تونسي متّهم بالإرهاب يطالب بالإفراج عنه

TT

تونسي متّهم بالإرهاب يطالب بالإفراج عنه

نظرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، المختصة بالنظر في القضايا الإرهابية، في ملف مجموعة من العناصر المتّهمة باغتيال النائب البرلماني محمد البراهمي.
ورفض خمسة متهمين في عملية الاغتيال الحضور أمام المحكمة، بينهم محمد العوادي وأحمد المالكي المكنى بـ«الصومالي»، وعز الدين عبد اللاوي وهم ينتمون إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور.
ومقابل غياب العناصر الإرهابية الخمسة المذكورة، فقد حضر المتهم رياض الورتاني ونفى علاقته بعملية الاغتيال. وقال إن التهمة المحال من أجلها في القضيتين أمام القضاء التونسي تتمثل في الانضمام إلى تنظيم إرهابي، في إشارة إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور الذي يتزعمه الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض».
وأشار إلى محاكمته في السابق بالتهمة نفسها، حيث حُكم عليه ابتدائيا بالسجن لمدة سبع سنوات، وطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف التي خفّفت الحكم الصادر ضده وخفّضته إلى خمس سنوات. وقد قضى العقوبة كاملة، وطلب الإفراج عنه ومواصلة محاكمته وهو في حالة سراح. وتعود أحداث هذه العملية الإرهابية إلى 25 يوليو (تموز) 2013 حين تمّ اغتيال محمد البراهمي السياسي التونسي البارز أمام منزله.
ووُجّهت التهمة إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وتمت ملاحقة عدة عناصر إرهابية متهمة بالمشاركة والإعداد وتنفيذ عملية الاغتيال، من بينها الإرهابي التونسي كمال القضقاضي الذي قتل في موجهات مسلحة مع الأمن التونسي في منطقة رواد القريبة من العاصمة التونسية، كما تم القبض على الإرهابي التونسي أحمد المالكي الذي يُعتبر من العناصر الأساسية التي أسهمت في عملية الاغتيال إذ إن مقر سكنه على مقربة من منزل النائب البرلماني محمد البراهمي.
ويذكر أن القضاء التونسي قد قرر خلال التحقيقات التي أجراها ضم قضية اغتيال القيادي اليساري التونسي شكري بلعيد إلى ملف قضية محمد البراهمي، وكلا الاغتيالين جرى عام 2013، لاعتقاده أن العنصر الرئيسي وراء عمليتي الاغتيال واحد، وهو نفس الإجراء الذي تم اتخاذه بالنسبة للهجوم الإرهابي الذي استهدف في عام 2015 متحف باردو غرب العاصمة التونسية وفندقا سياحيا بمدينة سوسة السياحية (وسط شرقي تونس).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.