الرئيس الأميركي لتخيير الجيش الفنزويلي بين إرساء الديمقراطية أو «فقدان كل شيء»

كراكاس طردت وفداً أوروبياً وسط تصاعد المواجهة حول المساعدات

خوان غوايدو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كراكاس أمس (أ.ب)
خوان غوايدو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كراكاس أمس (أ.ب)
TT

الرئيس الأميركي لتخيير الجيش الفنزويلي بين إرساء الديمقراطية أو «فقدان كل شيء»

خوان غوايدو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كراكاس أمس (أ.ب)
خوان غوايدو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كراكاس أمس (أ.ب)

توجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد ظهر أمس، إلى ميامي، لمخاطبة أفراد الجالية الفنزويلية في جامعة فلوريدا الدولية. وذكر البيت الأبيض قبل خطاب الرئيس في مدينة ميامي التي تضمّ أكبر تجمع للفنزويليين في الولايات المتحدة، أن ترمب سيركّز على الأزمة المستمرة في فنزويلا ودعمه لزعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيساً انتقالياً خوان غوايدو.
ومن المتوقع أن يخيّر ترمب الجيش الفنزويلي بين إرساء الديمقراطية أو «فقدان كل شيء». وقال البيت الأبيض إن الرئيس سيقول إن الطريق الحالي نحو الديمقراطية لا رجعة فيه في فنزويلا، وإن «المسؤولين العسكريين الفنزويليين لديهم خيار واضح هو العمل نحو الديمقراطية من أجل مستقبلهم ومستقبل أسرهم، وإلا سيفقدون كل شيء لديهم».
وسيواصل ترمب: «تعرف الولايات المتحدة أين يملك المسؤولون العسكريون وعائلاتهم أموالاً مخبأة في جميع أنحاء العالم»، وفق البيت الأبيض، وأنه ينبغي «على القوات العسكرية والأمنية أن تستمع إلى الرئيس غوايدو وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا». وسيذكر ترمب كذلك أن «فنزويلا يجب ألا تكون دولة عميلة لكوبا، وأن الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في فنزويلا سيساعد في تعزيز الديمقراطية في نيكاراغوا وكوبا».
في غضون ذلك، حذر الاتحاد الأوروبي، أمس، من عواقب حصول تصعيد عسكري في فنزويلا، مؤكداً أنه سيواصل مشاركته في المبادرات الدولية في محاولة لتسوية الأزمة في هذا البلد بشكل سلمي.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، خلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في بروكسل: «لقد استبعدنا بشكل قاطع أي دعم للاتحاد الأوروبي لتصعيد عسكري في فنزويلا، أو أي قبول بذلك». وأعرب وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل، عن قلقه حيال معلومات تتحدث عن «انتشار جنود أميركيين على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا». وصرح لدى وصوله إلى الاجتماع: «يجب تأكيد هذه المعلومات (...)، ولكن علينا تجنب تصعيد عسكري في فنزويلا بكل السبل».
وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي وأوروغواي اللذين يشاركان في ترؤس مجموعة الاتصال الدولية، سيرسلان بعثة تقنية «هذا الأسبوع» إلى كراكاس بهدف «تقييم الدعم الواجب تقديمه لفتح الطريق أمام انتقال ديمقراطي وسلمي» خصوصاً إجراء «انتخابات رئاسية حرة».
وأضافت: «يأسف الاتحاد الأوروبي لقرار سلطات فنزويلا، الأحد، طرد خمسة نواب أوروبيين محافظين»، لكنها لفتت إلى أن «بعثة الاتحاد الأوروبي وأوروغواي ينبغي إلا تصادف صعوبات». وأكدت أن أعضاء الوفد «سيلتقون مختلف الفرقاء»، مضيفة: «نسعى إلى مخرج سلمي لهذه الأزمة».
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: «لن نخرج من الأزمة السياسية في فنزويلا إلا عبر انتخابات رئاسية (...) وهذا المخرج الدبلوماسي بالنسبة إلينا يعود إلى خوان غوايدو (رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض) لأنه يتمتع حالياً بالشرعية لإجراء هذه الانتخابات».
وقال نظيره الألماني هايكو ماس: «ليس وارداً أن يمارس (الرئيس نيكولاس مادورو) لعبة الوقت وينتصر في النهاية. لهذا السبب، من المهم أن نبقي الضغط على النظام»، مشيراً إلى إمكان فرض عقوبات جديدة.
