نظائر معدنية تعزز الآمال بالتخلص من أضرار النفايات المشعة

يجري البحث منذ عقود عن آليات محدّدة لإتلاف مخلفات العمليات الصناعية، لا سيما المخلفات النووية ومخلفات الصناعات والعمليات التي تُستخدم فيها مواد مشعة، بما في ذلك لأغراض مدنية مثل الطّب وإنتاج الطّاقة.
وضمن جهود العلماء حول العالم لحل هذه المشكلة الخطيرة، أعلنت مجموعة من العلماء الرّوس عن ابتكار آلية لتنظيف النّفايات المشعّة السائلة بواسطة مواد «نانوية» أي «دقيقة جداً»، مطابقة في مواصفاتها لنوع من المعادن من مجموعة «إيفانيوكيت» و«لينتيسيت»، التي تُستخدم عادةً كمادة ماصّة فعالة لمعالجة النفايات المشعّة السّائلة المتراكمة.
وأشار عالم مشارك في المشروع إلى أنّ الفضل في الحصول على «المادة النانوية لمعالجة النفايات المشعة» يعود إلى أبحاث أجراها علماء في أكثر من بلد، واكتشفوا خلالها 18 معدناً نادراً، يتميز بعضها بخصائص وظيفة فريدة للصناعات المتقدمة.
وبواسطة تجربة النظائر الطبيعية تمكّن العلماء من الحصول على «المادة النانوية لمعالجة النفايات المشعة»، وهي عبارة عن نظائر معدنية، من المواد الخام والنفايات الصناعية المتوفرة، لعل أهمها النظائر المعدنية التي تتميز بالقدرة على امتصاص المواد المشعة من النفايات، ولا يشكل تخزينها أي تهديد للبيئة.
وحسب علماء شاركوا في التجارب، تُسخّن النّظائر المعدنية بعد استخدامها في «امتصاص» المواد المشعة، وتتحول تحت تأثير الحرارة إلى ألواح تشبه الألواح الخزفية، مقاومة للماء والأحماض والقلويات، ودرجات الحرارة العالية، ويتطلّب تدميرها آلاف السنين، سيما وأنّها غير قابلة للتّحلل.
وأكّدت الاختبارات الأولية خاصية «امتصاص المواد المشعة» التي تتمتع بها النّظائر المعدنيــة، ويعمل العلماء حالياً على تجارب لإنتاج هذه النّظائر الماصة، لاستخدامها على شكل واسع في معالجة النفايات المشعة.