هل أصبح نيمار عبئاً على باريس سان جيرمان؟

عدم قيام اللاعب بواجباته الدفاعية يسبب مشكلات كبيرة والدفع به بجانب مبابي وكافاني خطأ

نيمار قدم أداءً مخيباً في الهزيمة على ملعب ليفربول في دور المجموعات  -  مبابي تألق أمام يونايتد في غياب نيمار
نيمار قدم أداءً مخيباً في الهزيمة على ملعب ليفربول في دور المجموعات - مبابي تألق أمام يونايتد في غياب نيمار
TT

هل أصبح نيمار عبئاً على باريس سان جيرمان؟

نيمار قدم أداءً مخيباً في الهزيمة على ملعب ليفربول في دور المجموعات  -  مبابي تألق أمام يونايتد في غياب نيمار
نيمار قدم أداءً مخيباً في الهزيمة على ملعب ليفربول في دور المجموعات - مبابي تألق أمام يونايتد في غياب نيمار

ربما يكون نادي باريس سان جيرمان الفرنسي قد وصل أخيراً إلى المستوى الذي يؤهله بقوة للمنافسة على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكي نستوعب ذلك يتعين علينا أن نجري مقارنة بين الأداء الذي قدمه الفريق أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد» في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبين الأداء الذي قدمه أمام مانشستر يونايتد يوم الثلاثاء الماضي.
في البداية وقبل كل شيء، يجب الإشارة إلى بعض الأشياء الجديرة بالملاحظة في تلك المواجهة الأخيرة، ومن بينها بالطبع الحارس الإيطالي القدير جيانلويغي بوفون، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، لكنه لا يزال يتميز بالخفة والرشاقة واليقظة. لكن يجب التأكيد أيضاً على أن بوفون لا يجيد اللعب بالقدمين، وهو الأمر الذي سيسبب مشكلات كبيرة لباريس سان جيرمان أمام الفرق التي ستضغط عليه بداية من منطقة جزائه.
ويجب الإشارة أيضاً إلى أن كلاً من داني ألفيش وخوان بيرنات لا يجيدان القيام بأدوارهما الدفاعية على النحو الأمثل، لكنهما مميزان للغاية في القيام بأدوارهما الهجومية؛ وهو ما يعني أنه من السهل للغاية أن يعتمد نادي باريس سان جيرمان على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي من أجل استغلال القدرات الهجومية لظهيري الجنب. وكان من الواضح أن سرعة لاعبي مانشستر يونايتد على أطراف الملعب كانت تسبب إزعاجاً لباريس سان جيرمان، قبل خروج أنطوني مارسيال وجيسي لينغارد للإصابة بين شوطي المباراة. وكان ذلك بمثابة «ضربة مزدوجة» اعترف المدير الفني لمانشستر يونايتد أولي غوناز سولسكاير بأنها كلفت فريقه الكثير في الناحية الهجومية.
ورغم أن المدافع الفرنسي بريسنيل كيمبيمبي أنقذ فريقه من هدف مؤكد وأحرز الهدف الأول، فإنه كان مهدداً طوال الوقت بالحصول على البطاقة الصفراء الثانية والخروج من الملعب بعد حصوله على بطاقة صفراء في بداية المباراة. وفي الحقيقة، كان كيمبيمبي محظوظاً للغاية؛ لأنه ارتكب خطأين كبيرين كان من الممكن أن يحصل على البطاقة الصفراء الثانية في أي منهما. لكن كل هذه الأمور يمكن أن توصف بأنها هامشية في ليلة شهدت تألقاً لافتاً من جانب لاعبي باريس سان جيرمان، فقد تألق نجم خط وسط الفريق ماركينيوس ونجح في الحد من خطوة بول بوغبا، وسط مساعدة كبيرة من زميله في الفريق ماركو فيراتي. وكان النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي يمثل تهديداً دائماً بسرعته الفائقة، وقد نجح في إحراز الهدف الثاني بلمسة جميلة. أما النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، فقد يكون أفضل لاعب في العالم في اتخاذ القرار السليم وهو منطلق بالكرة على أطراف الملعب.
وفي سبتمبر الماضي، خسر باريس سان جيرمان أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد» بثلاثة أهداف مقابل هدفين، رغم أنه كان يمكنه إحراز هدفين على الأقل، وبالتالي فإن فوزه على مانشستر يونايتد في معقله بـ«أولد ترافورد» يمثل تحولاً كبيراً في مستوى النادي الفرنسي. وقد ظهر باريس سان جيرمان أمام ليفربول فريقاً مرتبكاً؛ لأنه كان معتاداً على الفوز بسهولة في الدوري الفرنسي الممتاز الذي لا يجد به منافسة تُذكر، وكان يشعر بالرهبة خلال مواجهة ليفربول الذي يعتمد على اللعب السريع والحماس الشديد.
أما أمام مانشستر يونايتد، فقد ظهر الفريق منظماً ويلعب بالتزام كبير وبواقعية شديدة، وكأن هدفه الأساسي من المباراة هو منع لاعبي مانشستر يونايتد من الاستحواذ على الكرة، ثم اللعب على الهجمات المرتدة السريعة. وأمام ليفربول، كان باريس سان جيرمان يلعب بثلاثة لاعبين في الخط الأمامي، ومن خلفهم فجوة كبيرة ثم خط وسط مكون من لاعبين لا يتوقفون عن الركض. وعندما كان ترينت ألكسندر أرنولد أو روبرستون يتقدمان للأمام، لم يكن أي منهما يواجه مقاومة تذكر.
