«إيجابية سورية» في التعامل مع ملف النازحين إلى لبنان

الغريب يطلع عون والحريري على نتائج زيارته لدمشق

TT

«إيجابية سورية» في التعامل مع ملف النازحين إلى لبنان

بعد اللغط الذي أثارته زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى سوريا وتأكيد مصادر رئيس الحكومة سعد الحريري أنه لم يكن على علم بها على خلاف ما أعلنه الغريب، التقى الأخير أمس رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري لإطلاعهما على نتائج لقاءاته في دمشق.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن غريب أطلع الرئيس عون «على نتائج الزيارة التي قام بها لدمشق (أول من) أمس والمواضيع التي بحثها مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم».
وقال الغريب بعد اللقاء إنه زار رئيس الجمهورية «لوضعه في أجواء زيارتنا لسوريا. وكانت هناك مقاربة إيجابية للموضوع من جوانبه كافة. وفي المناسبة، أقول إننا بدأنا نسمع أصواتا، ونأمل لو لمرة واحدة أن نجمع كلبنانيين على ملف وطني وحساس ودقيق بهذا الحجم، إذ إن الأمور لم تعد تحتمل. وإننا ندعو مجدداً، كما دعونا في السابق، إلى إخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية لما يشكله من ضغوط اقتصادية ومالية وأمنية على الوطن برمته».
ورداً على سؤال حول نتائج الزيارة إلى دمشق، قال الغريب: «لمسنا إيجابية مهمة جداً وإمكانية لتقديم تسهيلات كبيرة بمقاربتهم (أي المسؤولين السوريين) لهذا الموضوع». وهذا الأمر أكّدت عليه أيضاً مصادر وزارية مطلعة على اللقاء قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنه «بحسب المعلومات التي نقلها الغريب يبدو أن هناك رغبة لدى الجانب السوري للتعاون بملف النازحين، على أن تبحث آلية (عودتهم) لاحقاً». وعن المعلومات التي أشارت إلى استياء الحريري من الزيارة، ذكّرت المصادر «بأن الغريب ليس أول من يذهب إلى سوريا بل سبق لوزراء آخرين أن قاموا بالخطوة نفسها».
وأكدت مصادر الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن الغريب لم يطلعه على الزيارة قبل قيامه بها وذلك خلافاً لما سبق أن أعلنه، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة «استدعاه على خلفية هذا الأمر». لكن الغريب رفض الإجابة عن السؤال حول اللغط الذي نتج عن زيارته، واكتفى بالقول: «ما هو بيننا وبين الرئيس الحريري يبقى بيننا وبين الرئيس الحريري».
وقال: «طلبت بعد عودتي موعداً من فخامة الرئيس لوضعه في أجواء الزيارة، وكذلك من دولة الرئيس الحريري. وقد قمت بهذا اللقاء اليوم، ووضعته في أجواء الزيارة التي حصلت». وأضاف: «دعونا، وسنظل ندعو، إلى إخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية، وأقلها أن ملفاً بهذه الحساسية يستحق منا جميعاً كلبنانيين، أن تكون لدينا مقاربة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان أولاً»، مؤكداً في الوقت عينه أن الجانب السوري كان إيجابياً وقد أبدى رغبة بتقديم تسهيلات و«آمل أن تترجم بوضع ورقة في وقت قريب».
وعن مخالفة قرار عدم زيارة أي وزير لبناني إلى سوريا، أجاب الغريب: «دولة الرئيس عوّدنا دائماً أن يأخذ مصلحة لبنان أولاً، وهو يقارب كل المواضيع، من ملف النازحين وغيره، بكثير من الإيجابية، آخذاً بعين الاعتبار مصلحة لبنان أولاً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».