قبائل حجور تدعو إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين

الأحزاب اليمنية تندد بجرائم الميليشيات... وتطالب بإسناد رجال القبائل في جبهات كشر

TT

قبائل حجور تدعو إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين

نددت الأحزاب اليمنية في بيان رسمي، أمس، بجرائم الميليشيات الحوثية في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة، داعية إلى إسناد قبائل حجور وفك الحصار الجائر عنها من قبل قوات الجيش والتحالف الداعم لها. جاء ذلك في وقت دعا فيه رجال قبائل حجور، إلى انتفاضة شاملة ضد الميليشيات الانقلابية، بعد صدهم المزيد من الزحوف الحوثية على مناطقهم في مديرية كشر من ثلاث جهات، وهو ما أدى بحسب مصادر قبلية ميدانية إلى مقتل 30 حوثيا على الأقل في مختلف الجبهات.
وتقترب المواجهات من إكمال شهرها الأول بين رجال القبائل والميليشيات الحوثية التي تطمع في السيطرة على مديرية كشر الاستراتيجية والتحكم في طرق الإمداد المتجهة إلى جبهات حرض وحيران شمال غربي محافظة حجة.
وذكرت المصادر أن رجال القبائل في جنوب مديرية كشر تمكنوا من صد أربعة زحوف حوثية مسنودة بالقصف المدفعي والدبابات من جهة مناطق بني رسام والنيد القريبتين من حدود المديرية مع مديرية أفلح الشام، دون أن تحقق الجماعة أي تقدم باستثناء خسارتها ثلاثة مواقع وأسلحة وذخائر.
وفي الجهة الشرقية من المديرية، حيث منطقة العبيسة القريبة من محافظة عمران، أفادت المصادر بأن رجال قبائل حجور صدوا أعنف زحف للميليشيات على المنطقة استمر لمدة ست ساعات وبغطاء مدفعي وأسلحة متوسطة قبل أن ينتهي بمقتل 30 حوثيا على الأقل، مقابل ثلاثة من رجال القبائل من آل النشمة.
في غضون ذلك، شهدت الجبهة الشمالية الغربية لمديرية كشر نزوحا واسعا لسكان القرى في مناطق جبل موسى وبني شهر والسودة، بسبب القصف الحوثي العنيف على مناطقهم، في وقت يقدر مراقبون وصول عدد النازحين إلى 3 آلاف شخص في مختلف مناطق المديرية المحاصرة.
وكان التحالف الداعم للشرعية تمكن قبل يومين من تنفيذ عمليات إنزال جوي لإمداد القبائل بالمؤن الصحية والغذائية على رغم ظروف الطقس السيئة في المنطقة الجبلية.
وتمنع الجماعة الحوثية منذ أسابيع وصول الغذاء إلى المديرية وصهاريج نقل مياه الشرب، إضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، ضمن مساعيها لإحكام الحصار على أكثر من 100 ألف نسمة هم سكان مديرية كشر.
في بيان الأحزاب اليمنية الذي صدر عن 11 حزبا مواليا للشرعية، ذكرت الأحزاب أنها وقفت على تطورات الأحداث المؤسفة الجارية في مديرية كشر بمحافظة حجة في أعقاب العدوان الهمجي الغاشم والمستمر لعصابات ميليشيات الحوثي الانقلابية الإرهابية، وقصفها العشوائي على منازل المواطنين بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتوازي مع حصار خانق تفرضه الميليشيا على السكان.
وأكدت الأحزاب في بيانها إدانة ما وصفته بـ«العدوان البربري» لميليشيات الحوثي على أبناء حجور بمديرية كشر والحصار الجائر على السكان، وهو ما عدته «استهتارا واضحا بكل مساعي إحلال السلام، وتأكيدا على رغبة الميليشيات في صناعة مأساة إنسانية أخرى جديدة دون أي مراعاة للأوضاع المأساوية الناجمة عن حرب الميليشيات وانقلابها على السلطة منذ أكثر من أربع سنوات، وكأن ما اقترفته هذه الميليشيات غير كافٍ».
وطالبت الأحزاب اليمنية الحكومة الشرعية وقوات الجيش الوطني بالتحرك الفوري والعاجل لدعم ومساندة قبائل حجور بكل ما يحتاجون إليه، واتخاذ ما يلزم لفك الحصار المفروض عليهم ودحر الميليشيات الحوثية.
كما طالبت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ومكاتب الوكالات التابعة للأمم المتحدة «بإدانة هذا التصعيد العسكري الإجرامي الذي تقوم به ميليشيات الحوثي باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكا لروح اتفاق السويد وجهود إحلال السلام في البلاد واستهتارا بخطوات تثبيت وقف إطلاق النار». بحسب ما جاء في البيان.
