حان الوقت لتقييم أشلي كول وإنجازاته

اللاعب حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرته الحافلة لكنه لم يحصل مطلقاً على تقدير يتناسب مع قدراته وإمكانياته

أشلي كول بقمصان ديربي كاونتي وتشيلسي وآرسنال  -  شارك كول  في أكثر من 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي
أشلي كول بقمصان ديربي كاونتي وتشيلسي وآرسنال - شارك كول في أكثر من 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي
TT

حان الوقت لتقييم أشلي كول وإنجازاته

أشلي كول بقمصان ديربي كاونتي وتشيلسي وآرسنال  -  شارك كول  في أكثر من 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي
أشلي كول بقمصان ديربي كاونتي وتشيلسي وآرسنال - شارك كول في أكثر من 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي

شارك أشلي كول مع نادي ديربي كاونتي في ثلاث مباريات حتى الآن. كانت المشاركة الأولى إبسويتش تاون في دوري الدرجة الأولى. وفي المواجهة الثانية أحرز كول مدافع تشيلسي وإنجلترا السابق هدفه الأول على الإطلاق في بطولة كأس إنجلترا لكنه لم يكن كافيا ليتفادى ديربي كاونتي الهزيمة 2 - 1 أمام برايتون. في المواجهة الثالثة الأربعاء الماضي في دوري الدرجة الأولى انهزم ديربي كاونتي أمام ميلوول بهدف دون مقابل.
المباراة الأولى كانت أول ظهور له في كرة القدم الإنجليزية منذ ما يقرب من خمس سنوات. وأشار اللاعب البالغ من العمر 38 عاما، والذي شعر دائما بأنه كان غير محبوب طوال مسيرته الكروية، إلى أن هذه ستكون هي المحطة الأخيرة قبل اعتزاله كرة القدم. ويعد كول أحد أبرز عناصر «الجيل الذهبي» لكرة القدم الإنجليزية، الذي كان ينتظر منه الكثيرون تحقيق بطولات وألقاب لإنجلترا، كما قدم مستويات رائعة خلال السنوات التي دافع فيها عن ألوان كل من آرسنال وتشيلسي، ليُجبر كثيرون على الاعتراف بأنه أفضل ظهير أيسر في عالم الساحرة المستديرة.
ورغم أن معاصريه من أمثال فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وواين روني قد حصلوا على إشادات كبيرة واهتمام إعلامي منقطع النظير، كان كول دائما لا يحظى بالتقدير الذي يتناسب مع قدراته وإمكانياته وما قدمه خلال مسيرته الحافلة في عالم كرة القدم. وفي الحقيقة، هناك العديد من الأسباب وراء ذلك، لكن هناك أوجه تشابه واضحة بينه وبين نجم المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي رحيم ستيرلنغ، فكلاهما لاعب بارز من أصحاب البشرة السمراء، كما نشأ كل منهما في العاصمة البريطانية لندن، ووُصم كل منهما بأنه لاعب جشع لا يتوقف عن البحث عن الأموال وبأنه لاعب غير مسؤول وهو في سن صغيرة. صحيح أنه لا يمكن إعفاؤهما تماما من أي مسؤولية أو لوم، لكن الصورة السلبية التي ترسمها لهما وسائل الإعلام والصحافة لا تتناسب تماما مع ما يقدمه كل منهما.
وكما هو الحال مع سترلينغ، اتخذ كول قراراً بمغادرة النادي الذي نشأ به من أجل الانتقال إلى ناد من «الأثرياء الجدد»، إن جاز التعبير، وهو الأمر الذي جعل وسائل الإعلام تتعامل معه على أنه لاعب يبحث عن الأموال أكثر من اهتمامه بمكانته في كرة القدم. ورغم حقيقة أن القرار الذي اتخذه كل منهما بالرحيل قد بُرر مرارا وتكرارا من خلال الألقاب والبطولات التي حصلا عليها مع أنديتهما الجديدة، فقد كان من المستحيل محو الصورة التي رُسمت لهما بأنهما يبحثان فقط عن الأموال.
وفي حين احتفظ لامبارد وجيرارد وروني بدعم كبير من وسائل الإعلام حتى في أصعب الأوقات، لم يتلق كول مثل هذا الدعم على الإطلاق. وبعد أن لعب كول مع آرسنال منذ أن كان في التاسعة من عمره، قطع النادي اللندني جميع علاقاته باللاعب بعد انتقاله المثير للجدل إلى تشيلسي عام 2006 – وهو الأمر الذي يقول عنه كول إنه ما زال «يؤلمه». ورغم أن جمهور تشيلسي كان يدرك تماما حجم القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها كول، فإنه لم يتعامل معه في أي يوم من الأيام على أنه أحد أبناء النادي. أما المحايدون فقد تعاملوا معه بشيء من اللامبالاة في أحسن الأحوال، وبعداء كبير في أحوال أخرى.
وكان يتم التعامل مع كول دائما بشكل سيئ، لدرجة أنه وُصف بأنه «مرتزق» بعد إساءة الحكم على ما كتبه في سيرته الذاتية بأنه «ارتجف غضبا» عندما عرض عليه نادي آرسنال تجديد عقده مقابل 55 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. والآن، يعترف كول بأنه كان «صغيراً وساذجاً وغبيا وعنيداً بعض الشيء في ذلك الوقت». لكن رغم كل ذلك، ارتبط به لقب «كاشلي» بدلا من «أشلي»، بسبب تصويره على أنه يعشق الأموال، وما زال هذا الوصف يلتصق بهذا اللاعب رغم أنه لم يكن يريد سوى الحصول على المقابل المادي الذي يحصل عليه أي لاعب بمثل قدراته ومهارته في ذلك الوقت.
