غريفيث يتحدث عن بداية وشيكة لإعادة الانتشار في الحديدة

أبلغ مجلس الأمن بوجود فرصة للانتقال من منطق الحرب إلى السلام

مارتن غريفيث يتحدث عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الشرق الأوسط)
مارتن غريفيث يتحدث عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الشرق الأوسط)
TT

غريفيث يتحدث عن بداية وشيكة لإعادة الانتشار في الحديدة

مارتن غريفيث يتحدث عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الشرق الأوسط)
مارتن غريفيث يتحدث عبر الفيديو مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك (الشرق الأوسط)

توقع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بداية وشيكة لعملية إعادة انتشار القوات في الحديدة انطلاقاً من ميناءي الصليف وراس عيسى، ومن ثم ميناء المدينة وبعض الأجزاء الحيوية فيها، من أجل السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين المحتاجين، آملاً أن تكون هذه الخطوة مفتاحاً للعملية السياسية المرجوة في البلاد.
وكان غريفيث يقدم إفادة لأعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة الأردنية عمان بشأن جهوده الدبلوماسية في اليمن، فقال: «أحرزنا تقدماً كبيراً في تنفيذ الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في استوكهولم»، مضيفاً أنه بقيادة رئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات في الحديدة الليفتنانت جنرال مايكل لوليسغارد «وافق الطرفان على إعادة الانتشار من موانئ الصليف ورأس عيسى في خطوة أولى» على أن تليها خطوة ثانية «تشمل إعادة الانتشار من ميناء الحديدة والأجزاء الحيوية المرتبطة بالمنشآت الإنسانية في المدينة». وأكد أن «هذا سيسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى مطاحن البحر الأحمر». وتوقع أن تبدأ عملية إعادة الانتشار للخطوة الأولى «ربما اليوم أو غداً»، قائلاً: «الآن لدينا فرصة للانتقال من الوعد المحرز في السويد إلى الأمل بالنسبة إلى اليمن». ورأى أنه «رغم عدم الوفاء بالمواعيد النهائية، أظهر الطرفان دائماً التزامهما تنفيذ اتفاق» استوكهولم الذي جرى التوصل إليه في ديسمبر (كانون الأول) 2018، مما أدى إلى «الزخم» الراهن. واستنتج أنه «لدينا الآن فرصة للانتقال من منطق الحرب إلى منطق السلام».
وتكلم غريفيث عن «جهود الطرفين لمتابعة اتفاق تبادل السجناء، بما في ذلك إطلاق جميع المعتقلين والموقوفين والمفقودين والمحتجزين تعسفاً والأشخاص الذين اختفوا قسراً، وأولئك الذين يخضعون للإقامة الجبرية»، مشيراً إلى اجتماعات لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، التي تضم ممثلين عن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي والتي يتشارك رئاستها مكتب غريفيث واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وطالب بإحراز «بعض التقدم الملموس الآن». وإذ أشار إلى أن «الحديدة كانت مركز ثقل الحرب»، شدد على أن «اهتمامنا الأساسي، مركز الجاذبية الحقيقي لهذه الحرب، يجب أن يتجه نحو حل سياسي. نحن بحاجة إلى البدء في الحديث عن المستقبل».
أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، فأشار إلى ما أورد التقرير الخاص في شأن «الحاجات الإنسانية لليمن 2019»، موضحاً أن «نحو 80% من السكان -24 مليون شخص- يحتاجون إلى المساعدة والحماية الإنسانية». وقال: «يحتاج نحو 20 مليون شخص إلى المساعدة في تأمين الغذاء، بما في ذلك قرابة 10 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة»، مضيفاً أن «زهاء 240 ألفاً من هؤلاء يواجهون الآن مستويات كارثية من الجوع»، علماً بأن «نحو 20 مليون شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية الملائمة، ونحو 18 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفي من المياه النقية». ولفت إلى أن «أكثر من ثلاثة ملايين شخص –منهم مليونا طفل- يعانون سوء التغذية الحاد». وأكد أنه «لا يزال نحو 3.3 مليون نازحين عن ديارهم، بمن في ذلك 685 ألفاً فرّوا من القتال على طول الساحل الغربي منذ يونيو (حزيران) 2018». وأفاد بأن «الوكالات الإنسانية تهدف إلى مساعدة ما يصل إلى 19 مليون شخص في كل أنحاء البلاد عام 2019، وهذا نصف عدد السكان، بمن في ذلك 12 مليون شخص سيحصلون على مساعدات غذائية طارئة كل شهر». وأمل أن يكون عام 2019 يمكن للقول إن «اليمن لم يعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وعبّرت المندوبة البريطانية كارين بيرس، عن اعتقادها أن «الخطوات الحذرة والتدريجية إلى الأمام يمكن أن تكون هي الطريق». وقالت: «نحن ندرك أن الزخم الذي تحقق حتى الآن لا يزال هشاً. ولكن مع ذلك، إذا أردنا أن نحاول إحلال السلام ومساعدة الشعب اليمني الذي عانى لفترة طويلة، فإننا بحاجة إلى الاستمرار بغض النظر عن الصعوبات». وحض المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر، على «ضرورة اليوم أن يظل أصحاب المصلحة ملتزمين تنفيذ اتفاق استوكهولم»، مضيفاً أن «التقدم الطفيف يجب ألا ينسينا الوضع الإنساني الذي لا يزال مقلقاً للغاية». وأكد أن «التوصل إلى حل سياسي يظل هو الهدف الذي يتعين تحقيقه».
وقال المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي، إن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي تجدد التزامها الكامل تنفيذ اتفاق استوكهولم، مشدداً على «ضرورة أن تتزامن عملية إعادة الانتشار مع تسليم المدينة والموانئ لقوات الأمن المحلية والسلطة المحلية وحسب القانون اليمني ودستور الجمهورية اليمنية ونص وروح اتفاق استوكهولم». وأعلن «استعداد الحكومة لتسهيل الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر وفتح الطرقات للأعمال الإنسانية، حرصاً منها على تخفيف معاناة أبناء شعبنا اليمني». وأشار إلى استمرار ميليشيا الحوثي في خرق وقف النار وارتكاب المزيد من الخروقات والانتهاكات في تعمّد صارخ لإفشال هذا الاتفاق وجهود السلام التي من شأنها تعزيز فرص بناء الثقة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.