أما أمام مانشستر يونايتد، فكان باريس سان جيرمان يعتمد خلال عدم استحواذه على الكرة على طريقة 4 - 4 - 1 – 1، وبالتالي كان أشلي يونغ يجد نفسه وحيداً في مواجهة دي ماريا وبيرنات، كما كان لوك شو يواجه كلاً من داني ألفيش وتيلو كيهرير. وكان باريس سان جيرمان يعتمد على جوليان دراكسلر في صناعة اللعب من وسط الملعب خلف مبابي، مع تحول طريقة اللعب خلال الاستحواذ على الكرة إلى 3 - 4 - 2 - 1، في ظل دخول دي ماريا من على الأطراف إلى عمق الملعب وتقدم ظهيري الجنب إلى الأمام.
ومن الإنصاف أن نشيد بالمدير الفني لنادي باريس سان جيرمان، توماس توخيل، بسبب الطريقة التي اعتمد عليها في تلك المباراة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل كان يمكن لباريس سان جيرمان أن يظهر بهذا الشكل لو شارك نيمار في المباراة؟ يبدو هذا غير محتمل، لكن الأمر شبه المؤكد هو أن باريس سان جيرمان لم يكن ليلعب بهذه الطريقة من الأساس لو شارك نيمار. وقد شارك نيمار ومبابي وإيدينسون كافاني في جميع مباريات الفريق في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، ما عدا مباراة الفريق خارج ملعبه أمام نابولي عندما جلس كافاني على مقاعد البدلاء ثم شارك كبديل. ويمكن أن يكون ذلك بمثابة مؤشر واضح على أنه لا يجب الدفع باللاعبين الثلاثة معاً أمام الفرق الكبرى.
وكان هناك شعور خلال مباريات دور المجموعات أن توخيل ما زال يبحث عن الطريقة المناسبة للعب، فقد جرب اللعب بـ4 - 3 - 3 و4 - 2 - 3 - 1 و3 - 4 - 2 - 1 و4 - 4 – 2، لكن بغض النظر عن الطريقة التي كان يلعب بها باريس سان جيرمان، فإن نيمار كان يمثل مشكلة كبيرة للفريق لأنه لا يقوم بأدواره الدفاعية بشكل مستمر، وهو الأمر الذي يجعل من شبه المستحيل الدفع به على الأطراف بهذا الشكل. وقد كان هذا هو السبب نفسه الذي كلف البرازيل كثيراً في مباراتها أمام بلجيكا في كأس العالم الأخيرة بروسيا، حيث استغل توماس مونييه، زميل نيمار في باريس سان جيرمان، عدم قيام اللاعب البرازيلي بأدواره الدفاعية، وظل يتجول كما يحلو له في هذه الجبهة.
وفي الحقيقة، كان باريس سان جيرمان محظوظاً للغاية بتعادله في مباراتي الذهاب والعودة أمام نابولي الإيطالي في دور المجموعات. صحيح أن الفريق قد لعب بجماعية كبيرة خلال المباراة التي فاز فيها على ليفربول على ملعب «حديقة الأمراء» عندما شارك نيمار في الجبهة اليسرى في ظل الاعتماد على طريقة 4 - 4 - 2 في الوقت الذي كان يقوم فيه فيراتي بالأدوار الدفاعية خلف نيمار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ما الذي كان سيحدث لو قرر المدير الفني لليفربول يورغن كلوب الدفع بترينت ألكسندر أرنولد في الناحية اليمنى للقيام بمهام هجومية أكبر واستغلال المساحات الخالية خلف نيمار بدلاً من الدفع بجو غوميز الذي يميل بشكل أكبر للقيام بالواجبات الدفاعية؟
لا يمكننا في الوقت الحالي سوى أن نتمنى لنيمار أن يعود سليماً للملاعب بعد إصابته الأخيرة، لكن الشيء المؤكد هو أن غيابه أمام مانشستر يونايتد قد جعل توخيل يلعب بشكل أكثر توازناً. وعندما يعود نيمار للمشاركة في المباريات، فسوف يُطرح السؤال نفسه مرة أخرى. ويأخذنا ذلك إلى طرح سؤال آخر: ما هو نادي باريس سان جيرمان بالضبط؟ هل هو شركة للملابس الرياضية يعمل بالشراكة مع «نايكي» لعرض أغلى لاعب في العالم، أم أنه فريق كرة قدم مثير للإعجاب، كما ظهر يوم الثلاثاء الماضي أمام مانشستر يونايتد؟


مقالات ذات صلة

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد الهدفين في مرمى منتخب الكويت (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

حقق منتخب لبنان فوزاً مثيراً على نظيره الكويتي 2-1 في المباراة الودية على ملعب «النادي الأهلي القطري»، ضمن استعدادات منتخب الكويت لبطولة «خليجي 26».

صفات سلامة (بيروت)
رياضة عربية الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبناني (الشرق الأوسط)

وزير الرياضة اللبناني: استضافة مونديال 2034 تجسيد للقيم السعودية «الثلاث» 

وجّه وزير الشباب والرياضة اللبناني، الدكتور جورج كلاس، تهنئة حارة إلى السعودية بعد نجاحها في الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدينة مراكش المغربية ستستضيف حفل توزيع جوائز الأفضل في أفريقيا (كاف)

«كاف» يعلن القوائم النهائية المرشحة لجوائزه لعام 2024

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الخميس، القوائم النهائية للمرشحين للحصول على جوائزه لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.