اتهامات لـ {حماس} بالسعي للسيطرة على معابر القطاع

منعت موظفي السلطة من العمل في المعبر التجاري الوحيد

فلسطيني مقعد ينتظر اجتياز الحدود من معبر رفح إلى مصر نهاية الشهر الماضي (رويترز)
فلسطيني مقعد ينتظر اجتياز الحدود من معبر رفح إلى مصر نهاية الشهر الماضي (رويترز)
TT

اتهامات لـ {حماس} بالسعي للسيطرة على معابر القطاع

فلسطيني مقعد ينتظر اجتياز الحدود من معبر رفح إلى مصر نهاية الشهر الماضي (رويترز)
فلسطيني مقعد ينتظر اجتياز الحدود من معبر رفح إلى مصر نهاية الشهر الماضي (رويترز)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن حركة حماس وضعت مخططا للسيطرة على معابر القطاع بشكل يستبعد السلطة الفلسطينية، ردا على قرارات السلطة الأخيرة التي تضمنت كذلك تشكيل حكومة فصائلية تستثني حماس.
وأضافت المصادر «الخطة للسيطرة على معبري رفح وكرم أبو سالم، جاءت ضمن خطط تتعلق بإعادة إحياء اللجنة الإدارية لقطاع غزة أو تشكيل حكومة موازية». وأكدت أن حماس سترد على الحكومة المرتقبة بتفعيل شكل من أشكال الحكم في القطاع.
وأضافت أن «إحياء اللجنة الإدارية السابقة أو تشكيل حكومة مع الفصائل التي لم تشارك في حكومة منظمة التحرير المرتقبة تحت مسميات حكومة وحدة أو إنقاذ، كلها خطط قيد النقاش». وأردفت «يشمل ذلك السيطرة على المعابر بشكل ينهي وجود السلطة ويضمن أيضا أن يتحول أي دخل مالي لجيب حماس أو حكومتها وليس للسلطة».
ومنع مسلحون من حماس، أمس، موظفي هيئة المعابر والحدود التابعين للسلطة من الوصول إلى عملهم في معبر كرم أبو سالم التجاري، جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأجبروهم على مغادرة المعبر لليوم الثاني على التوالي.
وقالت الوكالة الرسمية الفلسطينية، بأن «حماس طلبت من موظفي الهيئة التوقيع على «استبيان» وأخذ بصماتهم، إلا أن الموظفين رفضوا التوقيع أو الانصياع لقرارات أمن حماس». وأضافت الوكالة، أن «هدف حماس هو طردهم من على معبر كرم أبو سالم والسيطرة عليه».
واتهمت السلطة الفلسطينية حماس باحتجاز شاحنات البضائع والمواد التموينية القادمة من المعبر، وإجبارها على المرور عبر بوابة تسمى «البوابة القطرية»، وأخذ ضرائب مقابل ذلك.
ويشكل معبر كرم أبو سالم وهو المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة، الذي تمر من خلاله البضائع والمواد الغذائية والتموينية ومواد البناء والمحروقات ومستلزمات طبية وأدوية لأهالي غزة، مصدر دخل مهما لخزينة السلطة من خلال الرسوم والجباية. والشهر الماضي سيطرت حماس على معبر رفح الخاص بحركة الأفراد بعدما انسحب موظفو السلطة منه.
وكانت السلطة الفلسطينية أمرت موظفيها بالانسحاب من معبر رفح الحدودي مع مصر، ردا على «تقويض حماس عملياتها واحتجاز بعض موظفيها». وأكد مسؤولون في حماس أنهم شكلوا قيادة جديدة لمعبر رفح تسلمت عملها بالكامل. واتفقت الحركة مع مصر على تشغيل المعبر فيما لا يتوقع أن تبقي إسرائيل على معبر كرم أبو سالم مفتوحا كذلك، حتى مع سيطرة حماس عليه.
وتأتي خطوات حماس ضد السلطة ردا على خطوات اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد قطاع غزة في محاولة لتقويض سلطة الحركة هناك، من بينها قطع رواتب ووقف دعم الوقود والكهرباء وحل المجلس التشريعي الفلسطيني وإقالة حكومة التوافق وإعلان إجراء انتخابات للمجلس التشريعي فقط. وبررت السلطة خطواتها بأنها تريد قطع الطريق على خطط حماس الانفصال بغزة.
لكن تريد حماس كذلك بخطواتها هذه تأمين مبالغ مالية إضافية لها في ظل الأزمة الكبيرة التي تمر بها الحركة.
وتفاقمت أزمة حماس المالية بشكل غير مسبوق في العام الجديد إلى الحد الذي اضطرت معه الحركة لاتخاذ قرارات صعبة تتعلق بإغلاق مؤسسات ودمج أخرى ووقف موازنات وتقليص رواتب ودفع سلف لموظفيها في الجناحين السياسي (المدني) والعسكري على السواء. ولجأت حماس مضطرة إلى إغلاق مؤسسات ومكاتب إعلامية فيما تدرس إغلاق مزيد من هذه المؤسسات، كما أغلقت مكاتب فرعية تنظيمية ودمجتها بالرئيسية، وخفضت موازنات طالما كانت ثابتة للجناحين السياسي والعسكري.
ولا تفصح حماس عن مصادر تمويلها، لكنها تحصل على دخل من خلال الضرائب التي تجبيها حكومتها في غزة، بالإضافة إلى تمويل ذاتي له علاقة بمشاريع خاصة في الحركة في غزة والضفة والخارج، إلى جانب بعض الدعم الشعبي غير المنظم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.