تقرير أممي يرصد تصاعد العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في 2019

شمل القتل والجرح واقتلاع الأشجار وإتلاف الأرض وهدم المباني

جندي إسرائيلي يحرس مستوطنين في مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يحرس مستوطنين في مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

تقرير أممي يرصد تصاعد العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في 2019

جندي إسرائيلي يحرس مستوطنين في مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يحرس مستوطنين في مدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)

رصد تقرير أممي أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطيني المحتلة، تصاعداً في اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين مع بداية العام الحالي. وقال المكتب في تقرير يحمل عنوان «حماية المدنيين» ويغطي الفترة بين 29 يناير (كانون الثاني) و11 فبراير (شباط) الجاري، إن القوات الإسرائيلية قتلت طفلين فلسطينيين خلال الاحتجاجات التي شهدتها «مسيرة العودة الكبرى» في قطاع غزة، فيما تُوفي فلسطينيان آخران متأثريْن بالجروح التي أُصيبا بها في وقت سابق، فضلاً عن إصابة 530 شخصاً بجروح.
وجاء في التقرير أيضاً أنه وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فقد وقعت الحادثتان على مسافة تتراوح من 60 و250 متراً من السياج، ولم يكن الفتيان يشكّلان أي تهديد للقوات الإسرائيلية، وهو ما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات التي تشهدها غزة منذ مارس (آذار) 2018 إلى 263 قتيلاً، بينهم 49 طفلاً. ورصد التقرير ما لا يقلّ عن 40 مناسبة خارج سياق هذه الاحتجاجات، أطلقت فيها القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في غزة. وأُصيبَ فلسطيني واحد بجروح خلال هذه الحوادث، كما احتجز خمسة فتية فلسطينيين بينما كانوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل، حسبما أفادت التقارير. وفي 3 مناسبات أخرى، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي.
وفي الضفة الغربية، أشار التقرير إلى إطلاق القوات الإسرائيلية النار باتجاه فلسطينيين، أحدهما فتاة، وقتلتهما، كما أصابت فتى بجروح في هجومين مزعومين بالقرب من حواجز إسرائيلية. وبحسب التقرير فمنذ مطلع العام الحالي قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين، أحدهم طفل، في هجمات أو هجمات مزعومة نُفِّذت في الضفة الغربية. وتطرق التقرير أيضاً إلى إصابة 35 فلسطينياً، بينهم 11 طفلاً على الأقل، بجروح خلال احتجاجات واشتباكات في الضفة الغربية، خلال الفترة المذكورة.
وبالنسبة للحواجز الإسرائيلية في الضفة، «أقامت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 68 حاجزاً مفاجئاً»، ونشرت الجنود ونفّذت أعمال التفتيش على «حواجز جزئية» (وهي حواجز لا يتمركز عليها الجنود بشكل دائم)، مما أدى إلى زيادة حالات التأخير وأوقات السفر وتعطيل قدرة الأشخاص على الوصول إلى الخدمات وسُبل عيشهم. ويمثّل هذا العدد زيادة تبلغ 110 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الأسبوعي الذي سُجِّل في عام 2018. أما حول سياسة الهدم، أوضح التقرير أنه تم هدِم 15 مبنى أو صودِر في القدس الشرقية والمنطقة (ج) بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير 39 فلسطينياً، وإلحاق الضرر بسُبل عيش نحو 70 آخرين. «وفي الإجمال، هدمت إسرائيل أو صادرت 48 مبنى في الضفة الغربية منذ مطلع عام 2019».
وذكر التقرير كيف أن إسرائيل هجّرت فلسطينيين لأوقات محدودة من أجل إجراء تدريبات عسكرية، وكيف اقتلعت السلطات الإسرائيلية نحو 500 شجرة، وجرّفت 4 دونمات من الأراضي المزروعة وألحقت الضرر بشبكة للري، بحجة أنها تقع في منطقة مصنّفة باعتبارها «أراضي دولة» في قرية بردلة (طوباس). كما اقتلعت 1250 شجرة يملكها فلسطينيون في قرية صافا (الخليل) بالقرب من مستوطنة بات عاين، وذلك في 22 يناير خلال الفترة التي شملها التقرير السابق. وفيما يخص المستوطنين ركز التقرير على ارتفاع منسوب الاعتداءات، قائلاً إن «الاتجاه التصاعدي الذي سجّله عنف المستوطنين خلال السنوات القليلة الماضية، لا يزال متواصلاً منذ مطلع العام، حيث وصل متوسط الهجمات الأسبوعية التي شنّوها، إلى 7 هجمات تتسبب بإصابات أو أضرار بالممتلكات، بالمقارنة مع ما معدّله خمس هجمات في عام 2018، و3 هجمات في عام 2017».
وفي المقابل، ذكر التقرير كيف «طُعنت فتاة إسرائيلية، تبلغ من العمر 19 عاماً كانت تقيم في مستوطنة «تكواع»، وقُتلت في غابة على مشارف القدس الغربية يوم 7 فبراير. وأيضاً كيف أُصيبَ مستوطنان إسرائيليان بجروح ولحقت الأضرار بثلاث مركبات على الأقل خلال حوادث متفرقة ألقى فيها فلسطينيون الحجارة، وفقاً للتقارير الإعلامية الإسرائيلية، على الطرق القريبة من رام الله والقدس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.