لقد كان كول مثالاً رائعا للظهير العصري صاحب الإمكانيات الهجومية الكبيرة، فكان يتقدم للأمام بكل سلاسة ويسر ويقدم الدعم لخط هجوم فريقه بشكل مستمر، كما كان يقوم بواجباته الدفاعية على النحو الأمثل.
وفضلا عن ذلك، كان كول يتميز بالسرعة الفائقة والمجهود الوافر والقوة البدنية والالتزام الخططي الكبير. ويمكن القول بأن كول قد «أعاد تعريف» مهام الدور الذي يقوم به اللاعب الذي يشغل مركز الظهير. وقد حقق كول نجاحا كبيرا تحت قيادة العديد من المديرين الفنيين، لكنه لم يحصل مطلقا على التقدير الذي يستحقه.
أما خارج المستطيل الأخضر، فمن الإنصاف أن نقول إن كول لديه ماضٍ متقلب، بدءا من إلقاء القبض عليه وهو يقود السيارة بأكثر من ضعف الحد الأقصى للسرعة المسموح بها مرورا بإطلاق النار عن غير قصد على طالب جامعي من بندقية هوائية، وصولا إلى اتخاذ عدد من القرارات السيئة بشكل ملحوظ. ولا يمكن لأحد أن يدعي أن سلوك كول كان مثالياً، لكن في نفس الوقت يجب الإشارة إلى أن نجوماً آخرين من إنجلترا، مثل فرانك لامبارد وديفيد بيكهام، قد تورطوا في بعض الفضائح والخلافات أيضا. لكن وسائل الإعلام تناست مع فعله هؤلاء النجوم ورفضت أن تنسى الأعمال الطائشة التي ارتكبها كول والتي لا تزال تستخدمها وسائل الإعلام لتشويه سمعته.
ومن المؤكد أن التمييز العنصري والتحيز الإعلامي قد ساهما بوضوح في التصورات السلبية لدى الكثيرين بشأن كول وسترلينغ. وهناك إحساس بأن هناك تعمدا لتصويرهما على مدى سنوات بأنهما متهوران وماديان ولا يمكن الاعتماد عليهما. ورغم أن سترلينغ قد تحدث في الآونة الأخيرة عن معاناته من التحيز الإعلامي ضد أصحاب البشرة السمراء، فلم يتم الاستماع له بشكل جيد، كما هو الحال دائما. أما بالنسبة لكول، فهو لا يزال مُهمشاً بشكل غير عادل، ولا يحظى بالتقدير اللازم مقارنة بزملائه السابقين في إنجلترا الذين حققوا إنجازات أقل بكثير من تلك التي حققها على مدى سنوات من التميز والتألق.
ربما لم يكن من الممكن أن يتم التعامل معه على أنه «الفتى الذهبي» لكرة القدم الإنجليزية في ظل وجود لاعبين من أمثال مايكل أوين وديفيد بيكام وواين روني، لكن لم يكن هناك سبب للتعامل معه على أنه غريب أو دخيل على لعبة كرة القدم.
ورغم كل ذلك، حصل كول على العديد من الجوائز والألقاب، فقد شارك في أكثر من 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي، وحصل على ثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي سبع مرات في رقم قياسي لم يحققه أي لاعب آخر، كما فاز بالدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا. لكنه رغم كل ذلك كان دائماً ما يُعامل بازدراء من قبل الجمهور، أو على الأقل لم يحظ بالاحترام اللازم.
وبينما يقترب كول من نهاية مسيرته الكروية، يتعين علينا أن نُعيد النظر في تقييمه وفيما قدمه خلال السنوات الماضية.
وإذا ساعدت التصريحات الأخيرة لسترلينغ (بشأن التمييز العنصري ضد أصحاب البشرة السمراء) في تمهيد الطريق نحو ذلك الأمر، فسيكون هذا أفضل بكل تأكيد.


مقالات ذات صلة

أنتونيني: السعودية ستستضيف «أفضل كأس عالم على الإطلاق»

رياضة سعودية أكد مدرب فريق النصر للشباب لوكا أنتونيني (نادي ميلان)

أنتونيني: السعودية ستستضيف «أفضل كأس عالم على الإطلاق»

أكد مدرب فريق النصر للشباب لوكا أنتونيني أن مستقبل كرة القدم السعودية مشرق.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية الحارس المخضرم مانويل نوير سيدعم صفوف بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

نوير يعود إلى صفوف بايرن... وموسيالا يغيب

سيعود الحارس المخضرم مانويل نوير إلى صفوف بايرن ميونيخ خلال رحلته لمواجهته بوروسيا مونشنغلادباخ.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية رابطة الدوري الأميركي لكرة القدم (الرابطة)

رابطة الدوري الأميركي تعتذر بعد إعلان انضمام اللاعب الياباني «الخطأ»

اعتذرت رابطة الدوري الأميركي لكرة القدم، الخميس، بعد إعلانها عن انضمام الياباني كيوجو فوروهاشي إلى أتلانتا يونايتد بدلاً من مواطنه كايمان توغاشي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.