واشنطن تقرر ترك 200 جندي أميركي لحفظ السلام في سوريا

«قوات سوريا الديمقراطية» ستحاول إجلاء 3 آلاف مدني من آخر جيب لـ«داعش»

مدرعات لقوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في عملية عسكرية بدير الزور (ا.ف.ب)
مدرعات لقوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في عملية عسكرية بدير الزور (ا.ف.ب)
TT

واشنطن تقرر ترك 200 جندي أميركي لحفظ السلام في سوريا

مدرعات لقوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في عملية عسكرية بدير الزور (ا.ف.ب)
مدرعات لقوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في عملية عسكرية بدير الزور (ا.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، اليوم (الجمعة)، أن الولايات المتحدة ستترك «مجموعة صغيرة لحفظ السلام» من 200 جندي أميركي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب: «ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 جندي في سوريا لفترة من الوقت».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أمر ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا وقوامها 2000 جندي، قائلاً إنهم هزَموا متطرفي تنظيم «داعش» هناك على الرغم من أن مقاتلين سوريين تدعمهم واشنطن ما زالوا يخوضون معركتهم النهائية ضد آخر مواقع التنظيم.
من جهةى أخرى، قالت «قوات سوريا الديمقراطية» إنها ستحاول إجلاء ما تبقى من المدنيين من آخر جيب لتنظيم «داعش» في شرق سوريا اليوم، في تحرك ضروري قبل مهاجمة فلول المتشددين هناك أو إجبارهم على الاستسلام.
وبلدة الباغوز هي آخر جيب للتنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات التي أصبحت آخر معقل مأهول للتنظيم في العراق وسوريا بعد أن خسر مدينتي الموصل والرقة في 2017.
وعملت «قوات سوريا الديمقراطية» على طرد المتشددين من منطقة الوادي وفرضت حصارا عليهم في الباغوز قرب الحدود العراقية لكنها لا تريد شن هجوم نهائي إلا بعد إجلاء كل المدنيين.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصطفى بالي المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، قوله إن القوات ستحاول مجددا اليوم إجلاء أكثر من ثلاثة آلاف مدني قدر أنهم لا يزالون بداخل الباغوز.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية تتوقع إكمال عملية الإجلاء أمس (الخميس) لكن لم يغادر أي من المدنيين. وقال بالي «إن نجحنا بإجلاء كامل المدنيين في أي لحظة سنتخذ قرار اقتحام الباغوز أو نجبر الإرهابيين على الاستسلام».

ورغم أن سقوط الباغوز سيمثل منعطفا مهما في الحملة ضد الدولة
الإسلامية والصراع في سوريا عامة، فلا يزال التنظيم يعتبر خطرا
أمنيا كبيرا.
وتحول التنظيم إلى أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على
أراض في منطقة نائية غير مأهولة تقريبا غربي نهر الفرات، في جزء من
سوريا يقع تحت سيطرة الحكومة وحليفتيها روسيا وإيران.
وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن الولايات المتحدة ستترك "قوة
صغيرة لحفظ السلام" مؤلفة من 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من
الوقت بعد الانسحاب الأمريكي، فيما تراجع الرئيس دونالد ترامب عن
فكرة سحب القوات بالكامل.
وأمر ترامب في ديسمبر كانون الأول بسحب ألفي جندي قائلا إنهم
هزموا مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا.
 



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.