تحرك قضائي ضد رفض إسرائيل تعويض ضحايا اعتداءاتها في غزة

TT

تحرك قضائي ضد رفض إسرائيل تعويض ضحايا اعتداءاتها في غزة

توجه مركزان حقوقيان بالتماس إلى المحكمة العليا في إسرائيل للاستئناف على قرار محكمة بئر السبع المركزية القاضي بالمصادقة على تنكر السلطات الإسرائيلية لحق سكان غزة في الحصول على تعويضات لإصابتهم برصاص الاحتلال أو أي اعتداء آخر.
وكانت عائلة الطفل عطية النباهين (15 عاماً) قد حرّكت دعوى ضد الجيش الإسرائيلي للمطالبة بتعويض، بعدما أطلق الاحتلال على ابنها الرصاص في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، في أثناء وجوده في أرض مملوكة للعائلة في قطاع غزة، ما تسبب في إصابته بشلل رباعي وأصبح مقعداً مدى الحياة. ولم يكن النباهين يحمل أي سلاح ولم يقم بأي عنف.
وبعد أربع سنوات رفضت محكمة بئر السبع طلباً قدمه بالنيابة عن أسرة النباهين مركز «عدالة - المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل» و«مركز الميزان لحقوق الإنسان». لكنها أصدرت حكماً يمنع تقديم دعوى تعويضات عند التعرض للإصابة على يد الجيش الإسرائيلي في غزة لأن القطاع «كيان معادٍ».
وجاء في حيثيات حكم المحكمة أنه «بناءً على تعديل قانون الأضرار المدنية الذي تم تشريعه في 2012، لا يحق لسكان منطقة تعتبرها الحكومة الإسرائيلية كياناً معادياً (وهو ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية حول قطاع غزة في عام 2007) أن يطالبوا بتعويضات من إسرائيل لأي سبب».
ورفع «عدالة» و«الميزان» استئنافاً للمحكمة العليا، على قرار المحكمة المركزية في بئر السبع، يشيران فيه إلى أن القرار والتعديل «مخالفان للقانون الإسرائيلي والقانون الدولي اللذين يكفلان للمدنيين المحميين حق الوصول إلى تعويضات ملائمة». وطالب المركزان في الاستئناف بإلغاء القرار والبتّ في مخالفة التعديل للدستور.
وقال الناطق باسم «عدالة» رامي حيدر، إن استخدام السلطات الإسرائيلية لتعبير «الأعداء الأجانب» الذي بات محرماً وتم حظره منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، «هو أمر بالغ الخطورة يجعل كل أبناء وبنات غزة مشروع اغتيال، فهو يجعل أي فرد يوجد في منطقة تعد كياناً معادياً بمثابة عدو، يسمح للجنود بمهاجمته وإلحاق الضرر به فقط بسبب انتمائه القومي والإثني. وهذه مخالفة صارخة لمبدأ التمييز والذي يعد أساساً لأعراف القانون الدولي الناظمة لقواعد الحرب».
وشرحت نائب مدير المركز المحامية سوسن زهر، أنه «بإقرار دستورية القانون فإن قرار محكمة بئر السبع يمنح حصانة كاملة للمس بالمدنيين وإلحاق الضرر بهم، حتى لو كان سببها الإهمال أو إلحاق الضرر بهم خلال عملية غير عسكرية أو خلال فترة التهدئة أو عدم وجود حرب من الأساس. حصانة كهذه لا يمكن اعتبارها قانونية».
وقال الحقوقي محمود أبو رحمة، إن «قانون الأضرار المدنية الإسرائيلي أنكر لسنوات عدة على الضحايا الفلسطينيين وصولهم لتعويضات مشروعة، إذ ينص القانون على أن إسرائيل ليست مسؤولة عن الأضرار الواقعة خلال أعمال قتالية يقوم بها الجيش، ويأتي التعديل رقم 8 ليزيد من حالات الاستثناء ويتم تطبيقه بغضّ النظر عن قانونية تصرف قوات الجيش. وقرار محكمة بئر السبع يعتبر كل سكان غزة، بمن فيهم المدنيون أمثال الطفل عطية النباهين، غير مؤهلين للمطالبة بتعويضات فقط بسبب أماكن وجودهم، وهو بذلك يعد انتهاكاً لمبادئ سيادة القانون والعدالة ويتوجب إلغاؤه».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.