بوتفليقة يستبق حملة «الرئاسيات» بالترويج لـ«إنجازات» حكمه

أويحيى يعرض الاثنين حصيلة نشاط الحكومة على البرلمان

صحف جزائرية هيمنت عليها أخبار ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة في 11 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
صحف جزائرية هيمنت عليها أخبار ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة في 11 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
TT

بوتفليقة يستبق حملة «الرئاسيات» بالترويج لـ«إنجازات» حكمه

صحف جزائرية هيمنت عليها أخبار ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة في 11 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
صحف جزائرية هيمنت عليها أخبار ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة في 11 فبراير الحالي (أ.ف.ب)

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، المترشح لولاية خامسة، إن «جميع الحريات التي تنعم بها الشعوب المتقدمة، أصبحت حقيقة ملموسة في الجزائر»، وتحدث عن «تعددية سياسية وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان، والمناصفة بين الرجال والنساء». في غضون ذلك، أعلنت الحكومة أن رئيس الوزراء أحمد أويحيى سيعرض على البرلمان الاثنين المقبل، حصيلة عن نشاط الحكومة خلال عام 2018.
وقرأ وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس، رسالة لبوتفليقة، في تجمع بتيارت (غرب) بمناسبة «يوم الشهيد» (18 فبراير/ شباط)، الذي يرمز إلى إحدى المحطات المهمة في مسار ثورة الاستقلال (1954 - 1962)، تناول فيها ما يشبه حصيلة 20 سنة من الحكم، في مجالات كثيرة، خصوصاً الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وذكر بهذا الخصوص: «صحيح أننا ننعم اليوم بتقدم معتبر بجميع أنواعه، وهذا كله كان ثمرة جهود ومثابرة في الجهاد الأكبر، جهاد البناء والتشييد منذ الاستقلال. إننا ننعم اليوم بأمن مصون، بفضل تضحيات أبناء الجيش الذي أتوجه باسمكم إليه وإلى كل أسلاك الأمنية ضباطاً وصف ضباط وجنوداً، بتحية تقدير وإكبار على احترافيتهم وتضحياتهم، وكذلك تجندهم الذي دحروا به بقايا الإرهاب وضمنوا به سلم واستقرار أرض الجزائر الطاهرة».
يشار إلى أن إشادة بوتفيلقة بالجيش تأتي في سياق موجة انتقادات لرئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي اتهمته زعيمة «حزب العمال»، لويزة حنون، بـ«الانحياز للرئيس المترشح»، وذلك بسبب تصريحات له الأسبوع الماضي، تحدث فيها عن «إنجازات 20 سنة لا ينكرها إلا جاحد». وطلبت أحزاب معارضة من صالح، وهو أيضاً نائب وزير الدفاع، «التقيّد بالدستور» الذي يحصر دور الجيش في حماية حدود البلاد، ويمنعه من «التخندق» في الانتخابات، والخوض في السياسة.
وحسب بوتفليقة، فإن «أمن الجزائر لا يتطلب القوة المسلحة فحسب، بل يتطلب كذلك الوعي والوحدة والعمل والتوافق الوطني». و«التوافق»، فكرة أطلقها بوتفليقة الأسبوع الماضي، في «رسالة ترشحه»، في سياق إعلانه عن تنظيم «ندوة وطنية» أواخر العام: «في حال انتخبتموني رئيساً». والمقترح، حسب الرئيس، موجه للمعارضة و«الموالاة»، وسيبحث مشكلات البلاد بهدف «التوصل إلى حلول توافقية». وتعاملت المعارضة ببرودة مع هذا العرض، واعتبرته «محاولة لجرّها إلى تزكية سياسات الحكومة».
وعاد بوتفليقة إلى سنوات الاقتتال مع الإرهاب (تسعينيات القرن الماضي)، مذكّراً بـ«الأمن والاستقرار اللذين عادا إلى الجزائر». وغالباً ما ينسب الرئيس ذلك إلى نفسه، وإلى سياسات نفذها منها «الوئام المدني» (1999) و«المصالحة الوطنية» (2006). وذكر بهذا الخصوص: «صحيح لقد عرفت الجزائر المستقلة هزة عنيفة، أثناء المأساة الوطنية، غير أنها تمسكت بتعاليم ديننا الحنيف وبسنة شهدائنا الأمجاد الذين آثروا الوطن على أنفسهم. واستطاعت بفضل شجاعة وصمود الشعب الجـزائري الأبي، الذي ما انفك ينجب أجيالاً بعد أجيال من الوطنيين البواسل، أن تتجاوز مأساتها الوطنية بالوئام الـمدني ثم بالمصالحة الوطنية، اللتين أنعم بها علينا مولانا جل في علاه».
من جهة أخرى، أعلنت رئاسة الوزراء بموقعها الإلكتروني، أن رئيس الوزراء أحمد أويحيى، سيعرض «بيان السياسة العامة» على البرلمان الاثنين المقبل. وهي ممارسة ينص عليها الدستور، إذ يقدم رئيس الوزراء حصيلة ما أنجزته الحكومة في عام. ويعقب العرض، فتح المجال للنواب لطرح أسئلتهم، وقالت الحكومة إن أويحيى سيرد عليها الخميس المقبل.
وذكرت رئاسة الوزراء أن «بيان السياسة العامة للحكومة يتوزع على ستة فصول تتعلق بحصيلة الحكومة في مختلف القطاعات وخلاصة تتطرق إلى فضائل الاستمرارية». و«الاستمرارية» مرتبطة بـ«رئاسية» 18 أبريل (نيسان) المقبل، ويقصد بها استمرار بوتفليقة في الحكم. ويتضمن «بيان السياسة العامة» فصولاً عدة، كلها تصبّ في أن حكومة الرئيس بوتفليقة «حققت إنجازات كبيرة في كل المجالات، وهي بحاجة إلى وقت إضافي لاستكمالها».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.