1.37 تريليون دولار أرباح الشركات العالمية المدرجة

بزيادة قياسية نسبتها 9 %

تتجه توزيعات أرباح الشركات العالمية لتسجيل رقم قياسي جديد في العام الجاري (رويترز)
تتجه توزيعات أرباح الشركات العالمية لتسجيل رقم قياسي جديد في العام الجاري (رويترز)
TT

1.37 تريليون دولار أرباح الشركات العالمية المدرجة

تتجه توزيعات أرباح الشركات العالمية لتسجيل رقم قياسي جديد في العام الجاري (رويترز)
تتجه توزيعات أرباح الشركات العالمية لتسجيل رقم قياسي جديد في العام الجاري (رويترز)

تتجه توزيعات أرباح الشركات لتسجيل رقم قياسي جديد. فمع انتهاء العام 2018 بدأ في 2019 موسم الجمعيات العموميات، ليتضح أن التوزيعات ستبلغ 1.37 تريليون دولار هذه السنة، أي بزيادة نسبتها نحو 9 في المائة مقارنة بالعام السابق، وفقا لدراسة نشرتها مؤسسة «جانوس هندرسون» العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وتعتبر نسبة الزيادة هذه الأعلى منذ عام 2015، وأعلى من المعدل الطبيعي المسجل في المدى الطويل التاريخي المتراوح عادة بين 5 و7 في المائة. ويذكر أن توزيعات الفصل الأخير من العام الماضي بلغت 273 مليار دولار.
وتشير الدراسة إلى أن العامل الأول المساعد في نمو التوزيعات يكمن في التعديل الضريبي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ شجع الشركات المدرجة في مؤشر «إس آند بي 500» على زيادة التوزيع بفعل ارتفاع منسوب الثقة في المستقبل، وبلغت توزيعات تلك الشركات نحو 510 مليارات دولار مع نسبة نمو فيها بلغت أكثر من 8 في المائة، علما بأن توزيعات شركات مؤشر «إس آند بي 500» تشكل لوحدها 37 في المائة من إجمالي توزيعات الشركات العالمية المدرجة.
ويؤكد التقرير أن توزيعات أرباح الشركات الأميركية والكندية سجلت أعلى مستوى قياسي تاريخياً. فنسبة الشركات الأميركية التي زادت فيها توزيعات حصص وأنصبة الأرباح 96 في المائة من الإجمالي، أي إن 4 في المائة فقط من الشركات وزعت أرباحا بنسب أقل من السابق.
إلى ذلك، ساد تفاؤل أيضا في شركات القارات الأخرى استنادا إلى مناخ اقتصادي غير مأزوم، لا بل واثق نسبيا من الاستقرار والنمو. لذا وجدت الدراسة أن شركات 13 بلدا من الاقتصادات الكبيرة حول العالم زادت التوزيعات، وفي مقدمها الشركات اليابانية والألمانية والروسية.
ففي أوروبا، كانت القيادة للشركات الألمانية التي زادت توزيعاتها بنسبة 5.4 في المائة لتبلغ 256 مليار دولار، لكن الشركات الأوروبية عموما لم تسجل معدلا كبيرا في الصعود بسبب تراجع النمو في سويسرا وبلجيكا، بيد أن الشركات الفرنسية والإسبانية والإيطالية سجلت معدلات أفضل. فالشركات المدرجة في مؤشر «كاك 40» الفرنسي وزعت 53 مليار دولار على مساهميها، أما إجمالي الشركات الفرنسية المدرجة فوزعت 71 مليارا، بنمو نسبته 7.5 في المائة.
وفي دراسة «جانوس هندرسون» مؤشر سنوي لقياس التوزيعات سجل هذه السنة مستوى قياسيا جديدا عند 187.3 نقطة. ومقارنة مع العام 2009 الذي شهد بدايات ظهور التداعيات القاسية للأزمة المالية العالمية، فإن توزيعات هذه السنة أعلى بواقع 638 مليار دولار قياسا بتوزيعات ما قبل 9 سنوات. وتؤكد الدراسة أن 90 في المائة من الشركات العالمية المدرجة زادت توزيعاتها أو وزعت بمعدل غير متراجع عن السنة السابقة.
وفي التفسيرات أيضا أن بعض الشركات استفادت من انتعاشات قطاعية هنا وهناك، لا سيما مصرفيا ونفطيا؛ حيث تحسنت هوامش الأرباح في هذين القطاعين حول العالم. فالقطاع البنكي - الذي هو الأكثر توزيعا على الإطلاق مقارنة بالقطاعات الأخرى - زادت فيه أنصبة المساهمين من الأرباح بنسبة 13.6 في المائة، مقابل زيادة نسبتها 15.4 في المائة في أنصبة أرباح المساهمين في الشركات النفطية بعد سنوات عجاف هبطت فيها أسعار البترول، لكن الوضع تحسن في السنتين الماضيتين. كما تحسنت كثيرا توزيعات شركات المناجم والاستخراج بعد سنوات تقهقرت خلالها أسعار بعض المواد الأولية وتوقفت فيها الشركات عن التوزيع.
وبالإضافة إلى قطاعات المصارف والنفط والمناجم تقدمت شركات التكنولوجيا والإنترنت وتقنية المعلومات لتحتل موقعا متقدما في مجال التوزيعات، وعلى رأسها شركة «آبل».
وبالنسبة للعام المقبل، تتوقع «جانوس هندرسون» مستوي قياسيا جديدا، لكن مع معدل نمو أقل، وقد تسجل توزيعات السنة الحالية صعودا بين 3.3 و5.1 في المائة، وقد تبلغ أكثر من 1.4 تريليون دولار بفضل الشركات الأميركية الأسخى توزيعا في العالم. لكن مصادر أخرى تتوقع أن تؤثر حالة اللايقين السائدة حاليا وهواجس الحروب التجارية في التوزيعات.
ويذكر أن الشركات الأكثر توزيعا للأرباح كانت كل من «رويال دتش شل»، و«آبل»، و«إكسون موبيل»، و«مايكروسوفت»، و«إيه تي آند تي»، و«بنك التعمير الصيني»، و«إتش إس بي سي»، و«فيريزون للاتصالات»، و«جونسون آند جونسون»، و«شاينا موبايل»، و«سامسونغ للإلكترونيات»، و«شيفرون»، و«جي بي مورغان»، و«بي بي»، و«فايزر»، و«ويلز فارغو»، و«توتال»، و«نوفارتيس»، و«ونستلة».
والشركات آنفة الذكر توزع ما نسبته 15 في المائة من إجمالي توزيعات أرباح كل شركات العالم، وتساوي تلك النسبة 199 مليار دولار.
أما تطور التوزيعات خلال السنوات الماضية فكان كالآتي: عام 2010 كانت 778 مليون دولار، وفي عام 2011 كانت 947 مليون دولار، وفي 2012 كانت 1.01 تريليون دولار، وفي 2013 كانت 1.01 تريليون دولار، وفي 2014 كانت 1.06 تريليون دولار، وفي 2015 كانت 1.18 تريليون دولار، وفي 2016 كانت 1.15 تريليون دولار، وفي 2017 كانت 1.16 تريليون دولار، وفي 2018 كانت 1.25 تريليون دولار، ثم في 2019 صارت 1.36 تريليون دولار.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».