إرث حسن كامي التراثي يظهر للنور مرة أخرى في القاهرة

«الشرق الأوسط» تجولت بين كنوز مكتبة «المستشرق» بعد إعادة افتتاحها

أعمال فنية موجودة بالمكتبة
أعمال فنية موجودة بالمكتبة
TT
20

إرث حسن كامي التراثي يظهر للنور مرة أخرى في القاهرة

أعمال فنية موجودة بالمكتبة
أعمال فنية موجودة بالمكتبة

بعد مرور شهرين على وفاة صاحبها، الفنان المصري حسن كامي، أعادت مكتبة «المستشرق» فتح أبوابها مجددا للجمهور والقراء رغم النزاعات القضائية حول ملكيتها بين ورثة الفنان الراحل ومحاميه.
وبينما تفتح المكتبة أبوابها يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساء، في هذه الأجواء الاستثنائية، فإنها تحظى بشهرة لافتة في منطقة وسط القاهرة.
عمرو رمضان، محامي الفنان الراحل حسن كامي، يدير المكتبة الآن بناء على قرار من النيابة العامة، في حين تقوم لجنة من وزارة الثقافة بجرد محتويات المكتبة بحثا عما أثير حول وجود مخطوطات أثرية بالمكتبة. وعن ذلك يقول رمضان لـ«الشرق الأوسط»، إن «حيازة المخطوطات الأثرية غير مجرمة قانونياً، وإن الدولة من حقها استرداد ما تراه، مقابل تعويض صاحبها».
رمضان أبدى انزعاجه حول ما أثير ضده في وسائل الإعلام المحلية، على إثر اتهامه من عائلة كامي بحصوله على ملكية المكتبة بطريقة غير قانونية، في حين يملك رمضان من الأوراق ما يثبت شراءه المكتبة، وتسديد ثمنها، بتوقيع الفنان الراحل، بحسب قوله.
ورغم الصراع الدائر حاليا في أروقة القضاء، فإن وهج مكتبة المستشرق التي يمتد تاريخ إنشائها إلى بداية القرن الماضي لم يخفت، أو يغب. منذ انتقال ملكيتها من «فيلدمان» اليهودي المصري، إلى شارل بحري، مساعده الشاب، خلال خمسينات القرن الماضي.
شارل بدوره باعها إلى الفنان الراحل حسن كامي، أحد أهم المترددين على المكتبة. يقول عمرو رمضان إن «كامي كان يعمل بشركة سياحة قريبة من المكتبة، وكان يتردد كثيرا عليها، كعاشق لكتب التراث، الأمر الذي جعل شارل بحري يشعر أن كامي سيكون أميناً على المكتبة التي عشقها، وكان لا يبيع أيا من مقتنياتها إلا حين تشتد به الحاجة فقط».
بعد توقيع عقود بيع المكتبة لصالح كامي، طلب الفنان الراحل من المالك السابق تعريف زوجته السيدة نجوى بمحتويات المكتبة، وتطلب ذلك 6 أشهر من التدريب، لتديرها بعد ذلك، وتعتني بمقتنياتها حتى وفاتها عام 2012. وما زالت صورة نجوى معلقة على جدران المكتبة، بجانب زوجها الفنان الراحل، الذي لم يفارق مقرها أيضا حتى وفاته.
والمكتبة التي يقصدها الأجانب والباحثون في التراث تحوي مئات من الكتب التراثية، والطبعات الأصلية، واللوحات النادرة، التي يتفاوت أسعارها وفقا لأصالتها، أو كونها صورة مقلدة طبق الأصل بتقنية خاصة تشبه عمل الماسحة الضوئية، تبدأ من ألف جنيه، وتصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات، وبخاصة أعمال الفنان الاسكوتلندي الشهير ديفيد روبرتس الذي يعتبر من أشهر الفنانين الذين زاروا مصر خلال الأربعينات من القرن التاسع عشر، وعددا من بلدان الشرق الأدنى، ونتج عن تلك الزيارات مجموعة شهيرة من لوحاته التوثيقية، عدد غير قليل منها يوجد بمكتبة المستشرق، وتتراوح قيمتها من 30 ألفا إلى 200 ألف جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 17.6 جنيه مصري) إضافة إلى الصور طبق الأصل.
بالمكتبة أيضا طبعات قديمة من موسوعة «وصف مصر»، التي أصدرها علماء جاءوا إلى مصر بصحبة الحملة الفرنسة عام 1798، وأجزاء من موسوعة ضمت جميع رسومات مايكل أنغلو بالفاتيكان، يصل سعرها إلى 150 ألف جنيه.
إلى ذلك، تضم مكتبة المستشرق بين ثناياها كتاب «مساجد وجوامع مصر»، وطبعة نادرة من كتاب «تقويم النيل»، إصدار عام 1936، لأمين سامي باشا، الذي يضم ملاحظات تاريخية عن ولاة مصر، ونهر النيل، خلال الفترة من عام 1848 إلى 1863، ويصل سعره إلى 6 آلاف جنيه.
هناك أيضا كتاب «العمارة والفن في العالم الإسلامي»، بما يمتازان به من مجموعة من الرسومات الزخرفية على أشهر المساجد في العالم الإسلامي، قبل اختراع التصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى كتب «البولاقيات»، وهي مجموعة الكتب الصادرة عن مطبعة بولاق، أول مطبعة مصرية أنشئت خلال عهد محمد علي باشا حاكم مصر عام 1820.



