رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار

رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار
TT

رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار

رفيف الظل: سريرٌ عظامهُ النار

كل مرّة،
يَسِمُكَ المرضُ بجرح،
ثم يعود لكي يطمأن على وسمه.
حين تراه مقبلاً،
لا تجهز له النار.
هذه المرة،
لا تفعل.
إذا طال مرضك اجعله صديقك.
ما أكثر أصدقائي.
يراقبكَ المرضُ عن كثب،
مثل نارٍ تسجّر أحجار السهرة،
تحتسي رائحتها المعتقة منذ ميلاد الوردة، حتى تثمل.
وفي غيبوبتك، يروي لك الحجر كيف انتابك في المرة الأولى.
كنتَ في الطريق إلى حديقة النار،
فتعثرتَ بملمس أصابعها،
هوت بك إلى سريرٍ عظامُهُ النار، وملاءاته السعال.
وحين أفقتَ، كانت الحديقةُ قد غادرت أشجارها.
قلت له: المرض ليس هنا.
ليس الجسد. ليس في الشخص.
الحياة هي المرض، فالموت أكثر الأصحاء نشاطاً.
ماذا تفعل الحياة في الموت؟
الحياة تحية صباح الموت،
هي طفلته التي تشاغب شروق الشمس بكفيها المحناتين،
هي قصر الرمل الذي تجمع فيه سبايا الشهيق على رمل النهار.
الحياة هي الجملة التي يفكر الموت في كتابتها كل مساء، فتفرُّ من صفحته، لتستفيق على أجنحة الملاك.
فإذن، يا أجسادنا المرتعشة الفرائص لفرط الواقع. أيها الوهم المستفحل، والشيخوخة الماثلة، كفوا عن مزاعم الهزيمة في عنفوان انتصاراتها، وصكوا بآباطكم على الريشة الأخيرة في جناح مكسور، وامنحوا نشيداً يليق بتحليقنا الأخير على هاوية تدخّر لنا السحق الفادح،
هذه صلواتنا لآلهة الضغينة.
وليكن النشيد رايةً نرفعها في مهرجان الهجرة،
لكي يعرف الموت أننا نمحو عمامته من مخيلة الفريسة،
وأننا لن نختار باب الإشارة لنكمل رحلتنا،
بل سنختار باب الخريطة.
ومن هناك، سننازله عراة من المزاعم.
بعيداً عن المهرجان،
في الهجرة فقط، خارج النص، تشبث بهامشك في رحيلك الوحيد. لم يعد لك المكان، ولا يسعك الزمان. فالقبر الذي يحفرون والمقاصل التي ينصبون، تَسَعُ جثمانكَ وتؤرجح جثتك.
دعهم في خلائط ما يزعمون،
واذهب عارياً في الريح،
مثل فرس مذعورة
تنسى طبيعة الحرية.
لفرط الحبسة،
ننطلق.



موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

TT

موزة مثبتة بشريط لاصق تباع بـ 6.2 مليون دولار في مزاد فني

رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)
رجل يشير إلى التكوين الفني «الكوميدي» في مزاد في ميامي بيتش الأميركية (رويترز)

بيعت لوحة تنتمي للفن التصوري تتكون من ثمرة موز مثبتة بشريط لاصق على الجدار، بنحو 6.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك، يوم الأربعاء، حيث جاء العرض الأعلى من رجل أعمال بارز في مجال العملات الرقمية المشفرة.

تحول التكوين الذي يطلق عليه «الكوميدي»، من صناعة الفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان، إلى ظاهرة عندما ظهر لأول مرة في عام 2019 في معرض أرت بازل في ميامي بيتش، حيث حاول زوار المهرجان أن يفهموا ما إذا كانت الموزة الملصقة بجدار أبيض بشريط لاصق فضي هي مزحة أو تعليق مثير على المعايير المشكوك فيها بين جامعي الفنون. قبل أن ينتزع فنان آخر الموزة عن الجدار ويأكلها.

جذبت القطعة الانتباه بشكل كبير، وفقاً لموقع إذاعة «إن بي آر»، لدرجة أنه تم سحبها من العرض. لكن ثلاث نسخ منها بيعت بأسعار تتراوح بين 120 ألف و150 ألف دولار، وفقاً للمعرض الذي كان يتولى المبيعات في ذلك الوقت.

بعد خمس سنوات، دفع جاستن صن، مؤسس منصة العملات الرقمية «ترون»، الآن نحو 40 ضعف ذلك السعر في مزاد «سوذبي». أو بشكل أكثر دقة، اشترى سون شهادة تمنحه السلطة للصق موزة بشريط لاصق على الجدار وتسميتها «الكوميدي».

امرأة تنظر لموزة مثبتة للحائط بشريط لاصق للفنان الإيطالي موريزيو كاتيلان في دار مزادات سوذبي في نيويورك (أ.ف.ب)

جذب العمل انتباه رواد مزاد «سوذبي»، حيث كان الحضور في الغرفة المزدحمة يرفعون هواتفهم لالتقاط الصور بينما كان هناك موظفان يرتديان قفازات بيضاء يقفان على جانبي الموزة.

بدأت المزايدة من 800 ألف دولار وخلال دقائق قفزت إلى 2 مليون دولار، ثم 3 ملايين، ثم 4 ملايين، وأعلى، بينما كان مدير جلسة المزايدة أوليفر باركر يمزح قائلاً: «لا تدعوها تفلت من بين أيديكم».

وتابع: «لا تفوت هذه الفرصة. هذه كلمات لم أظن يوماً أنني سأقولها: خمسة ملايين دولار لموزة».

تم الإعلان عن السعر النهائي الذي وصل إلى 5.2 مليون دولار، بالإضافة إلى نحو مليون دولار هي رسوم دار المزاد، وقد دفعها المشتري.

قال صن، في بيان، إن العمل «يمثل ظاهرة ثقافية تربط عوالم الفن والميمز (الصور الساخرة) ومجتمع العملات المشفرة»، ولكنه أضاف أن النسخة الأحدث من «الكوميدي» لن تدوم طويلاً.

وأضح: «في الأيام القادمة، سآكل الموزة كجزء من هذه التجربة الفنية الفريدة، تقديراً لمكانتها في تاريخ الفن والثقافة الشعبية».

ووصفت دار مزادات سوذبي كاتيلان بأنه «واحد من أكثر المحرضين اللامعين في الفن المعاصر».

وأضافت دار المزادات في وصفها لتكوين «الكوميدي»: «لقد هز باستمرار الوضع الراهن في عالم الفن بطرق ذات معنى وساخرة وغالباً ما تكون جدلية».