برلمان إقليم كردستان ينتخب هيئته الرئاسية

نائبة عن «الديمقراطي» لرئاسته مؤقتاً إلى حين تقديم «الاتحاد الوطني» مرشحه

جانب من جلسة برلمان إقليم كردستان في أربيل أمس (رويترز)
جانب من جلسة برلمان إقليم كردستان في أربيل أمس (رويترز)
TT

برلمان إقليم كردستان ينتخب هيئته الرئاسية

جانب من جلسة برلمان إقليم كردستان في أربيل أمس (رويترز)
جانب من جلسة برلمان إقليم كردستان في أربيل أمس (رويترز)

بعد 5 أشهر من السجالات والمناكفات والمفاوضات والاتفاقات، استكمل برلمان إقليم كردستان العراق، أمس، وبعد تأجيل لـ3 ساعات، جلسته المعلقة منذ 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، برئاسة أكبر الأعضاء سناً، بغية انتخاب أعضاء الهيئة الرئاسية للبرلمان، وسط أجواء سياسية متشنجة متوترة للغاية بين الحزبين الرئيسيين: الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني.
وفي عملية انتخابية غريبة فريدة من نوعها، تم خلال الجلسة التي قاطعتها كتلة الاتحاد (21 مقعداً)، انتخاب فالا فريد (43 عاماً) رئيسة مؤقتة للبرلمان، بواقع 68 صوتاً، كمرشحة عن كتلة الديمقراطي (45 مقعداً)، وانتخاب كل هيمن الهورامي، مرشحاً عن الديمقراطي، كنائب أول، بواقع 62 صوتاً، ومنى نبي القهوجي، مرشحة عن الكتلة التركمانية (5 مقاعد)، كنائب ثاني لرئيس البرلمان، بواقع 60 صوتاً، بعد اتفاق الأحزاب التركمانية فيما بينها على تقاسم ذلك المنصب لمدة عامين لكل من مرشحي المكون التركماني، على أن تبقى الرئيسة الحالية في موقعها بصفة مؤقتة ريثما يعلن الاتحاد الوطني موقفه النهائي من مجمل تفاهماته واتفاقاته مع غريمه الديمقراطي.
وقال هيمن الهورامي، خلال الجلسة، إن الرئيسة المؤقتة للبرلمان ستنسحب من موقعها فور عودة كتلة الاتحاد الوطني، لأن المنصب هو من استحقاقات الاتحاد، فيما امتنعت كتلتا الجماعة الإسلامية (7 مقاعد) والاتحاد الإسلامي (5 مقاعد)، وكتلة «آزادي» (مقعد واحد)، عن التصويت في عملية انتخاب الهيئة الرئاسية، اعتراضاً منها على الآلية التي تمت بها عملية الانتخاب، بحسب ما أعلنه رؤساء الكتل الثلاث، في تصريحات لهم قبل انعقاد الجلسة.
ومن جانبها، عقدت قيادة حزب الاتحاد الوطني اجتماعات منفصلة في أربيل والسليمانية، تزامناً مع انعقاد جلسة البرلمان، وأعلنت في ختامها تمسكها بمواقفها المتصلبة الداعية إلى ضرورة التزام الحزب الديمقراطي بمضامين الاتفاق الثنائي المبرم في الخامس من الشهر الحالي، الذي ينص على حل جميع المشكلات المتعلقة بتقاسم السلطة في الإقليم، والحقائب الوزارية المخصصة للمكون الكردي في الحكومة الاتحادية، وتطبيع الأوضاع في محافظة كركوك، وانتخاب محافظ جديد لها يكون من أعضاء الاتحاد الوطني. وقال لطيف الشيخ عمر، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، في مؤتمر صحافي مقتضب عقده في السليمانية في ختام الاجتماع القيادي، إن حزبه ملتزم تماماً بنصوص الاتفاق المذكور، ويدعو الديمقراطي إلى الالتزام به أيضاً. وأضاف أن ذلك هو السبيل الوحيد لحلحلة جميع المشكلات الراهنة، وضمان تشكيل حكومة رشيدة فاعلة في الإقليم، مشدداً على أن توحيد الصفوف بين الحزبين ينبغي ألا يقتصر على الإقليم وحسب، بل في بغداد والمناطق المسماة دستورياً بالمتنازع عليها.
وتزامناً مع جلسة البرلمان، أبرمت حركة التغيير التي تشغل 12 مقعداً في البرلمان اتفاقاً سياسياً مع غريمه الحزب الديمقراطي في منتجع صلاح الدين، شمال أربيل، يقضي بالعمل المشترك كفريق واحد ضمن حكومة الإقليم للسنوات الأربع المقبلة، وتحصل الحركة بموجب الاتفاق المؤلف من 30 بنداً على 3 وزارات خدمية في الحكومة، هي: المالية والبلديات والإعمار، مع منصب نائب رئيس الإقليم.
وقال كل من جلال جوهر، القيادي في التغيير، وروز نوري شاويس، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي، بعد توقيعهما على الاتفاق الثنائي، إن حزبيهما يأملان في أن يضمن الاتفاق الجديد حالة من الوفاق والاستقرار السياسي بينهما خلال السنوات الأربع المقبلة، ويسهم في حلحلة المشكلات القائمة بينهما، ويطوي صفحة الماضي المؤلم.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.