المرزوقي ينعت محتجين تونسيين بـ«الأغبياء»

بعد رفع شعارات مناوئة للغنوشي خلال زيارته للمنستير

TT

المرزوقي ينعت محتجين تونسيين بـ«الأغبياء»

انتقد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، بشدة ما تعرض له راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» في مدينة المكنين من ولاية المنستير (وسط شرقي تونس)، حيث احتج عدد من التونسيين على وجوده خلال زيارة للإشراف على اجتماع حزبي يوم الأحد في إطار برنامج تجديد هياكل الحزب، ورفعوا في وجهه شعار «ديغاج» (ارحل). وغادر الغنوشي المكتب المحلي بالمكنين بسرعة بعد رفع شعار «ديغاج» و«يحيا بورقيبة» و«يحيا بن علي» في وجهه، في إشارة إلى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وقال المرزوقي إن ما حصل غير مقبول من الناحيتين السياسية والأخلاقية و«لا يأتيه إلا أغبياء وخبثاء»، على حد تعبيره.
واعتبر المرزوقي أن من شأن هذا التصرف أن يغذي النعرات الجهوية ويقوي من السلوك المتعصب ويقضي على روح الديمقراطية قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تونس نهاية السنة الحالية، على حد تعبيره. وأضاف أن تونس قد تعرف انتصاب عصابات سياسية، لمنع السياسيين من مخاطبة الناخبين، وهذا يمثل «بداية انزلاق نحو مصير مظلم للجميع».
وعلى خلفية نعت سكان من مدينة المكنين بالغباء والخبث، أعلن المحامي التونسي منير بن صالحة، وهو كذلك محامي الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، عن تقديم شكوى إلى القضاء التونسي ضد المنصف المرزوقي لنعته أهالي المكنين بالأغبياء.
وكان المرزوقي بدوره قد منع يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 2017 من دخول إذاعة «الرباط» بمدينة المنستير (وسط شرقي تونس). وأشار المرزوقي حينها إلى أن «حفنة من المرتزقة» وقفوا أمام باب الإذاعة ومنعوه من الدخول.
على صعيد متصل، أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الفساد المالي بالقطب الاقتصادي المالي بالعاصمة التونسية حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات في حق الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتغريمه مبلغاً مالياً قدره خمسة ملايين دينار تونسي (نحو 1.7 مليون دولار) وذلك في قضية تعلقت بتمكين بن علي محمد لسعد الطرابلسي، ابن شقيق زوجته ليلى الطرابلسي، من امتيازات وعقار تابع للدولة بجهة قمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية). كما قضت الجهة القضائية التونسية ذاتها بالسجن غيابياً بـ10 سنوات مع التنفيذ في حق محمد لسعد الطرابلسي وتغريمه بأكثر من 300 مليون دينار تونسي (نحو 100 مليون دولار).
من ناحية أخرى، أعربت عائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية عن استيائها العميق مما اعتبرته «تنصل» رئيس الحكومة يوسف الشاهد من مسؤوليته وعدم الإيفاء بوعده الذي قطعه عن نفسه يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بنشر القائمة الرسمية لشهداء الثورة وجرحاها خلال يناير (كانون الثاني) 2019. واعتبرت تلك العائلات أن عدم نشر القائمة يعد «تصرفاً غير مسؤول» من رئيس الحكومة لا سيما أنهم علقوا اعتصامهم في اليوم التالي من وعده لهم.
وفي السياق ذاته، قال عادل بن غازي، من لجنة الإعلام التي تتابع قضية عائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية، إن العائلات هددت بالدخول فيما سمته «اعتصام الانتصار السلمي» بداية من اليوم الثلاثاء وهي تطالب رئيس الحكومة «بنشر القائمة فوراً أو التخلي عن منصبه» الذي أوصله إليه «الشهداء والجرحى»، على حد تعبيره.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.