«الداخلية» المصرية: حماس دربت.. و«الإخوان» نفذت تفجير الدقهلية

محاكمة مرسي وقيادات الجماعة 28 يناير في قضية اقتحام السجون

سيدة تحمل اسطوانة غاز بينما تمر أمام لافتات تدعو إلى المشاركة بكثافة في الاستفتاء على الدستور (رويترز)
سيدة تحمل اسطوانة غاز بينما تمر أمام لافتات تدعو إلى المشاركة بكثافة في الاستفتاء على الدستور (رويترز)
TT

«الداخلية» المصرية: حماس دربت.. و«الإخوان» نفذت تفجير الدقهلية

سيدة تحمل اسطوانة غاز بينما تمر أمام لافتات تدعو إلى المشاركة بكثافة في الاستفتاء على الدستور (رويترز)
سيدة تحمل اسطوانة غاز بينما تمر أمام لافتات تدعو إلى المشاركة بكثافة في الاستفتاء على الدستور (رويترز)

كشفت وزارة الداخلية في مصر عن أن نجل قيادي من جماعة الإخوان المسلمين متورط في حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية. وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن «منفذي تفجير محيط مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة فتحوا قنوات تواصل مع قيادات حركة حماس»، لافتا إلى أن «عناصر جماعة الإخوان تلقت تدريبات عسكرية في قطاع غزة على يد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس». في وقت حددت فيه محكمة مصرية أمس، 28 يناير (كانون الثاني) الحالي، لبدء أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و130 متهما آخرين في قضية اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير والمعروفة إعلاميا باسم قضية «وادي النطرون».
وتزايدت أعمال العنف والتفجيرات عقب عزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي، وفجر مسلحون مجهولون أمس عبوة ناسفة قرب مدرعة للجيش في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، كما أحبطت قوات الأمن إبطال مفعول عبوتين ناسفتين في القاهرة وطنطا، وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة الداخلية عازمة على المضي قدما نحو التصدي للمسلحين والخارجين على القانون بكل حزم».
وعرض وزير الداخلية في مؤتمر صحافي، أمس، التحقيقات التي أجريت في أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد، حيث جرى عرض فيديو مصور لاعترافات يحيي المنجي، نجل القيادي في جماعة الإخوان المنجي سعد حسين، كأحد المشاركين في حادثة التفجير. وقال إبراهيم إن منفذي تفجير محيط مديرية الأمن فتحوا قنوات تواصل مع قيادات حركة حماس، وإن الانتحاري إمام مرعي محفوظ هو من يقف وراء التفجير، موضحا أن «المتهمين بتفجير المنصورة يسرقون محال الذهب الخاصة بالمسيحيين لتمويل عملياتهم».
وأكد الوزير أن «جهود المتابعة والمعلومات كشفت أن الفترة اللاحقة على 25 يناير 2011، خاصة في فترة حكم الرئيس المعزول، ساعدت جماعة الإخوان على توسيع قاعدتها في مختلف أنحاء البلاد، وسعت إلى التقارب مع حلفائها من الفصائل المتشددة لاستخدام عناصرها في تنفيذ مخططاتها العدائية»، مضيفا أن المعلومات لدى وزارة الداخلية «تؤكد قيام الإخوان بفتح قنوات تواصل لعدد من كوادرها مع قيادات حركة حماس الفلسطينية، ومنهم أيمن نوفل رائد العطار، الذين قدموا لهم مُختلف أوجه الدعم اللوجيستي من خلال استضافتهم بقطاع غزة وتلقينهم بقواعد الأمن وتدريبهم على مختلف الأسلحة بمعسكرات كتائب القسام، وكذلك التباحث معهم في بعض المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا العسكرية»، على حد تعبيره.
وتابع إبراهيم أن «من أبرز أعمال هذا الدعم كان ابتكار جهازي تشويش على عمل الطائرات، وضبط عملية توجيه صواريخ القسام، وتطوير عمل أجهزة فك الشفرة، ووضع منظومة لمراقبة الطائرات باستخدام الحاسب الآلي».
وأعلنت الحكومة المصرية رسميا الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية» بعد أن اتهمتها بتنفيذ هجوم انتحاري أدى لسقوط 16 قتيلا ونحو 140 مصابا على مديرية أمن الدقهلية.
وأوضح وزير الداخلية أن «عناصر جماعة الإخوان بدأت تفقد عقلها وأصبحت مواجهتهم دامية، لكن قوات الشرطة قادرة على التعامل معهم». ودعا الشعب المصري لأن يخرج للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير بكثافة، وأن يتوجهوا بالملايين إلى لجان الاستفتاء للتأكيد على إرادتهم الشعبية، مشيرا إلى أن الوجود الشعبي المكثف خلال يومي الاستفتاء (14و15 الشهر الحالي)، سيكون هو الضربة القاصمة لجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن الاستفتاء سوف يشهد خطة تأمين لا مثيل لها وغير معتادة بالتنسيق مع القوات المسلحة.
وفيما يتعلق بتأمين الكنائس خلال احتفال المسيحيين الشرقيين بأعياد الميلاد، يوم 7 يناير الحالي، قال إبراهيم «لا يمكن السماح لأحد بأن يعكر صفو احتفال المسيحيين بأعيادهم. وقوات الجيش والشرطة ستؤمن الكنائس بكامل طاقتها ومن يقترب منها هالك».
في سياق ذي صلة، حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 28 يناير الحالي لبدء أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول و130 متهما آخرين في قضية اقتحام السجون، وقال المستشار مدحت إدريس، رئيس المكتب الفني بمحكمة الاستئناف، إن «القضية سيجري نظرها أمام الدائرة 15 بمحكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي».
وأحالت السلطات القضائية في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الرئيس السابق وقيادات من جماعة الإخوان بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى جانب 68 عنصرا في حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني للمحكمة، بتهم اقتحام السجون التي جرت بعد يومين من قيام ثورة 25 يناير، وترتب عليها هروب قيادات الإخوان ومدانين من حماس وحزب الله، بالإضافة إلى هروب آلاف المساجين الجنائيين الآخرين، مما تسبب في حالة من الذعر في مصر في ذلك الوقت، فيما دعا تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول أمس، لمظاهرات يوم محاكمة مرسي بعنوان «الشعب يدافع عن رئيسه».
وكانت السلطات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ألقت القبض على مرسي وقيادات في الإخوان خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك. لكن مجهولين اقتحموا عدة سجون وقاموا بتحرير قيادات الإخوان ومساجين لحماس وحزب الله. وقالت مصادر قضائية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «المتهمين يواجهون تهما بحمل الأسلحة الثقيلة لمقاومة النظام، وارتكاب أفعال عدائية أدت إلى المساس بأمن البلاد، وقتل والشروع في قتل ضباط وأفراد الشرطة، والاشتراك مع حزب الله وحركة حماس والحركات الجهادية والتكفيرية بشبه جزيرة سيناء في إشاعة الفوضى، واقتحام سجون وادي النطرون وأبو زعبل والمرج».
في غضون ذلك، نجح خبراء المفرقعات بالقاهرة في إبطال مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع بأحد المزلقانات بمنطقة المرج (شرق القاهرة)، وتمكنت قوات أمن الغربية من إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع جرى العثور عليها في محيط قسم ثاني طنطا، وفجر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة قرب مدرعة للجيش أثناء مرورها على طريق مؤد لمعسكر الجيش بضاحية الزهور في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن «العبوة انفجرت أثناء مرور مدرعة، مما أسفر عن إصابة أفرادها بإصابات طفيفة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.