تونس: 16 سنة سجناً بحق شقيق «أبو عياض» في قضية «أنصار الشريعة» المحظور

التنظيم الإرهابي خطط لعمليات ضد سفارات غربية ومقرات أمنية

TT

تونس: 16 سنة سجناً بحق شقيق «أبو عياض» في قضية «أنصار الشريعة» المحظور

أصدرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية المختصة في قضايا الإرهاب، أحكاماً بالسجن ضد ما يعرف بـ«الجناح الإعلامي» لتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور في تونس منذ سنة 2013، وقضت بالسجن لمدة 16 سنة ضد حافظ بن حسين شقيق الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» المعروف باسم «أبو عياض».
كما أصدرت حكماً بالسجن ضد فاطمة الزواغي طالبة الطب التي انضمت إلى التنظيم الإرهابي، وكانت مسؤولة عن الجناح الإعلامي على شبكة الإنترنت. وخلال جلسة المحاكمة أصدرت الجهة القضائية نفسها أحكاماً بالسجن تراوحت بين 3 و10 سنوات، فيما نال حسن بن بريك الإرهابي التونسي المقرب من «أبو عياض» حكماً بالسجن لمدة 14 سنة. يذكر أن التهم وجهت إلى 17 عنصراً ينتمون إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، واعترفت فاطمة الزواغي بإعداد التنظيم لمجموعة من المخططات الإرهابية الموجهة ضد بعض السفراء، إذ أقرت بمراقبة عناصر التنظيم لسفير الولايات المتحدة الأميركية الذي كان يتردد على محل حلاقة بمنطقة قرطاج بيرصة (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، وأشارت كذلك إلى مراقبة تحركات سفير تركيا بتونس، تمهيداً لمحاولة اغتيالهما، علاوة على التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد مقرات أمنية وإحدى الثكنات العسكرية. وكانت وزارة الداخلية التونسية أصدرت مؤخّراً تعليمات تنص على ضرورة الرفّع من درجة اليقظة والانتباه وجاهزية جميع الوحدات والتشكيلات الأمنية، خصوصاً على الحدود مع الجزائر وليبيا تحسباً لوقوع هجمات إرهابية، وفق ما أكده مصدر أمني. وأكد المصدر ذاته في تصريح لـ«حقائق أون لاين»، أن وزارة الداخلية وجهت مراسلات إلى جميع المناطق الأمنية للرفع من اليقظة الأمنية حذّرت ضمنها من إمكانية وقوع عمليات إرهابية نوعيّة باستعمال سيارات مفخّخة أو عمليات انتحارية باستعمال قنابل أو أحزمة ناسفة، وعن تحرّك متزامن للخلايا النائمة التي تنتمي للتنظيمين الإرهابيين «جند الخلافة» و«عقبة بن نافع». وأضاف المصدر ذاته أن معلومات استعلاماتية توفرت لدى الجهات الأمنية تخصّ هروب الإرهابي «أبو عياض» من ليبيا، ونيته التسلل إلى تونس للقيام بعمليات إرهابية، ورصد اتصالات له عبر موقع «تلغرام» مع عدد من عناصر الخلايا الإرهابية النائمة في تونس تحدّث فيها عن قرب حلوله بأحد الجبال.
وتتولى الوحدات الأمنية التحري في المعلومات الواردة عليها بشأن الإرهابي سيف الله بن حسين المكنى بـ«أبو عياض»، والمتورط الرئيسي في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي وفي التخطيط لعمليات إرهابية نفّذت في تونس وسقط ضحيتها جنود من المؤسستين الأمنية والعسكرية. وورد ضمن تحذيرات وزارة الداخلية وجود مخطّطات لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مناطق حيوية بالبلاد، وذلك باستعمال سيارات مفخّخة أو قنابل يدوية الصنع أو أحزمة ناسفة، حسب المصدر ذاته. وتوفّرت معلومات استعلاماتية عن تلقي عناصر خلايا نائمة أوامر من قياديين إرهابيين جزائريين «ط.ج» و«ع.ب» موجودين بأحد جبال الكاف، اللذين توليا رصد وأخذ صور حيوية من مختلف الجهات التونسية والتخطيط لاستهدافها. كما تلقت مصالح الاستعلامات التونسية معلومات وتحذيرات عن نيّة جماعة إرهابية نشطة على الحدود، وأغلب عناصرها الإرهابية جزائريون، التسلل إلى تونس عبر جبل الماء الأبيض بعد نداء دعم ومساندة تلقوه من قبل عنصرين إرهابيين تونسيين.
ونظرت الدائرة الجنائية المختصة في النظر بقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، أول من أمس، في ملف قضية تتعلق باتهام طالب في العقد الثاني من العمر، وجهت له تهمتي جمع تبرعات لفائدة تنظيم إرهابي وعدم إشعار السلطة بما بلغ إليه من معلومات، وذلك على خلفية جمعه تبرعات بالمساجد لتمويل الجماعات الإرهابية. وبالمناداة على المتهم تبين أنه لم يتم جلبه من السجن، وحضر محاميه وطلب الإفراج عنه، مشيراً إلى أنه موقوف منذ سنة ونصف السنة، طالباً الإفراج عنه وإبقاءه بحالة على ذمة القضية. وبعد المفاوضة قررت المحكمة تأخير القضية ورفض الإفراج عن المتهم.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.