ورفضت موغيريني أي إجراء يطاول سكان فنزويلا واقتصادها، لكنها لم تستبعد إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأفراد في نظام مادورو المحظور عليهم دخول الاتحاد الأوروبي. وقالت: «ستكون عقوبات محددة ومبررة بمسؤولية عن أعمال العنف أو إعاقة الديمقراطية». لكن مصادر دبلوماسية أوردت أن الإجماع ضروري لتبني إجراءات مماثلة، علماً بأن دولاً أعضاء عدة ترفض أي عقوبات جديدة.
من جهته وفي وقت سابق من أول من أمس (الأحد)، أكد غوايدو أنه يسعى إلى حشد مليون متطوع في غضون أسبوع لمواجهة قرار الحكومة منع أطنان المساعدات القادم معظمها من الولايات المتحدة من دخول البلاد، حيث يعاني السكان من نقص في الغذاء ويقولون إنهم يموتون جراء نقص الأدوية.
وحدد غوايدو السبت المقبل، أي بعد مرور شهر على إعلان نفسه رئيساً بالوكالة، موعداً لمواجهة مادورو بشأن المساعدات. وتكدست المواد الغذائية واللوازم الصحية والمكملات الغذائية قرب الحدود الفنزويلية في مدينة كوكوتا الكولومبية. ويتوقع أن يتم فتح مخازن إضافية هذا الأسبوع في البرازيل وكوراساو الجزيرة التابعة لهولندا وتقع في البحر الكاريبي قبالة ساحل فنزويلا الشمالي.
وقال غوايدو في رسالة لـ600 ألف من أنصاره الذين انضموا حتى الآن إلى التحرك الهادف لإدخال المساعدات، إن «مهمتنا الأساسية تتمثل في الوصول إلى مليون متطوع بحلول 23 فبراير (شباط)»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد أن المتطوعين سيتجمعون في نقاط محددة أو سيشاركون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وستحمل حافلاتٌ المتطوعين إلى النقاط الحدودية حيث سيستلمون الشحنات وينقلونها. ولم يوضح غوايدو كيف ينوي تجاوز الحواجز الحدودية التي وضعها الجيش الفنزويلي بأوامر من مادورو.
وبدأت مجموعات من المتطوعين الاجتماع في «مخيمات إنسانية» في عدة ولايات فنزويلية للتنظيم والتحضير لوصول المساعدات. ويقدم أطباء وممرضات يعملون أحياناً تحت مظلات أو خيام، العلاج للسكان.
ودفع انهيار الاقتصاد ما يقدر بـ2,3 مليون فنزويلي إلى الهجرة من البلد الغني بالنفط. أما من بقوا، فيعانون من التضخم الهائل الذي جعل من الوصول إلى الطعام والدواء أمراً صعب المنال بالنسبة إلى كثيرين وسط شح أصلاً في هذه الأساسيات.
أما مادورو الذي ينفي وجود أزمة إنسانية في بلاده، فيعتبر أن تحركات المعارضة «استعراض سياسي» وغطاء لـ«اجتياح أميركي». وقال غوايدو لنحو أربعة آلاف من أنصاره ارتدوا قمصاناً بيضاء وأوشحة خضراء وتجمعوا، السبت، للتسجل كمتطوعين إن «فنزويلا تستعد لتسلم كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية».
ومن بين الذين عرضوا مساعدتهم أندريا هرنانديز الطالبة المتخصصة في العلاج الطبيعي ووالدتها ممرضة أطفال. وقالت هرنانديز إن والدتها «بكت (مراراً) من رؤية مرضاها يموتون جراء نقص الدواء».
وأضافت، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، أنه لهذا السبب «المساعدات الإنسانية هي أفضل (ما يمكن تقديمه) لفنزويلا في هذا الوقت».
من جهته، وصل السيناتور الأميركي ماركو روبيو، إلى كوكوتا، الأحد، للاطلاع على عمليات الإغاثة. والتقى المسؤولين في نقطة لجمع المساعدات وزار جسر سيمون بوليفار الدولي الذي يربط فنزويلا بكولومبيا. وقال روبيو: «من يمنع دخول المساعدات الإنسانية سيكون مصيره قضاء بقية حياته فاراً من العدالة الدولية لأن ذلك يعد جريمة دولية». وأوصلت ثلاث طائرات شحن أميركية عشرات الأطنان الإضافية من المساعدات الغذائية إلى كاكوتا، السبت. ويُتوقع كذلك أن تصل طائرة أميركية أخرى إلى كوراساو من ميامي اليوم، بينما تم فتح مركز لتجميع المساعدات البرازيلية أمس (الاثنين)، عند الحدود، وفق ما أفاد فريق غوايدو.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.