الملف الليبي يتصدّر مباحثات رئيسي الحكومة التونسي والفرنسي

TT

الملف الليبي يتصدّر مباحثات رئيسي الحكومة التونسي والفرنسي

توجه يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، مساء أول من أمس إلى فرنسا، في زيارة تستمر إلى غد (الجمعة)، وينتظر أن يتمخض عنها توقيع ست اتفاقيات تمويل لمشاريع تنمية في تونس، تشمل أنشطة اقتصادية في المجال الرقمي، والنقل والصحة والتعليم العالي.
ويترأس الشاهد مع نظيره الفرنسي خلال هذه الزيارة، أشغال الدورة الثانية للمجلس الأعلى للتعاون التونسي - الفرنسي، وينتظر تنظيم مجلس وزاري تونسي - فرنسي يضم تسعة وزراء من كل بلد، كما يشارك الشاهد في افتتاح المنتدى الاقتصادي الفرنسي - التونسي، ويزور واحدة من أكبر محاضن الشركات الناشئة الفرنسية في المجال الرقمي.
وحسب مصادر تونسية مطلعة فإن الملفات الاقتصادية ستطغى على أنشطة ولقاءات رئيس الحكومة التونسية خلال لقائه عدداً من المسؤولين الفرنسيين في باريس. لكنها لن تهمل أيضاً الجوانب السياسية والأمنية المهمة التي سيتطرق إليها الجانبان، وبخاصة الأوضاع الأمنية والسياسية المتأزمة في ليبيا المجاورة. وحسب مراقبين تونسيين، فقد جرت ترتيبات هذه الزيارة في تونس العاصمة، إثر اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية التونسية، بأوليفيي بوافر دارفور، سفير فرنسا في تونس.
ورافق الشاهد في هذه الزيارة، التي وصفت في الأوساط الدبلوماسية التونسية بـ«المهمة»، هشام الفراتي وزير الداخلية، وسليم الفرياني وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسّطة، وسليم خلبوس وزير التعليم العالي، وهشام بن أحمد وزير النقل، وروني الطرابلسي وزير السياحة، وخميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية، علاوة على عدد من أعضاء البرلمان التونسي.
وتنتظر تونس أن تتمخض عن هذه الزيارة نتائج اقتصادية وسياسية مهمة، وذلك قبل أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي ستجري نهاية السنة الحالية، وتأمل في مضاعفة الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الاقتصاد التونسي، والمساهمة في انفراج الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتأزمة. ومن المتوقع أن تضخ الشركات الكبرى والمتوسطة الفرنسية نحو 100 مليون يورو إضافية من الاستثمارات.
ويتضمن برنامج زيارة الشاهد لقاءات رفيعة المستوى مع الرئيس إيمانويل ماكرون، وجيرار لارشاي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وريتشارد فيراند رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ولوران فابيوس رئيس المجلس الدستوري، وأنجل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ولا تستبعد مصادر دبلوماسية تونسية أن تكون توصيات اجتماع الاتحاد الأفريقي، الذي انعقد قبل أيام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول تنظيم انتخابات في ليبيا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من بين أهم الملفات المطروحة بين البلدين، وذلك بالنظر إلى أهمية الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا بالنسبة إلى الاقتصاد التونسي.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».