مسؤول إسرائيلي يحذر من «تجسس صيني» على المشروعات الاستراتيجية

TT

مسؤول إسرائيلي يحذر من «تجسس صيني» على المشروعات الاستراتيجية

بعد يأس السلطات العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية من إطلاق تحذيراتها في الاجتماعات المغلقة، ضد نشاط الشركات الصينية وتسلمها مشروعات كبيرة واستراتيجية في إسرائيل، قررت رفع درجة هذه التحذيرات بالتأكيد أن «سلاح البحرية الإسرائيلي سيكون خاضعا للتجسس الصيني في غضون سنتين».
وتولى مهمة التعبير العلني عن قلق الأوساط الأمنية، المسؤول الأمني الإسرائيلي الكبير السابق، البروفسور شاؤول حوريف. فقال إن قرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، منح الشركات الصينية الحكومية والخاصة تصاريح استثمار في أمور استراتيجية، مثل بناء وإدارة ميناء حيفا، هو قرار اقتصادي بحت خال من الحسابات السياسية والعسكرية ويلحق ضررا استراتيجيا بإسرائيل. وأضاف حوريف، في مقابلة معه نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس الجمعة، أنه مع الانتهاء من مشروع الميناء، بحلول عام 2021، سيستطيع الصينيون التجسس على سلاح البحرية من أقرب نقطة مراقبة، إن أرادوا.
المعروف أن قاعدة سلاح البحرية المركزية في الجيش الإسرائيلي تقع بمحاذاة ميناء حيفا المدني، الذي تتولى الصين تجديده وإدارته. وحسب حوريف، فإنه «يتعين على قائد بارجة صواريخ أو غواصة أن يعلم أن جهات أجنبية تقطن بجوار قاعدته وبإمكان عناصرها أن يطلعوا على أي عمل يقوم به، خصوصا في المجال الإلكترو - مغناطيسي. وإذا خرجت قطعة بحرية من ميناء حيفا إلى عمق البحر من أجل إجراء تجربة على صاروخ جديد، على سبيل المثال، فإن الصينيين إذا أرادوا ذلك، فبإمكانهم معرفة ما ستفعله هذه القطعة البحرية بالضبط. وعلى هذا القائد أن يفهم جيدا أنه قبل الخروج إلى البحر، توجد خطوات أخرى، لوجيستية وغيرها، التي تمكّن من يوجد هناك ولديه الوسائل الصحيحة بجوارك أن يحصل بسهولة أكبر على معلومات حول طبيعة العملية التي تنوي تنفيذها».
وحوريف، هو عميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، وقد تولى مناصب أمنية رفيعة، بينها رئيس لجنة الطاقة الذرية، حتى عام 2015، ونائب قائد سلاح البحرية، وقائد «سرية الغواصات» ومدير مشروع بناء الغواصات الجديدة التي اشترتها إسرائيل من ألمانيا، والتي تردد أنها غواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية. ويرأس حوريف حاليا «مركز الأبحاث السياسة والاستراتيجية البحرية» في جامعة حيفا.
ومما قاله في المقابلة، إنه «في حال استعد سلاح البحرية الإسرائيلية لعملية عسكرية سرية، فإنها لن تكون مفاجئة». ولفت النظر إلى أن «الأميركيين، حلفاءنا الأساسيين، يقولون لنا إن الصين بالنسبة لهم تهديد استراتيجي مركزي، وإسرائيل لا يمكنها الجلوس هنا على الجدار. ولا يمكنك أن تمنح شركة صينية حكومية صلاحية تشغيل ميناء، الذي هو بنية تحتية بالغة الأهمية، من دون التشاور مع الإدارة الأميركية».
ولذلك اقترح إلغاء الصفقة مع الصينيين مهما كلف ذلك من ثمن، مؤكدا أن هذا هو موقف القيادات العسكرية والأمنية برمتها، وليس مجرد رأيه الشخصي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».