ارتفاع مستوى التمثيل الأوروبي والعربي في القمة الأولى بين الجانبين

مساعد وزير الخارجية المصري لـ«الشرق الأوسط»:

مساعد وزير الخارجية المصري السفير عمرو رمضان (الشرق الأوسط)
مساعد وزير الخارجية المصري السفير عمرو رمضان (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع مستوى التمثيل الأوروبي والعربي في القمة الأولى بين الجانبين

مساعد وزير الخارجية المصري السفير عمرو رمضان (الشرق الأوسط)
مساعد وزير الخارجية المصري السفير عمرو رمضان (الشرق الأوسط)

عد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية، عمرو رمضان، أن القمة العربية - الأوروبية التي تنطلق أعمالها الأحد المقبل «بداية حقيقية لمرحلة جديدة من العمل الجماعي الذي يحقق المصالح المشتركة للجانبين». وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أفاد رمضان بأن مصر «تلقت تأكيدات مطمئنة في ما يخص مستوى المشاركة والتمثيل بفعاليات القمة، وأن الحضور على مستوى رفيع من ملوك ورؤساء من الجانب العربي والأوروبي».
ورأى رمضان أن القمة التي تستضيفها مدينة «شرم الشيخ» السياحية على مدار يومين تأتي «وسط علاقات متميزة بين الدول الأوروبية ومصر، وثقة في دور القاهرة، وتعاملها ورؤيتها لأهمية حل الصراعات القائمة، دون الانحياز بالقمة إلى تيارات أو تحالفات، والاستناد إلى عمل جاد حقيقي يخدم مصالح الشعوب»، ونوه بأن «الرئيس عبد الفتاح السيسي دائم التأكيد على أن الارتباط وثيق بين أوروبا وأفريقيا والدول العربية، وبالتالي فإن المصالح المشتركة، والتعامل مع التحديات بشكل رصين معتدل، يحقق كثيراً من المكاسب لكل الأطراف، وفي مقدمتها دعم الاستقرار، وتحقيق الأمن والسلام».
ورداً على سؤال بشأن الخلافات التي حالت دون إصدار بيان مشترك خلال الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة في بروكسل، مطلع الشهر الحالي، لاعتماده خلال انعقاد القمة، أوضح مساعد وزير الخارجية المصري أن «ما حدث في بروكسل هو نتيجة عدم توافق أوروبي - أوروبي، وليس خلافاً عربياً - أوروبياً. وبمعنى آخر، فإن الدول العربية لم تكن طرفاً في ذلك، وتم التفاهم الأوروبي على إصدار بيان مختصر بشكل عام».
وبشأن طبيعة الخلافات الأوروبية المتعلقة بالقمة، اكتفى بالقول: «هو مجرد تباين في وجهات النظر بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن بعض الفقرات التي يتم طرحها على الجانب العربي، في ما يتعلق - على سبيل المثال - بالهجرة لأنه موضوع تباين في ما بين الأوروبيين».
وفي ما يتعلق بالأجندة العربية - الأوروبية المطروحة على القمة، قال إن «مسيرة الاجتماعات الوزارية قائمة بين الطرفين، وهي تعقد كل عامين. وقد جاءت فكرة انعقاد قمة ليكون هناك لأول مرة تجمع على مستوى قادة الدول العربية والأوروبية، والأجندة سوف تبحث في كل القضايا في المجالات المختلفة، السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وكذلك عدد من الموضوعات ذات الطابع الدولي، مثل الهجرة».
وأشار رمضان إلى أن القمة الأولى من نوعها كان مخططاً لها أن تعتمد البيان الصادر عن اجتماع بروكسل، لكن هذا لم يحدث، وبالتالي فإن «الهدف من البيان ليس مجرد توقيع على بيان أو إصداره، وإنما عمل متواصل بين الجانبين، وبداية مرحلة جديدة».
وبشأن الملف الفلسطيني، أكد أن «الموقف الأوروبي واضح في هذا الموضوع، وهو مؤيد للحل العربي، وحل الدولتين، والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وعلى حدود 1967، وكذلك فالموقف العربي ثابت في الصدد نفسه».
كما أشار رمضان إلى أن الملف الليبي محل لوجهات نظر متباينة، حتى بين فرنسا وإيطاليا، وكذلك في الملف السوري لا يوجد موقف موحد بشأنه، وأضاف: «من هنا، ستكون الحاجة لتبادل وجهات النظر حتى يمكن التوصل إلى نتائج تخدم السلام والاستقرار في أثناء وبعد انعقاد القمة».
وملف مكافحة الإرهاب سيكون له حضور أيضاً على جدول أعمال القمة العربية - الأوروبية، بحسب مساعد وزير الخارجية المصري الذي أوضح أن «المناقشات ستكون فرصة لتوفيق أرضية للعمل المشترك، وكذلك فإن القمة ستُصدر (إعلان شرم الشيخ) الذي سيعكس ما يتم الاتفاق عليه ويحقق الهدف من هذا التجمع العربي الأوروبي المهم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».