رقصة التانغو تخفف تأثيرات علاج سرطان الثدي

رقصة التانغو ساعدت مريضات سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي (جامعة ولاية أوهايو)
رقصة التانغو ساعدت مريضات سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي (جامعة ولاية أوهايو)
TT
20

رقصة التانغو تخفف تأثيرات علاج سرطان الثدي

رقصة التانغو ساعدت مريضات سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي (جامعة ولاية أوهايو)
رقصة التانغو ساعدت مريضات سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي (جامعة ولاية أوهايو)

وجدت دراسة أميركية أن رقصة التانغو الأرجنتيني قد تساعد الناجيات من سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيميائي.

وأوضح الباحثون من مركز السرطان الشامل بجامعة ولاية أوهايو الأميركية أن الدراسة تفتح الباب أمام دمج الفنون الحركية في العلاج التأهيلي بوصفها أداة علمية فعالة، وليس فقط أنشطةً ترفيهيةً، ونُشرت النتائج، الخميس بدورية «People».

والاعتلال العصبي هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي، ويؤثر على الأعصاب في اليدين والقدمين؛ مما يسبب التنميل والحرقة وفقدان الإحساس، ويجعل الأنشطة اليومية أكثر صعوبة ويزيد من خطر السقوط. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 80 في المائة من الناجيات من السرطان اللواتي خضعن للعلاج الكيميائي يعانين من هذه المشكلة.

ركزت الدراسة على استخدام رقصة التانغو وسيلةً علاجيةً لتحفيز الدماغ على «إعادة التعلم» واستعادة الوظائف الحركية والحسية. واستُخدمت تقنيات علمية متطورة لمراقبة نشاط الدماغ قبل وبعد البرنامج العلاجي الذي استمر لمدة 8 أسابيع.

وأظهرت بيانات تجريبية أولية أن جلسات قصيرة من رقصة التانغو قد تكون أكثر فاعلية من التمارين المنزلية التقليدية في تحسين القدرة على تنفيذ «المهام المزدوجة»، أي الحركة والتفكير في الوقت نفسه، وهي مهارة ضرورية في الأنشطة اليومية مثل المشي والتواصل الاجتماعي.

وقارنت الدراسة تأثير جلسات صغيرة من رقصة التانغو بجلسات أكبر من التمارين المنزلية التقليدية، ووجدت أن التانغو حقق تحسناً أكبر في الوظائف المزدوجة؛ مما يشير إلى أن التحفيز المعرفي المصاحب للرقص والموسيقى له دور مهم في إعادة التأهيل.

وأظهرت قياسات النشاط الدماغي عبر أجهزة الاستشعار الموضوعة على رأس المرضى قبل وبعد البرنامج العلاجي علامات على إعادة تشكيل المسارات العصبية المرتبطة بالإحساس والحركة، وهي ما تُعرف بـ«المرونة العصبية».

ووفق الفريق، فإن من أكبر تحديات برامج العلاج الفيزيائي هو التزام المرضى بها لفترات طويلة، لذا سعى الباحثون لجعل البرنامج اجتماعياً وممتعاً لزيادة نسب الالتزام والمشاركة، وتبين أن الجانب الترفيهي والموسيقي في التانغو كان عاملاً مهماً في تحفيز الناجين على الاستمرار بالعلاج.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة ولاية أوهايو، الدكتورة ليز وورثن تشودري: «هذا النوع من العلاج لا ينقذ الأرواح فقط؛ بل يساعد الناجين على استعادة حياتهم والتفاعل مع العالم من حولهم بثقة أكبر. إنه يوفر لهم وسيلة ممتعة وفعالة لتحسين التوازن والقدرة على الحركة وتقليل الخوف من السقوط، مما يعزز جودة حياتهم بشكل عام».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «20 دقيقة فقط من رقص التانغو عدة مرات في الأسبوع قد تكون كافية لإعادة توصيل المسارات العصبية التي أُضعفت بسبب العلاج.

ونتوقع أن يكون لهذا الأسلوب فوائد أيضاً لحالات صحية أخرى مثل السكري، والخرف، وأمراض الأعصاب التنكسية، وحتى الشيخوخة».