رغم تعايشها قروناً من الزمن مع طبيعتها الباردة، واعتيادها كميات كبيرة من الثلوج، تكسيها بالأبيض طيلة فصل الشتاء البارد في روسيا، استيقظت العاصمة موسكو صباح أمس، على مشهد نادر لم تعرفه منذ أكثر من عقدين من الزمن. فقد غطّتها كميات كبيرة من الثلوج، التي بدأت تتساقط مع اقتراب الفجر، واستمرت حتى ساعات الصباح، إلى أن سجلت رقماً قياسياً، حسب مركز الأرصاد الجوية، الذي قال إن الثلوج التي تساقطت خلال تلك الساعات بلغت 11 مم، أي ما يعادل ربع المعدل الشهري لهذا الوقت من السنة، وحطمت بذلك الرقم القياسي الذي سُجّل في 13 فبراير (شباط) 1995، حين تساقطت 9.7 مم من الثلوج على المدينة.
ورسمت الثلوج مشهداً خيالياً، حين التصقت بكل شيء تتساقط عليه، بما في ذلك على أغصان الأشجار والطرقات، نظراً لأنها تساقطت مع درجات حرارة مرتفعة نسبياً في هذا الوقت من السنة (2 - 4 تحت الصفر)، تجعل نسبة الرطوبة فيها مرتفعة.
وأثارت هذه اللوحة الطبيعية الجميلة، كما هي العادة دوماً، شهية الكبار والصغار للتنزه واللعب على الثلج. بيد أنّ لهذا المشهد الرائع وجهاً آخر مخيفاً، إذ يتسبب تراكم كميات كبيرة من الثلوج إما بتكسير أغصان الأشجار، وإما بسقوط أشجار كاملة في بعض الحالات، قد تلحق الضرر بأي شخص يسير قربها، أو بالسيارات المركونة تحتها. كما يؤدي ثقل الثلج أحياناً إلى سقوط كابلات الكهرباء. أمّا التصاقه على الأسفلت في الطرقات، فإنّه يشكل طبقة غير ثابتة، تؤدي إلى انزلاق السيارات، وخروجها عن السيطرة عند أي منعطف بسيط، أو لمجرد تحريك مقود السيارة يميناً أو شمالاً.
للحد من مخاطر تساقط كميات قياسية من الثلوج على المدينة، عمّمت وزارة الطوارئ عبر وسائل الإعلام، وإلى المواطنين مباشرة عبر رسائل «SMS» تحذيراً من احتمال تكوّن طبقة جليد على الطرقات، وسقوط خطوط الكهرباء بسبب الثلوج والرياح. من جانبها، أطلقت بلدية موسكو أكثر من 10 آلاف سيارة خاصة لإزالة الثلوج، ترش خليطاً رملياً على الطرقات لمنع الانزلاق. في الوقت ذاته يزيل أكثر من 60 ألف عامل الثلوج في المناطق التي تشهد حركة بشرية، مثل الطرقات داخل الأحياء السكنية، والممرات باتجاه محطات الحافلات والأرصفة، وبالقرب من محطات المترو، وغيرها.
كميات قياسية من الثلوج تتساقط على {عاصمة الشتاء} موسكو
كميات قياسية من الثلوج تتساقط على {عاصمة الشتاء} موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة