سعيد الماروق: هذا العمل يشبهني أكثر من سابقه بشكل كبير

قال المخرج سعيد الماروق إن فيلم «كلّ سنة وانت طيّب» الذي انتهى أخيراً من تصوير مشاهده بين لبنان ومصر، عمل يشبهه أكثر من عمله السابق «365 يوم سعادة». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنه من نوع أفلام الإثارة (آكشن) التي أحبّها، وفي الوقت نفسه يندرج على لائحة الأفلام السينمائية الكوميدية والرومانسية معاً. وقد أتيحت لي الفرصة لإدارته بطريقة تختلف تماماً عن سابقه (356 يوم سعادة)». ويضيف الماروق، الذي اختار مناطق جبلية وأخرى ساحلية في لبنان لتصوير العمل: «لقد وظّفت المشاهد بلغة سينمائية خاصة تحاكي معالم المدينة. وتلقيت تسهيلات جمّة من بلدية بيروت وشركة (سوليدير)، مما ساهم في إبراز معالم بيروت بشكل لم يسبق أن ظهرت به».
ويلعب بطولة الفيلم المتوقع أن يعرض في أيام عيد الفطر أو عيد الأضحى، كل من تامر حسني وزينة وخالد الصاوي ومحمد سلام وعائشة بن أحمد... وغيرهم. ويصف تامر حسني: «إنه فنان مجتهد؛ عندما يدخل في عمل ما يسخّر نفسه له بشكل تام. لديه الإصرار على النجاح، ويصغي للآخر، وتهمّه التفاصيل الصغيرة، ويخاف كثيراً على نجاحاته. أما خالد الصاوي فهو صاحب شخصية ممتعة، وكذلك بالنسبة لزينة وعايشة؛ فجميعهم كانوا رائعين. وهنا لا بد من توجيه تحية إلى منتج الفيلم زين الكردي الذي آمن بموهبتي فوضعني أما مسؤولية كبيرة».
ويشير الماروق في سياق حديثه إلى أنه تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في مصر، إلا إن الجزء الأكبر منه جرى في لبنان... «لقد آثرت التصوير في القسم الأكبر من الفيلم من شوارع وأزقة بيروت. لقد أبدى بعض الناس الموجودين في محيط تلك المواقع انزعاجهم من إقفال طرقات وزحمة سير وما إلى هنالك من أمور تحدث عادة بسبب التصوير المباشر من أرض الموقع. ولكن يجب على أهل بيروت أن يحبوا السينما ويتحملوها قليلاً، فعواصم أوروبية مثل برلين وباريس، ومدن أخرى أميركية مثل نيويورك، يفضلون التصوير فيها بعيداً عن الاستوديوهات المعلبة ويسمون هذا الأمر (real location) لأن فيه متعة أكبر بالنسبة للمخرج. وتلك البلدان تعشق السينما، وأنا بدوري أتمنى على بيروت أن تحبّ السينما وتفتح لها أبوابها».
وعما إذا كانت في لبنان حاجة إلى بناء استوديوهات تصوير أسوة ببلدان أخرى تعتمدها، يرد: «لا شك في أن الاستوديوهات ضرورية، ولبنان يمكنه أن يحقق فورة سينمائية إذا ما استطاع تحقيق ذلك بحيث يستقطب السينما العربية والعالمية في آن. فجميع العناصر الفنية والمشهدية المطلوبة موجودة فيه. ولكننا في المقابل لا نملك اليوم إنتاجات سينمائية كثيفة في السينما تحتّم علينا ذلك».
وحول صناعة الأفلام اللبنانية، يقول: «90 في المائة من صناعتنا تجارية المنحى، ولكن ذلك لا يمنع من إحداث حركة معقولة. وفي المقابل، نحن بحاجة إلى إنتاجات أفضل وعلى المستوى المطلوب. وعلينا أن نبدأ في التفكير لاستقطاب وجذب الأسواق الأخرى. ففي لبنان تستهوي السينما نسبة كبيرة من الناس مقابل نسبة لا تزيد على 10 في المائة في مصر مثلاً، وهو ما علينا أخذه بعين الاعتبار».
ويضيف المخرج اللبناني: «يجب علينا أن نقدّم أفكاراً تشبهنا جميعاً من خلال موضوعات إنسانية تلامس ملايين العرب. فمن خلال نجومنا الممثلين، وجمال طبيعة لبنان، والموضوعات المحددة، نحدث الفرق. وفي رأيي هناك أساليب كثيرة تخوّلنا جذب هواة السينما، وليس من الضروري أن نقيّد أنفسنا بأفلام لا تزيد تكلفتها على 300 ألف دولار فنجني من شباك التذاكر نحو 100 ألف دولار وننام على الحرير».
ويرى الماروق الذي عاش فترة من حياته في ألمانيا أن العمل النقابي يساهم في رفع مستوى السينما اللبنانية، ولكن ممارسته في لبنان تبقى خجولة. وهو يدعو إلى تأسيس صندوق دعم للسينما اللبنانية «بحيث تفرض الدولة مثلاً مبلغ دولار واحد على كل فاتورة تليفون، فعلى هذه الأخيرة أن تفكّر في كيفية توفير هذا الدعم». وعن سبب ابتعاده عن إخراج أعمال الدراما حتى اليوم، يعلّق: «إنها لا تشدّني كما السينما، وهناك ضياع يسكن هذا المجال في عالمنا العربي. ولكن مع دخول شركات إنتاج كبرى، مثل (الصبّاح إخوان) و(إيغل فيلمز)، أمكن تقديم الإضافة إلى أعمالنا الدرامية، لأنهم وثقوا بعناصرها. فالمسلسل تختلف مقاييسه عن تلك الخاصة بالسينما. ففي هذه الأخيرة يأتي الجمهور طوعاً وبإرادته، بينما في الأول تفرض عليه الموضوعات وهو يجلس أمام الشاشة الصغيرة على كنبة في منزله». ويضيف في هذا الصدد: «ورغم حبي للسينما بشكل أكبر، فإنني قد أدخل تجربة الدراما التلفزيونية في حال توفّرت لي الشروط اللازمة».
ويشير المخرج اللبناني إلى أنه من المتابعين القليلين للدراما المحلية، ولكنه في الوقت نفسه ينتقد مقولة «مسلسلات محلية»؛ إذ يعدّ غالبيتها تدخلها عناصر سورية ومصرية من كتاب ومخرجين وممثلين، مما يجعل تسميتها بشكل أفضل أعمالاً «عربية مختلطة». ويعلّق: «آن الأوان لأن نهجم بكل قوّتنا على الساحة، لا سيما أننا نملك جميع العناصر الفنية المطلوبة».