قالت دراسة مصرية إن تنظيم «الإخوان» اتخذ كل صور الإرهاب المتعارف عليها وطبّقها على أرض الواقع، وازداد مؤشر صناعة الإرهاب له في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ تحت ستار الدين والإسلام، ووظّف آليات التواصل الاجتماعي لحسابه. وأضافت الدراسة أن «التنظيم جنّد الآلاف من الكتائب الإلكترونية الإرهابية في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، مستهدفةً إنشاء حالة من الفوضى والتشكيك، ونشر الفتن والصراع، وإثارة الرأي العام».
ونفّذت مصلحة السجون بوزارة الداخلية أحكام الإعدام بحق 9 مدانين من «الإخوان» باغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات، قبل أربع سنوات تقريباً، الأمر الذي دعا قيادات التنظيم الهاربة للخارج إلى استغلال ذلك، وبث الشائعات للتشكيك في أحكام القضاء المصرية وزعزعة الاستقرار، وذلك عبر «فيسبوك» وأذرع التنظيم الإعلامية وقنواته.
الدراسة أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، وأضافت أن الكتائب خلقت حالة من الاحتقان والتشتيت والفُرقة على وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، وحوّلتها إلى وسائل للشائعات والكراهية، وتعمدت إطلاق الحملات المسعورة على دار الإفتاء أخيراً من خلال هذه الكتائب الإلكترونية لتشويه صورتها ومنهجها الوسطي، واختلاق معارك ضارية وتشويه منتجها الفكري والعلمي، في الوقت الذي تتصدر فيه مؤسسة دار الإفتاء المصرية بنجاحاتها الفكرية المضادة للتطرف، قائمة تريندات مصر في الأيام الأخيرة بصورة متتالية، وزيادة عدد متابعي صفحة دار الإفتاء على «فيسبوك» بواقع أكثر من 7.4 مليون متابع.
مؤكدة أن حرب الشائعات الشرسة التي تختلقها هذه الكتائب الإلكترونية الإخوانية تستهدف الإنسان معنوياً من حيث عمقه وعطائه وقيمه وانتمائه، وهذا الاستهداف أشد ضراوة من الاستهداف المادي لجسد الإنسان، معتبراً أن أفراد هذه الكتائب مجرمون في حق دينهم ومجتمعهم وأمتهم. وشددت الدراسة على ضرورة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل قانون الجرائم الإلكترونية الصادر أخيراً، للقضاء على هذه الكتائب التي تروّج للشائعات وتنشر الإساءات وتحاسب مرتكبيها حساباً عسيراً.
في غضون ذلك، أكد الدكتور شوقي علام مفتي مصر، أن مواجهة التطرف والإرهاب مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق عناصر المجتمع كافة، حيث تتكامل فيما بينها لتكون حصناً منيعاً أمام جماعات التطرف والإرهاب، التي تسعى لنشر سمومها وفسادها في الأرض. مضيفاً أن تعزيز المسؤولية المجتمعية يعد معياراً مهماً ومؤشراً على تطور المجتمع ونموه، وهي مهمة يجب أن تقوم بها المؤسسات التثقيفية والتعليمية المسؤولة عن تنشئة المجتمع خصوصاً فئة الشباب.
وأشار مفتي مصر إلى أن دار الإفتاء أخذت على عاتقها أداء هذه المسؤولية المهمة من أجل إرساء المفاهيم التي تزيد من التماسك المجتمعي وتعزز المسؤولية بين أبناء الوطن كافة، واعتمدت في ذلك على عدة آليات وطرق للوصول إلى أكبر قطاع من الناس. موضحاً أن الدار ضمن مجهوداتها عملت على تفكيك الأفكار المتطرفة عبر الفضاء الإلكتروني وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها ما يزيد على 7 ملايين ونصف المليون متابع، وكذلك عبر إصدار الكتب ونشر المقالات وإصدار فيديوهات الرسوم المتحركة وغيرها من المجهودات، فضلاً عن التواصل المباشر مع الشباب من خلال المجالس الإفتائية التي تعقدها الدار بشكل دوري في مراكز الشباب على مستوى محافظات مصر بالتعاون مع وزارة الشباب.
وأضاف علام أن «تعاون كل مؤسسات الدولة وأفرادها في نبذ الفكر المتطرف ومحاربته هو واجب وطني وديني».
دراسة مصرية: كتائب «الإخوان» تنشط على منصات التواصل
جندت الآلاف لنشر الفوضى وإثارة الرأي العام
دراسة مصرية: كتائب «الإخوان» تنشط على منصات التواصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة