بنس: إيران أكبر راعية للإرهاب في العالم

أكد أن واشنطن ستحتفظ بـ«وجود قوي» في المنطقة وستلاحق فلول «داعش»

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني (رويترز)
TT

بنس: إيران أكبر راعية للإرهاب في العالم

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني (رويترز)

جدد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، اليوم (السبت) تأكيد بلاده أن إيران أكبر راعية للإرهاب في العالم، داعياً الأوروبيين إلى عدم تقويض العقوبات على نظام طهران.
وقال مايك بنس في كلمة بمؤتمر ميونيخ للأمن: «حان الوقت لانسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي مع إيران»، لافتاً إلى أن «بلاده ستبقي على وجود قوي في الشرق الأوسط»، وأنه «لا يمكن ضمان أمن حلفائنا إن هم اعتمدوا على الشرق».
وأردف بنس: «لن نقف متفرجين على شراء حلفائنا في الناتو الأسلحة من خصومنا» في إشارة على ما يبدو لعزم تركيا شراء منظومة «إس 400» الدفاعية من روسيا. كما دعا حلفاء بلاده «لمساهمة أكبر» في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
واعتبر بنس، في معرض حديثه، أن الولايات المتحدة عادت لقيادة العالم مرة أخرى، وأنها قوية في عهد ترمب عسكرياً واقتصادياً.
وأكد نائب الرئيس الأميركي أن زيارة ترمب إلى السعودية كانت تاريخية.
وبعد أن ذكر بالتصدي للإرهابيين في سوريا والعراق، أكد بنس أن بلاده ستعمل مع حلفائها لمطاردة «داعش» أينما كان.
وفيما يتعلق بالأزمة في فنزويلا، قال نائب الرئيس الأميركي إن مادورو تسبب بإفقار فنزويلا وعليه أن يرحل.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت العام الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الست الكبرى، بعد أن اعتبر الرئيس دونالد ترمب أن هذا الاتفاق «رهيب»، ملقياً باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في التوصل لمثل هذه الاتفاقية.
من جهتها، حذّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترمب، يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد.
وبات مقاتلو تنظيم داعش محاصرين في مساحة صغيرة جداً في شرق سوريا ومن المتوقع إعلان القضاء عليهم قريباً.
وبعد هزيمة التنظيم من المتوقع أن تبدأ القوات الأميركية الانسحاب من سوريا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) عن سحب نحو ألفي جندي. لكن واشنطن تسعى لإقناع الحلفاء بالبقاء في سوريا بعد انسحابها، وقد حذرت ميركل من مخاطر أن يترك ذلك فراغاً في المنطقة.
وقالت ميركل رداً على سؤال في مؤتمر ميونيخ للأمن: «هل هي فكرة جيدة للأميركيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».