استقالات تضرب حزباً مصرياً عقب رفض رئيسه مقترح تعديل الدستور

TT

استقالات تضرب حزباً مصرياً عقب رفض رئيسه مقترح تعديل الدستور

استقالات بالجملة شهدها حزب «المحافظين» في مصر، عقب رفض رئيسه النائب البرلماني أكمل قرطام، مقترح التعديلات الدستورية، التي وافق عليها البرلمان المصري أول من أمس، من حيث «المبدأ»، وهي التعديلات التي تتيح للرئيس عبد الفتاح السيسي البقاء في منصبه حتى عام 2034.
وسبق أن قال رئيس مجلس النواب علي عبد العال (الخميس)، إن 485 نائباً أقروا التعديلات، التي اقترحها ائتلاف الأغلبية (دعم مصر)، ويمثل الموافقون أكثر من ثلثي أعضاء مجلس النواب، وهي الأغلبية المطلوبة للموافقة. ولم يذكر عبد العال عدد النواب الرافضين، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أنهم بلغوا 17 نائباً، فضلاً عن امتناع نائب عن التصويت.
يُشار إلى أن رئيس حزب المحافظين قد انسحب من الجلسة العامة للتصويت على التعديلات الدستورية بمجلس النواب (البرلمان) أول من أمس الخميس، عقب مشادة كلامية بينه وبين عدد من النواب... وكان قرطام قد وصف التعديلات بلفظ اعتبره رئيس مجلس النواب «لفظاً خاطئاً». وأعلن صلاح السيد، أمين حزب «المحافظين» بأسيوط بصعيد مصر، أمس، استقالته من أمانة الحزب، وذلك رفضاً لموقف رئيس الحزب الرافض للتعديلات الدستورية، مؤكداً أن أمانة الحزب بأسيوط مؤيدة للتعديلات الدستورية.
ومن المتوقع أن يوافق البرلمان في نهاية الأمر على التعديلات التي ستطرح بعد ذلك للاستفتاء الشعبي، الذي يتوقع أن يجري نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وأُقر الدستور الحالي عام 2014 بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لتنظيم «الإخوان»، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. ووفقاً لمواده ينتهي حكم السيسي عام 2022، ولا يحق له الترشح لفترة رئاسة جديدة بعدها.
وتنص التعديلات المقترحة على زيادة مدة تولي منصب رئاسة الجمهورية لتصبح 6 سنوات بدلاً من 4، مع استحداث مادة انتقالية بسريان هذا الحكم على الرئيس الحالي.
في حين أعلن عدد من قيادات حزب المحافظين بأمانة الدقهلية بدلتا مصر استقالتهم أمس، للسبب نفسه، وقالت قيادات الأمانة، في بيان تداولته صفحات الحزب بـ«فيسبوك» أمس، «إيماناً منا بالدور الذي تلعبه الأحزاب السياسية في تشكيل وجدان وتوجهات الشارع المصري، ولأننا لاحظنا أن رؤية حزب المحافظين السياسية بالمرحلة المقبلة لا تتفق مع رؤيتنا وتوجهاتنا، فقد قررنا الاستقالة من الحزب مع كامل الحب والتقدير لقياداته وكوادره».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.