سيول: كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق

بابا الفاتيكان يدعو إلى تجنب التصعيد والمصالحة بين الكوريتين

سيول: كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق
TT

سيول: كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق

سيول: كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق

أطلقت كوريا الشمالية، أمس، ثلاثة صواريخ قصيرة المدى من سواحلها الشرقية باتجاه البحر، حسبما أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية، وذلك بعيد وصول البابا فرنسيس إلى سيول.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن «كوريا الشمالية أطلقت بالفعل ثلاثة صواريخ قصيرة المدى في بحر الشرق (بحر اليابان)»، وأضاف أن إطلاق الصواريخ بدأ عند الساعة 9.30 (00.30 تغ) من موقع مجاور لمرفأ وونسان شرق البلاد، باتجاه بحر الشرق (أو بحر اليابان) عن بعد نحو 220 كيلومترا.
وتابع المتحدث، موضحا أن هذه الصواريخ «أطلقت من راجمات من عيار 300 ملم»، مشيرا إلى أن كوريا الجنوبية اضطرت بسبب ذلك إلى رفع حالة التأهب على طول الحدود.
وجاء الإعلان الكوري الجنوبي بعيد وصول البابا فرنسيس إلى سيول في زيارة تستمر 5 أيام، يطلق خلالها رسالة تهدف إلى تحقيق المصالحة بين الجنوب الرأسمالي والشمال الشيوعي.
وسيترأس البابا في كاتدرائية ميونغ دونغ بسيول الاثنين المقبل «قداسا من أجل السلام والمصالحة» في شبه الجزيرة الكورية. ووجه البابا فرنسيس، أمس، نداء إلى الكوريتين، دعاهما فيه إلى تجاوز «الاتهامات المتبادلة»، عبر الحوار والكف عن «نشر القوات»، وذلك بعد ساعات على إطلاق صواريخ كورية شمالية.
وأمام الرئيسة بارك غوين - هي ومسؤولي البلاد، أشاد البابا، الذي تجنب بحذر الدخول في متاهات نزاع إقليمي معقد، بـ«الجهود المبذولة من أجل المصالحة والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». وشجع هذه الجهود عادا إياها «الطريق الوحيد نحو سلام دائم».
وتجنب البابا، الذي تحدث بالإنجليزية للمرة الأولى في مناسبة رسمية، تسمية النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، كما تجنب، بصفته زعيما دينيا، صب الزيت على النار، وإن كانت تلميحاته إلى مظالم واضطهادات ونشر قوات مسلحة تعني بيونغ يانغ أولا. وقال إن «الدبلوماسية بصفتها فن الممكن تقوم على التمسك بالاعتقاد الحازم بأنه يمكن بلوغ السلام عبر الإصغاء الهادئ والحوار، بدلا من تبادل توجيه الاتهامات والانتقادات العقيمة ونشر القوات».
وذكرت الرئيسة بارك غوين - هي التي استقبلته في البيت الأزرق، مقر إقامتها الرسمي، بأن «أكثر من 70 ألف عائلة ما زالت منقسمة»، منذ تقسيم شبه الجزيرة أواخر الحرب (1950 - 1953)، وقالت في هذا الخصوص: «على كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي».
وكانت بيونغ يانغ قد طالبت كوريا الجنوبية، أمس، بالتخلي عن مناورات عسكرية سنوية مع الولايات المتحدة، من المقرر أن تبدأ الاثنين المقبل، وقد تدفع بالبلدين إلى «شفير الحرب».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إنه «من غير الملائم إطلاق هذا النوع من الصواريخ يوم وصول البابا، الذي جاء ليبارك جميع سكان شبه الجزيرة الكورية، سواء كانوا يعيشون في الجنوب أو الشمال».



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.