علماء ألمان يستخدمون أجهزة تسجيل لحماية الخفافيش من توربينات الرياح

علماء ألمان يستخدمون أجهزة تسجيل لحماية الخفافيش من توربينات الرياح
TT

علماء ألمان يستخدمون أجهزة تسجيل لحماية الخفافيش من توربينات الرياح

علماء ألمان يستخدمون أجهزة تسجيل لحماية الخفافيش من توربينات الرياح

سواء إن كان الخفاش من فصيل «ليزلر» أو «بارباشتيله» أو «ناتوسيوس بيبيشتريله»، يستطيع الباحثان فرانك أدورف وكارستن براون في العادة التعرف على فصائل الخفافيش المختلفة، بواسطة طول وحدة الموجة الصوتية التي تطلقها لتحديد مسارها أثناء الطيران. وتُعتبر هذه الأصوات التي يتم تسجيلها بواسطة ميكروفونات خاصة مثبتة أعلى توربينات الهواء هي الأساس للتقارير التي يعدانها بشأن أنشطة الخفافيش.
وتستخدم عملية المراقبة الصوتية التي يقوم بها مكتب شؤون البيئة في مدينة بينجن الألمانية لتطوير معادلات خوارزمية صديقة للخفافيش لتشغيل مزارع الرياح.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن طاقة الرياح تُستخدم في الوقت الحالي لتوفير نحو 18 في المائة من إجمالي الكهرباء التي تستهلكها ألمانيا، ويصح القول إنه عندما شرعت البلاد في تنفيذ برنامج ليجعلها في صدارة الدول التي تعتمد على طاقة الرياح، فإنها لم تكن تعرف أن هذه المكانة سوف تأتي على حساب الخفافيش.
وفي حين أن الرياح هي مصدر متجدد للطاقة خالٍ من الانبعاثات، فإن التوربينات تنطوي أيضاً على بعض التأثيرات السلبية على البيئة.
ومن بين هذه التأثيرات أنها تتسبب في قتل أعداد كبيرة من الطيور والخفافيش. وتتمتع الخفافيش بحماية القوانين في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إذ إنها تسدي خدمة جليلة للنظام البيئي عن طريق التغذي على كميات هائلة من الحشرات، ومن بينها أنواع ضارة بالمحاصيل الزراعية.
وتتسبب توريبنات الهواء في قتل الخفافيش بواحدة من طريقتين، أولاهما أن تصطدم تلك الثدييات الطائرة بمراوح التوربينات أثناء دورانها بسرعات عالية، أما الطريقة الثانية التي تقتل أعداداً أكبر بكثير من الخفافيش، فهي انخفاض ضغط الهواء خلف المراوح مما يؤدي إلى تمزُّق رئات الخفافيش.
وليس من الواضح تماماً لماذا تحلّق الخفافيش نحو توربينات الهواء، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن تلك المراوح على سبيل المثال تقع في مسار الطيران الذي تسلكه بعض فصائل الخفافيش، وربما تنجذب الخفافيش إلى الضوء الأحمر الذي ينبعث من التوربينات لتحذير الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، أو ربما تظن من قبيل الخطأ أن هذه التوربينات هي أشجار، وأن صوت الطنين المنبعث عنها هو صوت الحشرات التي تحلق حولها.
ويقوم الخبيران أدورف وبراون بإعداد التقارير الخاصة بالخفافيش بناء على تفويض من الشركات المشغلة لتوربينات الرياح، حيث تعتبر هذه التقارير إلزامية من أجل حصول مزارع الرياح على تصاريح بالعمل.
ويتولى الباحثان تقييم المخاطر بشأن احتمالات قتل الخفافيش في موقع معين، ويحددان توقيتات تشغيل وإغلاق التوربينات لأسباب تتعلق بسلامة تلك الخفافيش.
ولا تعتبر هذه العملية مبعث سعادة بالنسبة للشركات المسؤولة عن تشغيل توربينات الرياح، لأنه كلما قلَّ زمن التشغيل، انخفض الناتج من الطاقة، غير أنه لن يكون من الحكمة أن تستعين تلك الشركات بخبراء متساهلين، على حد قول فيليكس فيشتر المتحدث باسم شركة «يوفي» الألمانية لتوليد الطاقة المتجددة إذ إن «هدف الشركة دائماً هو القيام بعملية تشغيل آمنة من الناحية القانونية». ويقول فيشتر إن الأمن القانوني هو مسألة بالغة الأهمية عندما يتم «تحديث» توربينات الهواء القديمة لزيادة قدرتها على توليد الكهرباء، لأن شركات التشغيل تواجه خطوات مطولة لاستصدار التصاريح، موضحاً أن الحصول على هذه التصاريح اللازمة أصبح أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة.
وتثبت الميكروفونات التي تسجل أصوات الخفافيش في الجزء الخلفي من البرج الذي يحمل الأجزاء الميكانيكية من توريبنة الهواء، وهي علبة التروس ووحدة التوليد.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.