العثماني يشيد بدعم إسبانيا لمصالح المغرب بعد لقائه فيليبي السادس

بوريطة: ما نشر عن استدعاء سفيري المغرب لدى الرياض والإمارات غير دقيق

جانب من حفل الاستقبال الذي خصصه العاهل المغربي وعائلته لملك إسبانيا وعقيلته في القصر الملكي بالرباط (ماب)
جانب من حفل الاستقبال الذي خصصه العاهل المغربي وعائلته لملك إسبانيا وعقيلته في القصر الملكي بالرباط (ماب)
TT

العثماني يشيد بدعم إسبانيا لمصالح المغرب بعد لقائه فيليبي السادس

جانب من حفل الاستقبال الذي خصصه العاهل المغربي وعائلته لملك إسبانيا وعقيلته في القصر الملكي بالرباط (ماب)
جانب من حفل الاستقبال الذي خصصه العاهل المغربي وعائلته لملك إسبانيا وعقيلته في القصر الملكي بالرباط (ماب)

استقبل ملك إسبانيا فيليبي السادس، أمس بالرباط، سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، خلال اليوم الثاني من زيارته للمغرب، التي بدأها مساء أول من أمس رفقة عقيلته الملكة ليتيثيا، ووفد وزاري يضم وزراء الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون والداخلية والصناعة والتجارة، والسياحة والزراعة والثقافة والرياضة.
وقال العثماني عقب اللقاء إن زيارة ملك إسبانيا لبلاده «لها دور مهم في إعطاء دفعة قوية لهذه العلاقات، وذلك بالنظر إلى الاتفاقيات الـ11 التي جرى التوقيع عليها مساء الأربعاء، والتي يكتسي بعضها طابعا استراتيجيا سيطبع مستقبل العلاقات الثنائية»، مضيفا أن إسبانيا تعتبر اليوم أول شريك اقتصادي للمغرب، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه خلال اجتماع الحكومة، أمس، مشيدا بدعم إسبانيا لمصالح المغرب داخل الاتحاد الأوروبي؛ حيث كانت «في مقدمة الدول الأوروبية التي دعمت المغرب في تجديد اتفاقية الصيد البحري، بعد اتفاقية الفلاحة».
كما استقبل الملك الإسباني بمقر إقامته بالرباط، كلا من الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، وحكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين. وقال المسؤولان المغربيان إن اللقاء «شكل مناسبة للتذكير بجودة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين. كما شكل اللقاء فرصة للتأكيد على الدور الإيجابي لإسبانيا بخصوص المصادقة على الاتفاق الفلاحي، واتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي».
وفي سياق متصل، عقد جوزيب بوريل الوزير الإسباني للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، أمس لقاء صحافيا ركزا فيه على قضايا الهجرة والتحديات التي يواجهها البلدان.
كما نفى بوريطة استدعاء سفيري المغرب بالسعودية والإمارات، وقال إن ما نشر بهذا الشأن «غير دقيق». موضحا أن استدعاء السفير من أي دولة «يقتضي أن يكون لأسباب معينة، ويجري إبلاغ الدولة التي تم استدعاء السفير منها، ثم إصدار بيان رسمي وتسجيل موقف، وهو ما لم يتم».
كما أوضح بوريطة أن السفيرين المذكورين جاءا إلى الرباط لحضور اجتماعات، ثم عادا إلى السعودية والإمارات نهاية الأسبوع، مبرزا أن تلك الاجتماعات انصبت على الوضع في الخليج، ومدى تأثيره على المغرب، وتوضيح المواقف مما يحدث في تلك المنطقة المهمة في العلاقات المغربية.
من جانبه، قال الوزير الإسباني جوزيب بوريل: «إن إسبانيا تدافع عن مركزية الأمم المتحدة، وتدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل سياسي في إطار توصيات مجلس الأمن ذات الصلة». مبرزا أن «موقف إسبانيا بخصوص قضية الصحراء واضح وثابت»، وأن «الأمر يتعلق بموقف دولة لم يتغير».
وكان الملك محمد السادس والملك فليبي قد ترأسا مساء أول من أمس، عقب مباحثاتهما بالقصر الملكي بالرباط حفل التوقيع على 11 اتفاقية للتعاون الثنائي في الكثير من المجالات. وتتعلق الاتفاقية الأولى بمذكرة تفاهم من أجل إقامة شراكة استراتيجية متعددة الجوانب بين المغرب وإسبانيا، وقعها ناصر بوريطة وجوزيب بوريل. كما وقع الوزيران الاتفاقية الثانية، وهي بمثابة بروتوكول حول هبة لا رجعة فيها خاصة بالمسرح الكبير (سيربانتيس) بمدينة طنجة. أما الاتفاق الثالث فيتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الجريمة، وقعه وزيرا داخلية البلدين عبد الوافي لفتيت وفيرناندو غراندي - مارلاسكا غوميث. في حين أن الاتفاقية الرابعة تعد بمثابة مذكرة تفاهم من أجل إقامة شراكة استراتيجية في مجال الطاقة.
وتهم الاتفاقية الخامسة مذكرة تفاهم من أجل إقامة ربط كهربائي ثالث بين المغرب وإسبانيا. أما الاتفاقية السادسة فتتعلق بمذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للمتاحف للمملكة المغربية ووزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، للتعاون في مجال المتاحف. بينما تخص الاتفاقية السابعة مذكرة تفاهم بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والمتحف الوطني مركز الفنون الملكة صوفيا (إسبانيا)، من أجل تنظيم معرض بمدريد. وترتبط الاتفاقية الثامنة بمذكرة تفاهم بين مديرية الوثائق الملكية للمملكة المغربية وإدارة التراث الوطني لمملكة إسبانيا، من أجل تنظيم معرض بخصوص الأعمال الفنية الملكية بالبلدين بالقصر الملكي بمدريد. أما الاتفاقية التاسعة فتهم مذكرة للتعاون المتقدم بين السلطة المرفئية لطنجة المتوسط والسلطة المرفئية للجزيرة الخضراء من أجل تسهيل تدفق التجارة والمسافرين عبر مضيق جبل طارق. فيحين تخص الاتفاقية العاشرة مذكرة تفاهم بين الخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية الأيبيرية. أما الاتفاقية الـ11 فتتعلق بمذكرة تفاهم بين السلطة المغربية للأسواق المالية للمملكة المغربية واللجنة الوطنية لبورصة القيم لمملكة إسبانيا.
إلى ذلك، استقبل ملكا إسبانيا، أمس، عددا من الكتاب المغاربة والمتخصصين بالدراسات الإسبانية. وخلال اللقاء سلم سانتياغو مونيوث ماتشادو، مدير الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، شهادة عضو مراسل لهذه الأكاديمية للحسين بوزينب، المتخصص في الدراسات الإسبانية، ليكون بذلك أول مغربي يتم اختياره عضوا في الأكاديمية الملكية الإسبانية. كما قام ملك إسبانيا وعقيلته بزيارة لضريح محمد الخامس بالرباط؛ حيث ترحّما على الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، ووضعا إكليلين من الزهور على قبريهما، ثم وقعا في الدفتر الذهبي للضريح.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.