلى التحرك القانوني، فكنت سبق وقدمت أخبارا إلى النائب العام المالي في قضية البواخر وغيرها مستندة إلى تغريدة لباسيل»، متمنية أن يوضح كلامه للقضاء خدمة للحقيقة، في إشارة إلى تغريدة سابقة لباسيل تحدث فيها عن حصص في بواخر الكهرباء وبواخر النفط وجاء في تغريدة باسيل: «قد يضحك علينا البعض لأننا نسعى لنجمع مائة دولار من ألف شخص في الشهر لنحصل على مائة ألف دولار شهرياً لأنني أعرف أن هذا الرقم هو أقل من حصة فريق معين من البواخر وآخر من بواخر النفط والتزام طريق أو مطار أو مرفأ أو خدمة اتصالات أو طبع بطاقات أو غير ذلك».
وكان عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون دعا في المقابلة نفسها على «إم تي في» إلى «من لديه ملف فليلجأ إلى القضاء»، وقال إنه طلب من الرئيس نبيه بري تشكيل لجان تحقيق نيابية يخضع لها الجميع، مضيفاً: «هناك فساد قديم يجب أن نكشفه ونحاسب على أساسه ويجب أن نمنع الفساد الجديد ونحن أكثر فريق قمنا بالعمل الرقابي ووثقنا ذلك بكتاب قدمناه».
كذلك نشر المحامي نبيل معاد بالوكالة عن نادر الحريري بياناً رداً على اتهامات يعقوبيان جاء فيه: «إن كافة ما أدلت به النائب السيدة بولا يعقوبيان هو مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة وترمي بوضوح لمجرد التشهير بالسيد نادر الحريري وفقاً للأسلوب العشوائي والشعبوي الذي تعتمده النائب يعقوبيان لإطلاق التهم جزافاً دون أي دليل أو مستند، وإن السيد نادر الحريري يتحدى النائب يعقوبيان بأن تقدم للرأي العام وللقضاء المختص ما لديها من أدلة تثبت صحة مزاعمها ووجود أي دور له في أي صفقة تتعلق ببواخر الكهرباء». وأضاف البيان: «إن السيد نادر الحريري، ووفقاً لمبادئه الثابتة وقناعته الدائمة بأن كل مواطن هو تحت سقف القانون، يضع نفسه بتصرف القضاء لإحقاق الحق، وإذا ما ثبت عدم صحة مزاعم النائب يعقوبيان، لا بل علمها ويقينها بأنه ليس للسيد نادر الحريري أي دور بموضوع بواخر الكهرباء، نتمنى على النائب يعقوبيان أن تضع نفسها بدورها تحت سقف القانون وبتصرف القضاء لمساءلتها عن تعمدها التشهير والافتراء بحق السيد نادر الحريري دون أي مبرر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».