ودعت الأحزاب المنظمات الإغاثية إلى التحرك العاجل لإنقاذ السكان المحليين في مناطق حجور وتوفير الاحتياجات الإنسانية اللازمة، بما في ذلك إمدادات الغذاء والدواء وضمان توفير أماكن إيواء آمنة للنازحين وإيجاد ممرات آمنة لحركة تنقل السكان من وإلى خارج المناطق التي تحاول ميليشيات الحوثي إتمام حلقة الحصار الجائر عليها.
وأثنت الأحزاب في بيانها على جهود التحالف الداعم للشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية في كسر الحصار والقيام بعمليات إنزال جوي لمعونات دوائية كخطوة إسعافية، على أمل ورجاء أن تستمر هذه العمليات على الدوام، نظرا لشدة الحاجة ولاتساع نطاق الضرر الذي ألحقته جرائم الميليشيا الحوثية بحق السكان في مناطق حجور وما جاورها.
وقال البيان، إن «هذه الجرائم المستمرة بحق أبناء الشعب اليمني تعزز القناعات بعزوف الميليشيات الحوثية عن السلام ونزوعها نحو العنف الدائم غير مكترثة بأي جهود إقليمية ودولية ترمي لوضع حد للانقلاب ومآسيه، وإحلال السلام في اليمن».
وحذرت الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية من خطورة التقاعس أو الخذلان أو التباطؤ عن دعم ومساندة صمود أهالي حجور، وأوضحت أن ذلك «سيكون له تبعات كارثية على مستوى العمليات العسكرية للجيش الوطني ومعركة استعادة الدولة بصفة عامة، فضلا عن أنه سينعكس على مستوى ثقة القبائل اليمنية والمجتمع اليمني بالشرعية، ناهيك من النتائج الكارثية المحتملة في حال سقوط حجور بأيدي الميليشيات».
كما لفت البيان إلى إدانة الأحزاب اليمنية لما تقوم به ميليشيات الإرهاب الحوثية من حرب ظالمة على المدنيين من أبناء مديرية الحشا بمحافظة الضالع واستهدافها للمدنيين من نساء وأطفال بجميع أنواع الأسلحة، داعية الحكومة والتحالف الداعم لها إلى دعم صمود أبناء الحشا في مواجهة الإجرام الحوثي والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
وكان الموقع الرسمي للجيش اليمني أفاد بصد هجوم للميليشيات في مديرية الحشا الثلاثاء، وهو ما أسفر عن مقتل وجرح 25 حوثيا على الأقل.
وفي اتصال للشأن الميداني، استهدفت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية، أمس، مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الانقلابية، في العاصمة صنعاء ومحيطها، إذ ضربت أهدافا للجماعة في قاعدة الديلمي الجوية ومواقع أخرى في منطقة بيت دهرة بمديرية بني حشيش شمال شرقي العاصمة.


مقالات ذات صلة

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

العالم العربي مسلحون حوثيون في صنعاء عشية ذكرى ثورة سبتمبر يستعدون لقمع الاحتفالات (فيسبوك)

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

بدأت الجماعة الحوثية الإفراج عن بعض المختطفين بسبب احتفالهم بذكرى ثورة سبتمبر (أيلول)، في حين تقدر أعداد المختطفين بالآلاف في مختلف مناطق سيطرة الجماعة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من سلسلة مبانٍ تتبع جامعة البيضاء الخاضعة لسيطرة للجماعة الحوثية (إكس)

الحوثيون يخضعون 1000 طالب وأكاديمي وموظف لتدريبات عسكرية

الجماعة الحوثية تجبر طلاباً وأكاديميين وموظفين في جامعة البيضاء على التعبئة القتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

الحوثيون يعلنون عن هجمات على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر بالتزامن مع تولي قوات أسترالية قيادة قوات البحرية المشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

أفادت وكالة أمن بحري بريطانية، الثلاثاء، بأن طائرة مسيَّرة أصابت سفينة قبالة سواحل اليمن، حيث يشنّ المتمردون الحوثيون منذ أشهر هجمات على سفن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.