خرج بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس الخميس، عن نص خطابه الذي وزع مسبقاً، قائلاً: «نحتاج إلى خطوات ملموسة» وليس فقط إطلاق الإدانات، وذلك في افتتاح قمة غير مسبوقة في الفاتيكان حول التعديات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، واصفاً هذه الممارسات بالآفة. ودعا الأساقفة المشاركين لمكافحة التحرش بالأطفال بتبني «تدابير فعالة وملموسة».
وقال البابا في خطاب مفتوح، إن «شعب الرب ينظر إلينا، ولا ينتظر منا إدانات بسيطة يمكن التنبؤ بها؛ بل تدابير ملموسة وفعالة». وقال أمام رؤساء 114 مؤتمراً أسقفياً، ورؤساء كنائس شرقية، ومسؤولي هيئات دينية، وكبار أساقفة الفاتيكان، دُعوا إلى روما حتى الأحد، إن «شعب الله ينظر إلينا، ولا ينتظر منا إدانات بسيطة وواضحة فقط؛ بل إعداد تدابير ملموسة وفعالة». وطلب من المشاركين في القمة سماع «صرخة الصغار الذين يطلبون العدالة» في مواجهة «آفة التعديات الجنسية التي يرتكبها رجال الكنيسة ضد القاصرين».
وخلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام ونصف، سيسعى البابا إلى إقناع رؤساء الكنيسة الكاثوليكية في العالم بمسؤولياتهم الفردية حيال التعديات الجنسية على القاصرين.
ويريد البابا إيقاظ الضمائر في الكنيسة بطريقة جماعية تربوية، مؤلفة من الخطب، ومجموعات عمل لغوية صغيرة، تتخللها صلوات وشهادات للضحايا. كما التمس من «السيدة العذراء» أن «تنير» الطريق أمام الأساقفة في محاولاتهم من أجل «مداواة الجروح الخطيرة التي سببتها فضيحة التحرش بالأطفال، لكل من الأطفال وأتباع الكنيسة». وأضاف: «دعونا نستمع إلى صرخة الأطفال الذين يطالبون بالعدالة».
ويشارك في القمة التي انطلقت اليوم وتستمر حتى يوم الأحد المقبل، نحو 200 شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية من أنحاء العالم.
وقال مسؤول كبير في الفاتيكان، إن القساوسة الذين تثبت إدانتهم أو توجه ضدهم اتهامات ذات مصداقية بالتحرش الجنسي بالقاصرين، لا يجب تجريدهم من رتبتهم «بالضرورة».
وقال كبير الأساقفة تشارلز سكيكلونا، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن رجال الدين الذين يشكلون خطراً على الأطفال «يجب ألا يكونوا في خدمة كهنوت (عامة)» لكن هذا «لا ينبغي بالضرورة أن يؤدي إلى التجريد من الرتب الدينية». واقترح سكيكلونا، على سبيل المثال، أنه ليست هناك حاجة إلى تجريد قس مسن لن يقدم على مخالفة مرة أخرى، من رتبته. وقال سكيكلونا، أحد منظمي القمة: «إن العقوبات التي تم فرضها تحتاج إلى وضع الصالح العام في الاعتبار»، و«يجب أن تتعاملوا مع الأمر على أساس كل حالة على حدة».
وتساءل أساقفة من آسيا وأفريقيا عن تركيز القمة ضد التحرش بالأطفال على هذه القضية، بحسب أحد المشاركين في المناقشات التي دارت خلف أبواب مغلقة. وقال رئيس الأساقفة مارك كولريدج من أستراليا: «الأساقفة من أفريقيا وآسيا يقولون: لماذا نتحدث فقط عن الاعتداءات الجنسية؟ حيث إن إساءة المعاملة في بلدي تتخذ أشكالاً كثيرة، مثل عمالة الأطفال وتجنيدهم. لم كل هذا الهوس بالاعتداءات الجنسية؟».
وذكر الأب هانس زولنر، أحد منظمي القمة، إن المشاركين عرضت أمامهم عمداً شهادات ضحايا اعتداءات «من جميع القارات، بلغات مختلفة، حتى يتضح أن هذه ليست مشكلة في أميركا الشمالية أو وسط أوروبا وحدها».
البابا يطالب بخطوات «ملموسة» وليس مجرد إدانات التحرش بالأطفال
أساقفة آسيويون وأفارقة يتساءلون عن «الهوس» بهذه القضايا
البابا يطالب بخطوات «ملموسة» وليس مجرد إدانات التحرش بالأطفال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة